توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الترغيب أولًا في معالجة الزيادة السكانية

  مصر اليوم -

الترغيب أولًا في معالجة الزيادة السكانية

بقلم: عماد الدين حسين

ما الذى يفترض أن يعنيه إطلاق المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية صباح يوم الإثنين الماضى فى العاصمة الإدارية، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى والعديد من كبار المسئولين؟
المفترض أن قطار معالجة أزمة الزيادة السكانية قد انطلق، لكن أظن أن الشىء الجيد الذى استمعت إليه صباح يوم الإطلاق خلال جلسة الحوار النقاشية على المنصة الرئيسية بالعاصمة الإدارية، هى أن الحكومة بدأت تتحدث عن الحوافز والإغراءات بدلا من أن تبدأ الحديث بالعقوبات والخصومات.
نعرف أن هناك تهديدات متنوعة، صدرت فى الشهور الأخيرة تلوح بأن من لن يلتزم بتنظيم الأسرة فسوف يتم حرمانه من جميع أنواع الدعم من أول الرغيف حتى السلع التموينية، بل كان هناك من اقترح حرمانه من التعليم والعلاج المجانى. ولو حدث ذلك لكان خطأً وخطرا كبيرا خصوصا فيما يتعلق بالتعليم، لأننا فى هذه الحالة كأننا نسلم أجيالنا الجديدة إلى التنظيمات الإرهابية المتطرفة، أو العاطلين المدمنين الجهلاء.
قضية مواجهة الزيادة السكانية لابد أن تكون قضية كل الدولة بأجهزتها ومؤسساتها العامة والخاصة والمجتمع المدنى. طبعا من المهم أن تكون هناك جهة واضحة صاحبة قرار تنسق مع بقية الجهات.
فى الكلمات التى استمعت إليها فإن الجميع أكد أهمية القضية وضرورة مواجهة مشكلة الزيادة السكانية.
الدكتور مدبولى قال إننا نواجه تحديات صعبة بسبب الزيادة السكانية، والدكتورة نيفين القباج قالت إنه كلما زاد الدور الإنتاجى للمرأة قل معدل الإنجاب، وإن هناك ١٢٠ فرصة عمل سنويا من برنامج «مستورة» و«تنمية المرأة الريفية»، وتقديم حوافز لأمهات أطفال المدارس، وهناك ثلاثة محاور للتأثير المباشر على السلوك السكانى واتجاهات الأسر نحو الإنجاب من خلال التأثير على القوى الاقتصادية ثم على القوى الناعمة بتقديم حوافز إيجابية أو الحرمان منها، ثم تصحيح المفاهيم الخاطئة، إضافة لوجود مبادرات لمحو الأمية خصوصا لدى الأميات الريفيات.
الدكتورة هالة السعيد تحدثت عن ضرورة ضبط النمو السكانى، ومعها الارتقاء بخصائص السكان. الدكتور خالد عبدالغفار القائم بعمل وزير الصحة كشف عن أن الدولة نفذت ١٢ مبادرة رئاسية فى آخر ٤ سنوات لتحسين الحياة الصحية للمواطنين، وأن هناك ٥٤٠٠ وحدة رعاية صحية أولية منتشرة فى جميع المحافظات، وأن مراكز تنظيم الأسرة تقدم جميع الوسائل لمن يطلبها، وأن ميزانية وزارة الصحة زادت من ٣٢ مليار جنيه قبل عام ٢٠١٣ إلى ١٠٨ مليارات هذا العام بزيادة ٣٠٠٪، لكن رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى وخلال مداخلاته قال إننا إذا كنا نملك الآن ٥٠٠ مستشفى، فنحن نحتاج لمثلها حتى نواكب الزيادة السكانية.
خلال النقاشات استمعت لمفاهيم جديدة وهى الترغيب أولا وليس الترهيب. من أمثلة ذلك دعم الأم المتعلمة التى تتزوج فى السن القانونية، وتنجب أطفالا أقل يذهبون إلى المدارس ولا يتسربون من التعليم. وهذه نقطة جوهرية لابد أن تصل إلى الجمهور المستهدف خصوصا فى الريف والمناطق الشعبية.
نفس هذه الفكرة تحدثت عنها الدكتورة مايا مرسى بأن تمكين المرأة والاستثمار فى الفتيات هما أساس ضبط النمو السكانى، وعلينا ألا نضع العبء الخاص بالزيادة على المرأة لأنها جزء من المجتمع.
التمكين يتمثل فى ضرورة استمرار المرأة فى التعليم وتنمية مهاراتها التى يمكن أن تساعدها على خلق فرص عمل. وحمايتها فى القطاع الخاص حتى لا تخرج منه، خصوصا أن المرأة تشغل ثلث الوظائف فقط مقابل الرجل. والأهم الحفاظ على الرعاية الصحية للمرأة، وكذلك الصحة الإنجابية والقضاء على الزواج المبكر أو العنف ضد المرأة.
مايا مرسى كشفت عن مبادرة مهمة لتدريب عشرة آلاف قيادة دينية فى كل المحافظات للتوعية والتثقيف للمرأة والمجتمع بشأن الزيادة السكانية بالتعاون مع كل قوى المجتمع من الحكومة إلى المسجد والكنيسة والمجتمع المدنى.
الرئيس السيسى قال أيضا إن الدولة قدمت للمواطنين برنامجا للصحة الإنجابية، حتى يطمئنوا على ظروفهم الصحية قبل الزواج، لكن للأسف فإن البعض كان يغش فى هذا الكشف المبكر.
يوم الإثنين الماضى تحدث الرئيس عن العديد من القضايا المهمة والمتراكمة التى تتعلق بالصحة والتعليم والقيم وصولا إلى معالجة الانفجار السكانى، وهى قضايا تحتاج لنقاشات موضوعية لاحقة إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الترغيب أولًا في معالجة الزيادة السكانية الترغيب أولًا في معالجة الزيادة السكانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon