بقلم: عماد الدين حسين
ما أحلى الفوز والانتصار.
مساء الخميس شاهدت مباراة مصر والكاميرون فى الدو قبل النهائى لبطولة الأمم الأفريقية فى منزل الصديق الكاتب الصحفى أسامة سلامة بجاردن سيتى.
حينما انتهت المباراة قبل منتصف الليل بقليل نزلت متجها لميدان التحرير.
الطقس كان شديد البرودة، والهواء شديد، ورغم ذلك، تغلب الكثير من الناس على هذا الطقس واحتفلوا بفوز فريقهم الوطنى. كلاكسات السيارات والأتوبيسات والموتسكيلات كانت تعلن الفرحة.
حينما وصلت لميدان التحرير نزل البعض من سياراتهم وغنوا ورقصوا.
هذا المشهد الذى رأيته، تكرر فى العديد من الشوارع والميادين ليس فقط فى القاهرة الكبرى ولكن فى غالبية المدن المصرية بل وخارج مصر أيضا.
الجميع فرح كبارا وصغارا رجالا ونساء.
أن يأتى الفوز فى اللحظة التى لا تتوقعها، فهو أمر يدعو للفرحة أكثر، وتزيد الفرحة أكثر حينما يكون هذا الانتصار خارج أرضك، وضد الفريق صاحب الأرض والجمهور، ومعه أيضا تعاطف بعض الحكام، خصوصا بكارى جاساما الذى أدار المباراة وحاول بكل الطرق «تكتيف وتحزيم» فريقنا.
الذى لفت نظرى فى فرحة الناس، وهى أمر طبيعى جدا، هو أن بعضنا كان يشكك كثيرا فى اهتمام وانتماء الأجيال الجديدة صغيرة السن للوطن. البعض كان يتهمهم بأنهم انسلخوا عن حب بلدهم، وأن اهتماماتهم صارت مختلفة تماما، وأنهم غير معنيين بما يحدث فيها، لكن من يدقق فى الصور والفيديوهات المختلفة عقب المباريات التى فزنا فيها، خصوصا مساء الخميس الماضى، سوف يكتشف أن الغالية العظمى من المحتفلين هم من هذا الجيل الذى نتهمه أحيانا بأنه قليل الانتماء.
بل حتى فى القرى والمدن خارج القاهرة رأينا احتفالات صاخبة احتفالا بالفوز، وفى محافظة الشرقية، شاهدت المئات يحتفلون مع والد اللاعب المفاجأة والاكتشاف محمد عبدالمنعم الذى عاد للأهلى مرة أخرى.
من بين مزايا التطور التكنولوجى الرهيب فى عالم الاتصالات أنه يجعلك تشاهد فيديوهات بعضها يكون بثا مباشرا، وفى ليلة الخميس أمكننا بفضل هذه التكنولوجيا، أن نرى فرحة لاعبى المنتخب داخل الملعب الأوليمبى بالعاصمة الكاميرونية ياوندى، ثم رأينا نفس الفرحة فى غرفة الملابس ثم داخل الأتوبيس الذى أقل اللاعبين من الاستاد إلى الفندق.
وعلى سائر وسائل التواصل الاجتماعى رأينا فيديوهات متنوعة تعكس فرحة المصريين بالفوز فى كل مكان.
رأيناهم يفرحون فى العديد من العواصم العربية، خصوصا الخليجية. رأيناهم يردون على عنجهية صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميرونى حينما قال للاعبيه «إنها الحرب» وهم ردوا عليه بطريقتهم الخاصة وبهتافات الدرجة الثالثة!! لكن يحسب لإيتو قوله إنه لا يقصد المعنى المباشر بل مجرد تشجيع وتحفيز لاعبيه ويحسب له أيضا ذهابه لفريقنا لتهنتئه.
مما لفت نظرى أيضا فيديو قيل إنه لمسيرة احتفالية لبعض جماهير ساحل العاج احتفالا بفوز منتخبنا على الكاميرون.
ولفت نظرى أيضا أسرة جزائرية كانت تشاهد المباراة، وكانت غاية فى الفرح والسعادة بفوزنا، وهذه الأسرة مثال حى على أن الأصل فى العلاقات العربية هو الأخوة والتضامن والتعاضد وليس الفرقة والانقسام والتشظى.
الفرحة لها مظاهر ومعانٍ كثيرة، أحدها اختفاء التعصب بين الأهلى والزمالك، لأن الجميع كان يشجع مصر.
ونحن نشاهد المباراة كان الأصدقاء الأهلوية يقولون إن أحمد سيد زيزو ينبغى أن يلعب من بداية المباراة، فى حين أن الزملكاوية كانوا يطالبون بإشراك رمضان صبحى أو أى لاعب جاهز بغض النظر عن انتمائه للأهلى أو الزمالك.
هل تستمر هذه الروح؟!
للأسف لا أظن، لأنها ضد طبيعة الأشياء ليس عيبا أن يشجع كل منا أى فريق، لكن عليه أن يفعل ذلك باحترام ورقى وروح رياضية.
دعونا ننسى الأهلى والزمالك الآن، متمنين الفوز لمنتخبنا بالبطولة هذه الليلة.
مبروك لمصر والمصريين.