توقيت القاهرة المحلي 10:31:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زلزال داخل الإخوان

  مصر اليوم -

زلزال داخل الإخوان

بقلم : عماد الدين حسين

جماعة الإخوان تعيش الآن أزمة كبيرة وربما الأصعب على الإطلاق لأنها تشبه الزلزال بما يهدد بانقسام عميق داخلها.
فى الأيام الماضية خرجت الخلافات المكتومة إلى السطح بصورة غير مسبوقة. والآن يعلم الجميع أن هناك أكثر من جبهة داخل الجماعة، لكن الصراع يدور بالأساس بين جبهتين هما جبهة محمود حسين فى إسطنبول التركية، وجبهة إبراهيم منير فى لندن البريطانية.
الخلافات الفعلية بدأت قبل أسابيع حينما أسفرت انتخابات لجنة إدارة الجماعة عن تهميش مجموعة محمود حسين، ويوم الأربعاء الماضى صارت الخلافات علنية وسافرة، حيث قرر إبراهيم منير نائب المرشد العام، والقائم بعمله تجميد عمل المجموعة القيادية المتواجدة فى إسطنبول وهم محمود حسين الأمين العام السابق ومدحت الحداد ومحمد عبدالوهاب وهمام على يوسف ورجب البنا وممدوح مبروك. ثم قرر إحالتهم للتحقيق فى اتهامات بفساد مالى وإدارى تمهيدا لفصلهم نهائيا باعتبارهم متمردين وخارجين عن طاعته.
المجموعة الأخرى رفضت قرارات إبراهيم منير وكثفت اجتماعاتها وقررت فى اجتماع لمجلس الشورى العام، عدم الاعتداد بقرارات منير، والاستقلال بأصول الجماعة وأموالها وأنشطتها الاستثمارية وممتلكاتها فى تركيا وبقية البلدان، ثم قررت فصل وعزل منير.
وهى المرة الأولى فى تاريخ الجماعة التى يتم فيها عزل وفصل المرشد أو القائم بعمله. الخلاف الرئيسى بين المجموعتين يعود إلى أكثر من سبب أوله بطبيعة الحال هو أن «الجماعة تعانى من الإخفاق فى تحقيق أهدافها وعدم الرضا عن الأداء العام لها، مما جعل التنظيم فى مفترق طرق على حد تعبير القيادى فيها أحمد رامى، فى حين يرى قيادى آخر وهو جمال حشمت أن سبب الخلافات هو أن الجماعة تعيش طوال السنوات الماضية حالة من الفشل العام والتعسف وسوء استعمال المؤسسات والتلاعب المستمر ماليا وإداريا.
ما حدث فى الأسبوع الماضى لم يكن مفاجئا، فالانقسامات والانشقاقات موجودة داخل الجماعة منذ تمكن الشعب المصرى من إزاحتها من الحكم فى 30 يونيو 2013.
والصراع يدور بشأن من يدير الجماعة، والأهم من يسيطر على أموالها وممتلكاتها، والنتيجة هى مزيد من التشرذم والانفصال التنظيمى، خصوصا مع وجود حالات تمرد كثيرة بين قطاعات الشباب الموجودين فى تركيا، الذين يرى بعضهم ــ وقد كتبوا ذلك بوضوح على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعى ــ أن قادتهم يرفلون فى النعيم، فى حين أنهم ينبشون حرفيا فى صناديق القمامة، بحثا عما يسد رمقهم.
وهناك قصص متنوعة لشباب فقد إيمانه وولاءه تماما للجماعة، بسبب الظروف المعيشية الصعبة التى يعيشون فيها بتركيا. إضافة إلى عودة بعض غير الإخوان من تركيا وروايتهم قصصا مهولة عما شاهدوه هناك من تصرفات لقادة الجماعة خصوصا بعد توقف معظم البرامج السياسية على قنواتهم، التى تبث من هناك على خلفية المحاولات التركية والقطرية للتقارب مع مصر.
القيادات من جانبها قررت التخلص من كل من لا يسير على هواهم، ولا يدين بالسمع والطاعة لهم، وهناك تقارير تفيد أن بعض شباب الإخوان اليائس من جماعته، انضم لداعش، فى حين أن بعض الشباب المحبوسين فى السجون المصرية، أقروا قبل أيام بخطأ حساباتهم منذ عام ٢٠١٣، وهو الأمر الذى رفضه بالطبع قادة وكوادر الجماعة.
أحد المتابعين لأحوال الجماعة قال قبل أيام إذا كانت الجماعة والأجنحة المتصارعة فيها قد فشلت حتى فى قيادة انقلاب ضد الجبهة الأخرى، فكيف كانت تتخيل أن تحكم بلدا كبيرا مثل مصر، بل وأن تحكم المنطقة بأكملها؟
فى تقدير كثيرين أن الأزمة الحالية هى الأخطر على الإطلاق فى تاريخ الجماعة، وهناك عامل مهم وهو أن الدولة المصرية نجحت بصورة لافتة فى مواجهة الإخوان منذ عام ٢٠١٣ على جميع المستويات، مما عجّل بحالة التفكك والانقسام التى تعانى منه، وتلك قصة أخرى تستحق النقاش.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زلزال داخل الإخوان زلزال داخل الإخوان



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon