توقيت القاهرة المحلي 18:05:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحية للشباب الذى يقرأ

  مصر اليوم -

تحية للشباب الذى يقرأ

بقلم: عماد الدين حسين

أفضل صورة شاهدتها منذ زمن طويل كانت يوم السبت الماضى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب بأرض المعارض بالقاهرة الجديدة.
الصورة هى باختصار لآلاف الشباب المصريين الذين ملأوا المعرض، وتوزعوا بين دور النشر والمكتبات المختلفة.
هذه الصور تقول إنه لا خوف على مصر غدا وبعد غد وفى أى وقت مادام شبابها يقرأون.
كان عندى اعتقاد أن غالبية شباب هذه الأيام لا يهتمون بالقراءة، أو حتى زيارة معرض الكتاب من أجل الفرجة على الكتب.
وكنت أعتقد أيضا أن الظروف الاقتصادية الصعبة، وتداعيات فيروس كورونا، يمكنها أن تقلل من تدفق الناس على هذا المعرض، ثم ثبت أن كل هذه المخاوف ليست دقيقة.
ثبت عندى أيضا أن بعض ما نكرره ليل نهار عن أن شبابنا أو الجيل الجديد لا يقرأ ليس صحيحا ويستند الى انطباعات خاطئة أو غير موثقة وفى غالبية نقاشاتى مع المهندس إبراهيم المعلم وهو حجة فى عالم النشر يقول لى إن مستوى القراءة الآن أفضل بكثير من الماضى وأن ثقافة هذا الجيل لها صلة أكبر بالعالم رغم مستوى التعليم لدينا.
على سبيل المثال فإن أجنحة الأطفال فى معرض الكتاب تشهد إقبالا كبيرا من الأمهات اللاتى يحرصن على تعليم أولادهن بصورة مختلفة عن تعليم المدارس.
غالبية من رأيتهم فى معرض الكتاب يوم السبت الماضى من الشباب صغير السن. أعمارهم تبدأ من الثامنة وحتى الثامنة والعشرين.
رأيت أطفالا كثيرين، وكنت أعتقد أيضا أنهم جاءوا مع أسرهم من أجل الفرجة، أو النزهة، أو حتى مضطرين، لكن رأيت بعضهم يحمل أكياسا من الكتب.
فى هذا اليوم كان معى زوجتى وبناتى الثلاث، فى حين لم يحضر معنا ابنى الأكبر. ثلاثتهم كانوا مخططين قبل بداية المعرض لشراء كتب معينة.
وحينما كنت أتجول بين دور العرض اكتشفت أن عددا كبيرا من الزائرين فى أعمار بناتى بين العاشرة والعشرين.
فى كل دور النشر التى دخلتها من أول الشروق نهاية بالهيئة العامة للكتاب، كان الزحام شديدا.
للموضوعية لم أعرف هل تم ترجمة هذا الإقبال إلى عمليات شراء أم لا، وإن كنت عرفت أن حجم المبيعات فى المعرض يتراجع سنة وراء سنة بسبب كورونا والأسباب الاقتصادية المختلفة. وعلى سبيل المثال فإن مبيعات معرض الكتاب فى الفترة من ٢٠٠٨ إلى 2010 أعلى من مبيعات السنوات الأخيرة، وهو أمر يحتاج إلى البحث والدراسة.
لكن وبغض النظر عن هذا العامل فإن الفكرة الجوهرية التى أتحدث عنها اليوم، هى أن الشباب صغير السن ومعظمه ولد بعد ثورة يناير ٢٠١١، أو أن عمره لم يكن قد تجاوز الخامسة حينما قامت ثورة يناير أو ثورة ٣٠ يونية ٢٠١٣، هو الذى يملأ جنبات هذا المعرض، مثلما يملأ صالات وقاعات المسارح والأوبرا ودور السينما وغالبية الأحداث الثقافية الكبرى.
أظن أننا نسىء الظن بأولادنا الصغار، حينما نتهمهم مرة بالإنعزالية أو بعدم الانتماء أو قلته، أو عدم القراءة، فى حين أنهم أكثر وعيا وثقافة وإطلاعا واحتكاكا بالعالم مقارنة بمن هم أكبر سنا.
حينما ترى هؤلاء الشباب يملأون الكافتيريات لمشاهدة مباريات مصر فى بطولة الأمم الأفريقية التى أقيمت بالكاميرون، أو يملأون أجنحة ودور النشر فى معرض الكتاب، أو حفلات مهرجان الموسيقى العربية ومهرجان القاهرة السينمائى وحفلات المطربين سواء كانوا التقليديين أو المهرجانات أو الراب، أو يملأون المساجد والكنائس، حينما ترى هؤلاء سوف تتأكد أن شبابنا بخير فى غالبيته وأن فطرته سليمة.
فقط نحتاج أن نثق فيه وأن نفهمه، وأن نشجعه، لأنهم هم الأمل فى بكرة، وهم الذين سوف يقودون هذا البلد فى المستقبل.
نعم هناك بعض الشباب المغرر به سواء فى اتجاه الإرهاب أوالتطرف أو إدمان المخدرات. أو غير الواعى وغير المكترث، لكن الغالبية العظمى من هؤلاء الشباب بخير، يقرأون بجدية بالعربية وبلغات أخرى أحيانا خصوصا الإنجليزية، ويشاهدون السينما والمسرح وشبكات البث الإلكترونية مثل نتفليكس وغيرها.
هؤلاء يتعاملون بسهولة مع التكنولوكيا الحديثة وأكثر قدرة على التعامل مع المستقبل وتطوراته المتسارعة.
مشهد الشباب وهم يملأون معرض الكتاب فى القاهرة الجديدة، يشرح القلب ويسعد النفس، ويجعلنا نثق فى الغد.
شجعوا أولادكم على القراءة واقتناء الكتب سواء كانت ورقية أو إلكترونية، لأن من يملك المعرفة يملك المستقبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحية للشباب الذى يقرأ تحية للشباب الذى يقرأ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon