توقيت القاهرة المحلي 18:05:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أفكار عملية في قضية الوعي

  مصر اليوم -

أفكار عملية في قضية الوعي

بقلم: عماد الدين حسين

صباح الإثنين الماضى كان هناك طلب مناقشة مهم داخل الجلسة العامة لمجلس الشيوخ بشأن استيضاح «سياسة الحكومة لاستعادة واستدامة الوعى الوطنى فى نطاق عمل كل من وزارتى الشباب والرياضة والأوقاف»، قدمه النائب طارق نصير وأكثر من عشرين عضوا.

من سوء حظى أننى لم أتمكن من الحديث فى هذه الجلسة لأننى طلبت الكلمة متأخرا، كما أن غالبية الأعضاء كانوا يريدون الحديث.

فى هذه الجلسة كان هناك كلام مهم وتشخيص دقيق للقضية. وتحدث الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وعرضا دور وجهود وزارتهيما فى هذه القضية وهى جهود كبيرة ومقدرة. لكن وكما قال بعض النواب فإن قضية الوعى لا تخص فقط وزارتى الشباب والأوقاف، بل تخص كل وزارات وهيئات ومؤسسات المجتمع بأكمله.

فى تقديرى أنه قبل الوصف والتشخيص والشرح، لابد أن نعرف على أية أرضية نقف، ونسأل أنفسنا بصراحة: هل لدينا دراسات علمية وإحصائية دقيقة وصحيحة عن حجم الوعى بين الشباب حتى يمكننا أن نفرح بالإنجازات، أو نكتشف الثغرات فنعالجها؟!

أغلب الظن أن معظمنا يتحدث عن انطباعات عامة، وليس حقائق راسخة على الأرض.

من دون وجود هذه البيانات الدقيقة أو حتى التقريبية، فإن كل ما نفعله سيظل فى خانة النوايا الطيبة، وبالتالى ومهما كان كبيرا، فقد لا يأتى بالنتائج المرجوة.

القضية الثانية من الذى يفترض أن يتولى قيادة عملية رفع الوعى فى أية وزارة أو هيئة أو مجتمع مدنى؟

وهل نحن على علم بأن هؤلاء مؤهلون فعلا لرفع وعى المواطنين، أم أن بعضهم يحتاج إلى رفع وعيه أيضا؟!

أطرح ذلك لأننا أحيانا نجد ندوات ومؤتمرات وفاعليات عبارة عن كلمات مكتوبة ببرود. وبعضها مسروق من الإنترنت، من دون حماس أو فهم أو ربط للنظرى بالواقع، وبالتالى فهى بلا روح ولا تصل للمواطنين المستهدفين برفع الوعى.

القضية الثالثة، إن كثيرين يعتقدون أن وسائل الإعلام هى المسئولة الوحيدة عن رفع الوعى، رغم أن وظيفتها الأساسية هى نقل الأخبار والترفيه، هى تنقل الواقع ولا تخلقه، وإذا كان المجتمع يقظا وحيويا ونشيطا فإن الإعلام سوف ينقل ذلك للناس.

ثم إن غالبية وسائل الإعلام تواجه هموما ومشاكل كثيرة خصوصا فى الجانب الاقتصادى، وبالتالى فإن استمرار هذه المشكلات وعدم حلها قد يزيد من عملية رفع الوعى تعقيدا.

ويرتبط بذلك أن غالبية الشباب صاروا يستخدمون الإعلام الرقمى ووسائل التواصل الاجتماعى الجديدة، وبالتالى فإن عدم وجود كوادر مدربة لمخاطبة الناس عبر هذه الوسائل الجديدة، والوصول إليهم وإقناعهم، ، فسيبدو الأمر وكأننا نحرث فى الماء.

ولذلك هناك ضرورة لوجود خبراء ومتخصصين فى كيفية مخاطبة الناس بالطريقة التى يفهمونها.

عموما أتمنى أن يقود المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس مجلس الشيوخ عملية دائمة ومنظمة لمعالجة قضية الوعى وهنا أقترح:

أولا: ضرورة وجود هيئة قومية لها صلاحيات واسعة نتولى هذه العملية، لأن إحدى المشكلات أن قضية الوعى يتحدث فيها الجميع، من دون اختصاصات أو صلاحيات، مما يجعل الجهد مهدورا. هذه الهيئة تكون إحدى مهماتها التنسيق بين كل المؤسسات والهيئات والوزارات ذات الصلة بالوعى.

أتمنى أن نتوقف قليلا عن الشرح والتوصيف والتشخيص وننتقل إلى وضع حلول عملية قابلة للقياس والمحاسبة والمساءلة، لأن دروس الأحداث الجارية فى العالم توضح لنا خطورة غياب الوعى عن مواطنى بعض الدول.

نشاهد الآن أن جانبا كبيرا من الصراع بين روسيا والغرب فى أوكرانيا يدور بشأن الوعى، ولذلك يتم استهداف بعض من أدوات الوعى الأساسية.

فى هذا الصدد علينا أن نلاحظ أن وسائل التواصل الاجتماعى أوقفت وسائل الإعلام الروسية من البث غيرها، وفى المقابل أوقفت موسكو بث هذه الشبكات والتطبيقات على أرضها.

الإشاعات والأكاذيب والأخبار المضروبة وكافة أنواع التضليل صارت أسلحة فتاكة فى الحروب الحديثة، وفى بعض الأحيان فإنها تغنى عن استخدام الأسلحة الفعلية وتسقط مجتمعات من دون رصاصة واحدة.

فهل نتنبه حتى لا نقول: «ليتنا فعلنا»؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفكار عملية في قضية الوعي أفكار عملية في قضية الوعي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon