توقيت القاهرة المحلي 20:10:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جولة فى شوارع عَمَّان

  مصر اليوم -

جولة فى شوارع عَمَّان

بقلم : عماد الدين حسين

قضيت فى العاصمة الأردنية عَمَّان أقل من ٧٢ ساعة، من مساء الأحد إلى عصر الأربعاء الماضى، لحضور مؤتمر «إعلاميون ضد الكراهية»، الذى نظمه مجلس علماء المسلمين.
ورغم قصر المدة، فقد أتيح لى أن أتجول فى بعض شوارع العاصمة.
الإجراءات فى مطار الملكة علياء الدولى، كانت سهلة جدا، وخرجنا بعد أقل من ربع ساعة من الوصول.
فى المسافة من المطار للفندق، كان المرور نموذجيا والزحام لم يكن كبيرا، رغم أن الوقت كان فى حدود الساعة الخامسة مساء.
وعقب نهاية جلسات المؤتمر، تجولت فى بعض الشوارع، فى المسافة الواقعة بين الدوار الخامس والدوار السابع، فى منطقة زهران بحى أم أذينة الشرقى، خصوصا شارع الملك فيصل بن عبدالعزيز والشوارع المتفرعة منه.
الملاحظة الأولية أن غالبية المبانى مطلية باللون الأبيض الجيرى أو البيج الأقرب إلى الرخام. العاصمة عمان تقع على تلال مختلفة، ولذلك تجد البيوت متدرجة، وحينما تسقط الأمطار، فهى لا تتسبب فى غرق الشوارع، لوجود شبكة تصريف جيدة.
السيارات تلتزم بالسير فى الحارات المخصصة لها، وكذلك بالسرعة المقررة فى هذا الشارع الرئيسى، وهى ١٠٠ كيلومتر للسيارات الملاكى و٩٠ كيلو لغيرها.
لم أرَ فى الشارع سيارات نقل ضخمة، والغريب أننى لم ألحظ أى ميكروباصات لمدة ساعة هى المسافة التى سرتها، وبالطبع كنت أسأل نفسى طوال الجولة: يا ترى هل سأرى تكاتك؟ والحمد لله لم أجدها!!!
الرصيف معقول ويسمح بسير المشاة حتى فى الشوارع الجانبية، وهناك أشجار كثيرة فى الشوارع، رغم أن معظم أراضى الأردن رملية صحراوية.
والملفت للنظر أيضا أن المحلات التجارية وغيرها لا تعتدى على حرم الرصيف، ولا تتجاوزه، أو تعرض بضاعتها على الرصيف أو تتعامل معه، وكأنه جزء ملحق بالمحل، أو «تبلطه» على مزاجها.
ونفس الأمر فيما يتعلق بالأكشاك، حيث تلتزم بالقانون، لا تجد كشكا يعتدى على الشارع، بل هو ملتزم بالقانون الذى يجعله فى نفس المساحة المخصصة للمحلات.
يشهد الله أننى طوال الجولة لم أجد أى قمامة فى الشوارع. هى شديدة النظافة وصناديق القمامة موجودة، ولا يمكن أن تجدها ممتلئة وتفيض، ومن الواضح أنه يتم التخلص منها أولا بأول نهاية الليل.
السيارات تركن فى الأماكن المخصصة لها وليس كما يعن لها. وقالت لى سيدة مصرية إنها فشلت فى إيقاف تاكسى، لأكثر من نصف ساعة، ولم تكن تدرك أن سائقى التاكسى ممنوع عليهم الوقوف إلا فى الأماكن المخصصة لهم، وليس فى أى مكان سواء فى وسط الشارع أو مطلع الكوبرى أو حتى عكس الاتجاه!!
شاهدت أكثر من قطعة أرض فضاء فى الشارع، وجميعها مسورة بسلك شائك سميك، حتى لا تتحول إلى مقلب للقمامة، أو ساحة لانتظار السيارات. على كل قطعة هناك لافتة ضخمة تكشف عن بياناتها الرئيسية، وتقول إحداها مثلا: « قطعة أرض تراخيص بناء أبراج مساحتها ٣ دونم، مدفوعة العوائد، لبناء ١٦ ألف متر بارتفاع ٢٨ طابقا». وهذه الطريقة تقطع الطريق إلى حد كبير على المحتالين والنصابين.
حينما كنت أسير فى الشارع، سمعت أذان المغرب، فدخلت أحد المساجد فى شارع جانبى. الوضوء مسموح به ومكانه فى الدور الأسفل، ونظيف جدا.
والالتزام بقواعد التباعد بين المصلين مطبق بقوة، لكن نصف عدد المصلين فقط كان يرتدى الكمامة، ومعظمهم معه سجادة صلاة خاصة به، رغم أن سجاد المسجد فاخر وشديد النظافة.
فى اليوم التالى زرت معرض عمان الدولى للكتاب. الدخول غير مسموح به إلا لمن يحمل شهادة تثبت تلقيه تطعيم كورونا أو PCR حديث، يقول إنه ليس مصابا بكورونا، وداخل المعرض كان النظام واضحا، والإقبال متوسطا.
الملاحظة السلبية الأساسية هى ارتفاع الأسعار بصورة واضحة، مقارنة طبعا بالأسعار الموجودة فى مصر.
وجبة الطعام التى قد تكلفك فى أحد المطاعم المصرية مائة جنيه، يمكن أن تصل إلى ٥٠٠ جنيه فى الأردن، أما علبة الحلويات المتوسطة فإن سعرها يصل إلى ٦٠٠ جنيه مقارنة بـ٢٠٠ جنيها فى مصر مثلا، كما أن أسعار الملابس مرتفعة بشكل جنونى، وأحد الأصدقاء فكر فى شراء حقيبة سفر متوسطة، وفوجئ بأن سعرها ٩٥٠ دولارا، فى حين أن سعر حقيبة الظهر بـ٤٥٠ دولارا.
انتهت جولتى، ووقعت فى غرام شوارع عَمَّان ونظافتها وهدوئها، والأهم أهلها الطيبون المحبون لمصر والمصريين بصورة واضحة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جولة فى شوارع عَمَّان جولة فى شوارع عَمَّان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon