توقيت القاهرة المحلي 06:07:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زلزال داخل الإخوان

  مصر اليوم -

زلزال داخل الإخوان

بقلم : عماد الدين حسين

جماعة الإخوان تعيش الآن أزمة كبيرة وربما الأصعب على الإطلاق لأنها تشبه الزلزال بما يهدد بانقسام عميق داخلها.
فى الأيام الماضية خرجت الخلافات المكتومة إلى السطح بصورة غير مسبوقة. والآن يعلم الجميع أن هناك أكثر من جبهة داخل الجماعة، لكن الصراع يدور بالأساس بين جبهتين هما جبهة محمود حسين فى إسطنبول التركية، وجبهة إبراهيم منير فى لندن البريطانية.
الخلافات الفعلية بدأت قبل أسابيع حينما أسفرت انتخابات لجنة إدارة الجماعة عن تهميش مجموعة محمود حسين، ويوم الأربعاء الماضى صارت الخلافات علنية وسافرة، حيث قرر إبراهيم منير نائب المرشد العام، والقائم بعمله تجميد عمل المجموعة القيادية المتواجدة فى إسطنبول وهم محمود حسين الأمين العام السابق ومدحت الحداد ومحمد عبدالوهاب وهمام على يوسف ورجب البنا وممدوح مبروك. ثم قرر إحالتهم للتحقيق فى اتهامات بفساد مالى وإدارى تمهيدا لفصلهم نهائيا باعتبارهم متمردين وخارجين عن طاعته.
المجموعة الأخرى رفضت قرارات إبراهيم منير وكثفت اجتماعاتها وقررت فى اجتماع لمجلس الشورى العام، عدم الاعتداد بقرارات منير، والاستقلال بأصول الجماعة وأموالها وأنشطتها الاستثمارية وممتلكاتها فى تركيا وبقية البلدان، ثم قررت فصل وعزل منير.
وهى المرة الأولى فى تاريخ الجماعة التى يتم فيها عزل وفصل المرشد أو القائم بعمله. الخلاف الرئيسى بين المجموعتين يعود إلى أكثر من سبب أوله بطبيعة الحال هو أن «الجماعة تعانى من الإخفاق فى تحقيق أهدافها وعدم الرضا عن الأداء العام لها، مما جعل التنظيم فى مفترق طرق على حد تعبير القيادى فيها أحمد رامى، فى حين يرى قيادى آخر وهو جمال حشمت أن سبب الخلافات هو أن الجماعة تعيش طوال السنوات الماضية حالة من الفشل العام والتعسف وسوء استعمال المؤسسات والتلاعب المستمر ماليا وإداريا.
ما حدث فى الأسبوع الماضى لم يكن مفاجئا، فالانقسامات والانشقاقات موجودة داخل الجماعة منذ تمكن الشعب المصرى من إزاحتها من الحكم فى 30 يونيو 2013.
والصراع يدور بشأن من يدير الجماعة، والأهم من يسيطر على أموالها وممتلكاتها، والنتيجة هى مزيد من التشرذم والانفصال التنظيمى، خصوصا مع وجود حالات تمرد كثيرة بين قطاعات الشباب الموجودين فى تركيا، الذين يرى بعضهم ــ وقد كتبوا ذلك بوضوح على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعى ــ أن قادتهم يرفلون فى النعيم، فى حين أنهم ينبشون حرفيا فى صناديق القمامة، بحثا عما يسد رمقهم.
وهناك قصص متنوعة لشباب فقد إيمانه وولاءه تماما للجماعة، بسبب الظروف المعيشية الصعبة التى يعيشون فيها بتركيا. إضافة إلى عودة بعض غير الإخوان من تركيا وروايتهم قصصا مهولة عما شاهدوه هناك من تصرفات لقادة الجماعة خصوصا بعد توقف معظم البرامج السياسية على قنواتهم، التى تبث من هناك على خلفية المحاولات التركية والقطرية للتقارب مع مصر.
القيادات من جانبها قررت التخلص من كل من لا يسير على هواهم، ولا يدين بالسمع والطاعة لهم، وهناك تقارير تفيد أن بعض شباب الإخوان اليائس من جماعته، انضم لداعش، فى حين أن بعض الشباب المحبوسين فى السجون المصرية، أقروا قبل أيام بخطأ حساباتهم منذ عام ٢٠١٣، وهو الأمر الذى رفضه بالطبع قادة وكوادر الجماعة.
أحد المتابعين لأحوال الجماعة قال قبل أيام إذا كانت الجماعة والأجنحة المتصارعة فيها قد فشلت حتى فى قيادة انقلاب ضد الجبهة الأخرى، فكيف كانت تتخيل أن تحكم بلدا كبيرا مثل مصر، بل وأن تحكم المنطقة بأكملها؟
فى تقدير كثيرين أن الأزمة الحالية هى الأخطر على الإطلاق فى تاريخ الجماعة، وهناك عامل مهم وهو أن الدولة المصرية نجحت بصورة لافتة فى مواجهة الإخوان منذ عام ٢٠١٣ على جميع المستويات، مما عجّل بحالة التفكك والانقسام التى تعانى منه، وتلك قصة أخرى تستحق النقاش.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زلزال داخل الإخوان زلزال داخل الإخوان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon