توقيت القاهرة المحلي 08:57:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أن تصاب بكورونا خارج بلدك

  مصر اليوم -

أن تصاب بكورونا خارج بلدك

بقلم: عماد الدين حسين

إذا كنت موجودا فى غرفة أو بيت ولا تستطيع أن تخرج منه فأنت فى سجن، حتى لو كان هذا المكان أفضل جناح فى فندق أو حتى فيلا أو قصر منيف.
شىء من هذا الشعور مع الفارق شعرت به، وأنا محجوز فى جناح بفندق فخم بمدينة الشارقة.
فى السادسة من مساء يوم الإثنين الماضى الرابع والعشرين من يناير، وصلت إلى مطار دبى فى طريقى لإمارة الشارقة بدعوة كريمة من المكتب الإعلامى لحكومة الشارقة لحضور العرض الافتتاحى لـ«سرد المكان» وهو عرض فنى يجمع الشعر والمسرح والموسيقى للاحتفاء بالشارقة من خلال مشاهد تحكى قصص الأولين وعاداتهم وتقاليدهم ومقاومتهم للاستعمار، إضافة للمنجزات الحضارية والثقافية التى قدمتها هذه الإمارة للعالم.
بالطبع قبل السفر بـ٤٨ ساعة عملت مسحة كورونا أو PCR فى أحد المختبرات المعروفة، والحمد لله كانت النتيجة سلبية، وقبل السفر بيوم واحد عملت مسحة أخرى فى أكاديمية الشرطة قبل الدخول للاحتفال بعيد الشرطة، وكانت أيضا سلبية. وحينما وصلت مطار دبى عملوا لى مسحة أخرى كما هو معتاد، وقالوا لى ان نتيجتها ستصل إلى هاتفك بعد عدة ساعات وكنت مطمئنا أن النتيجة ستكون سلبية لانه لا يوجد شىء يدعو للقلق، خصوصا أننى حريص على ارتداء الكمامة طوال الوقت.
وصلت إلى الفندق فى الشارقة، وبعد نحو ست ساعات فوجئت برسالة طويلة من الشركة الطبية التى أجرت لى المسحة خلاصتها أن النتيجة إيجابية، وأنه ينبغى على أن أعزل نفسى تماما طبقا للإجراءات المتبعة فى الإمارات.
أخبرت زملائى فى الزيارة وهم الأساتذة الأصدقاء أكرم القصاص وماجد منير وهالة سرحان وانضم إلينا لاحقا الفنان أشرف زكى، كما أخبرت أصحاب الدعوة فطلبوا منى بكل أدب ألا أغادر حجرة الفندق، وبعد دقائق تواصلت معى إدارة الفندق، وأبلغتنى بكل لطف ألا أغادر غرفتى لأننى صرت معزولا، وأنه سيتم وضع المأكولات والمشروبات والمفروشات على باب الغرفة، لأن عمال وموظفى الفندق غير مسموح لهم بالدخول لأى غرفة بها مصاب كورونا.
سلمت أمرى إلى الله، وحاولت التكيف مع الوضع الجديد، ثم سرح خيالى فى تخيل نفسية السجين، وكم هو شعور صعب، حتى لو كان سجنك فندقا متميزا فى خدماته.
ما حيرنى أن كورونا التى مررت بها فى شهر مارس من العام الماضى تختلف عن هذه الحالة الأخيرة بصورة كاملة، وسأحاول أن أشرح الفرق بينهما من دون الادعاء أنها حقائق علمية، بل مجرد رصد لما شعرت به.
إصابة كورونا الأولى كانت شديدة القسوة وعشت عشرة أيام على سرير فى مستشفى به أحدث الأجهزة وأمهر وأفضل الأطباء والمديرين.
يومها انقطع نفسى حرفيا، والأكسجين هبط فى بعض اللحظات إلى أقل من ٨٥٪، والرئتان تعرضتنا لخطر داهم استلزم استخدام الكورتيزون، مما ترك آثارا على بعض الوظائف الحيوية لبعض الوقت. فى المرة الأولى أيضا كان هناك استخدام للعديد من الأدوية والمضادات الحيوية وسحب عينات دم أكثر من مرة يوميا وقياس دائم للضغط والسكر ودرجة الحرارة، إضافة إلى توصيلى بجهاز يقيس نسبة الأكسجين، ووجود خرطوم الأكسجين فى أنفى معظم الوقت، حتى حينما كنت أذهب إلى دورة المياه الملحقة بالغرفة.
فى الإصابة الأخيرة كان الوضع مختلفا طوال الوقت، كانت الأعراض تقترب تماما مع أعراض الإصابة بدور إنفلونزا من متوسط إلى شديد. عطس قليل ورشح كثير، وحتى درجة الحرارة لم ترتفع بصورة مقلقة، والأهم أن التنفس كان معقولا معظم الوقت. والأدوية لم تزد عن البنادول والزنك والفيتامينات، مع المشروبات الساخنة.
فى الإصابة الأولى استغرق الأمر نحو شهر حتى الوصول لمرحلة التعافى، وفى المرة الثانية كانت المدة ثلاثة أيام حيث إن المسحة التى أجريتها صباح الخميس ظهرت نتيجتها سلبية مساء اليوم نفسه.
الكثير من الذين أصيبوا بالنوع الأخير من كورونا «أوميكرون» يقولون إنه سريع الانتشار، لكنه أيضا أقرب إلى دور البرد. أتمنى أن يكون هذا الكلام صحيحا، وينتهى هذا الفيروس الذى قلب حياة العالم رأسا على عقب، أو على الأقل يتحول إلى دور برد موسمى يتم علاجه بأدوية بسيطة، وتعود الحياة إلى سيرتها الأولى التى كانت عليها قبل ظهور الفيروس فى أوائل العام قبل الماضى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أن تصاب بكورونا خارج بلدك أن تصاب بكورونا خارج بلدك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon