توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من الذى سمح بالتعديات؟

  مصر اليوم -

من الذى سمح بالتعديات

بقلم : عماد الدين حسين

يوم الإثنين الماضى، قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إنه سيتم وقف كل أنواع الدعم المقدم من الحكومة، لكل من يعتدى على أراضى ومنشآت الدولة أو الرى أو جسور الترع والمصارف.
تصريح الرئيس كان على هامش افتتاح محطة مياه مصرف بحر البقر، الذى يفترض أن ينتج يوميا ٥٫٦ مليون متر مكعب مياه، معالجة بصورة ثلاثية، لزراعة أكثر من ٤٠٠ ألف فدان فى سيناء.
الرئيس قال إنه ليس معقولا أن تخصص الدولة أكثر من ٧٠٠ مليار جنيه لتنمية الريف المصرى فى ٣ سنوات، إضافة إلى «مشروعات وإجراءات فوق الخيال»، مثل تبطين الترع وغيرها، ثم يأتى البعض ليعتدى على حقوق الدولة. وقال الرئيس: «هذا كلام غير مقبول، ولابد من إزالة التعديات خلال ٦ أشهر وأن تعود جميع الجسور زى الكتاب ما بيقول، وإن تطلب الأمر نزول الجيش، وكل الجسور ترجع تانى زى ما كانت، وكل بيانات الناس تكون موجودة معانا، سواء تعدى على أراضٍ زراعية أو جسور».
لا أحد يختلف مع ما قاله الرئيس السيسى فى هذا الصدد، وهو أمر يطالب به الناس منذ سنوات طويلة، فلا يمكن لعاقل أن يعارض أن تستعيد الدولة حقوقها، من المعتدين والمخالفين، لأن ذلك سوف يصب فى مصلحة الجميع، خصوصا الفقراء والمحتاجين.
السؤال الذى أظنه مهما، وخطر على بالى وربما على بال آخرين، بعد سماع تصريحات الرئيس هو: أين كانت الوزارات والهيئات والأجهزة المختصة قبل أن يطلب الرئيس وقف التعديات وإزالتها خلال فترة لا تتجاوز ستة شهور؟!
الغريب والمثير للدهشة أن لدينا عشرات اللجان والهيئات والمؤسسات التى يفترض أن يكون جوهر عملها هو وقف الاعتداءات على أراضى ومنشآت الدولة، وبعضها كان يصدر تقارير دورية عن حجم الإنجازات التى تمكن من تحقيقها. هذه اللجان يعمل بعضها منذ سنوات.
ولدينا أيضا قانون أثار جدلا كبيرا فى العام الماضى، يتعلق بوقف التعديات فى مجال البناء سواء فى الإسكان أو البناء على الأرض الزراعية، ولدينا أيضا عشرات وربما مئات القوانين التى تحارب كل هذه الظواهر منذ عشرات السنين.
ولذلك نكرر السؤال: لماذا فشلت كل هذه اللجان والهيئات والقوانين فى ردع المخالفين، وإعادة حقوق الدولة، والأهم عدم تنامى الظاهرة الخطيرة؟!
لماذا لا ينجز كل مسئول أو لجنة أو مؤسسة عمله بما يرضى الله وطبقا للقانون، وهل معنى ذلك أن كل ما سمعناه فى السنوات الماضية عن الإنجازات فى هذا المجال، لم تكن صحيحة، أو كانت ناقصة وغير مكتملة، أو لمجرد الشو الإعلامى، أو ربما واجهت صعوبات شديدة فى أداء عملها؟
شخصيا كنت أعتقد أن حملة الأجهزة المحلية قبل حوالى عام تمكنت من إزالة كل المخالفات على الجسور والترع وطرح النهر، لكن كلام الرئيس يوم الإثنين الماضى، يكشف أن الظاهرة ما تزال مستمرة.
نتمنى أن تكون لدينا قاعدة بيانات واضحة عن حجم هذه التعديات والمخالفات ومن أصحابها، وبيانات واضحة عن الإزالات اليومية ويا ليت يكون لدينا كشف بأسماء المعتدين والمخالفين، خصوصا الكبار منهم.
وأتمنى أيضا أن يكون تطبيق القانون على الجميع خصوصا الحيتان الكبيرة، وأغلب الظن أن اسم الفاسد الكبير، الذى اعتدى على حقوق الدولة، لن يكون موجودا فى كشوف من يتلقون دعم الخبز أو السلع التموينية، أو أيا من أنواع الدعم، وبالتالى فإن حرمانه من الدعم قد لا يكون عقابا مؤثرا، يمكن أن يردعه عن الاستمرار فى تعدياته ومخالفاته.
من يثبت قانونا أنه يعتدى على حقوق الدولة ومبانيها ومنشآتها وأراضيها يستحق أشد أنواع العقاب، من دون شفقة أو رحمة.
لكن من المهم أيضا أن نسأل ونحاسب كل المسئولين، الذين كانت مهمتهم وقف وإزالة التعديات، لكنهم أخفقوا فى هذه المهمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الذى سمح بالتعديات من الذى سمح بالتعديات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon