توقيت القاهرة المحلي 10:18:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمراء الحرب يوقفون الانتخابات الليبية

  مصر اليوم -

أمراء الحرب يوقفون الانتخابات الليبية

بقلم: عماد الدين حسين

من المحزن أن تكون العاصمة الليبية طرابلس تحت سطوة أمراء وزعماء الحرب والميليشيات.
كتبت قبل أيام فى هذا المكان بعنوان: «من يحكم طرابلس.. الدبيبة أم بادى؟!»، وحتى هذا الوقت كنت أعتقد أن صلاح بادى قائد الجناح المسلح لتنظيم الإخوان هو الوحيد الذى يمارس الفتونة والبلطجة وتحدى سلطات وصلاحيات الحكومة الانتقالية بقيادة عبدالحميد الدبيبة المدعومة من غالبية بلدان العالم.
لكن المفاجأة المحزنة أن طرابلس ماتزال تحت سيطرة وهيمنة وبلطجة عشرات الميليشيات وليس فقط صلاح بادى وجماعة الإخوان. وهذه النتيجة هى هدية لكل الذين فرحوا وهللوا لوجود هذه الميليشيات وانتهى الأمر بأنها تتصارع فيما بينها على النفوذ والأموال والسيطرة وأحيانا العمالة لبلدان أجنبية.
مساء الثلاثاء قرأت تقريرا منقولا عن قناة «٢١٨» الليبية يتحدث عن اجتماع عقد فى طرابلس فى اليوم نفسه، هو فى حد ذاته ينسف فكرة الدولة بأكملها، ليس اليوم ولكن غدا وبعد غد.
مضمون التقرير يقول إن قادة التشكيلات المسلحة فى العاصمة الليبية اجتمعوا فى العاصمة لحل مشكلة إقالة اللواء عبدالباسط مروان من منصبه كآمر لمنطقة طرابلس العسكرية.
فى التفاصيل المختصرة فإن الاجتماع ترأسه آمر كتيبة «النواصى ــ طريق الشط» مصطفى والى لحل المشكلة بين قادة الكتائب المسلحة وآمر الكتيبة ٤٤٤ قتال المقدم محمود حمزة، ومن بين حاضرى الاجتماع عبدالغنى الكيكى وآمر كتيبة ثوار طرابلس السابق هيثم التاجورى، وكذلك أيوب أبوراس القيادى فى عملية بركان الغضب، التى سيطرت على طرابلس عام ٢٠١٤ مع بادى، رفضا لنتائج الانتخابات البرلمانية التى فشل فيها الإخوان بامتياز.
الاجتماع فشل فى إيجاد حل للمشكلة، ولذلك تحرك قادة الكتائب المسلحة لتطويق العاصمة ونشروا قواتهم فى مناطق عدة، كما تم إغلاق العديد من الطرق بسواتر ترابية وطرد التلاميذ والطلاب من مدارسهم، فى حين قالت تقارير أخرى أن كتائب مسلحة تابعة لوزارة الدفاع تحركت لقطع الطريق أمام كتائب تنحدر من مدن أخرى، كانت تنوى إشعال حرب أهلية.
لمن لم يتابع تفاصيل الأزمة فإن الحكومة الليبية الانتقالية بقيادة عبدالحميد الدبيبة وفى إطار صلاحياتها قررت إقالة آمر منطقة طرابلس العسكرىة عبدالباسط مروان، وتكليف عبدالقادر منصور بدلا منه، والسبب فشل الأول فى منع الانفلات الأمنى فى العاصمة.
وبغض النظر عن السبب فإن من أولى صلاحيات الحكومة أن تقيل هذا أو تعين ذاك. لكن أن تتخذ قرارا بإقالة أحد المسئولين الأمنيين، ثم نتفاجأ بأن هناك قادة ميليشيات يرفضون هذا القرار فالمعنى الوحيد أن هؤلاء أمراء الحرب، هم الذين يسيطرون فعلا على العاصمة، وهم أصحاب القرار الحقيقى فيها ومن لا يصدق ذلك عليه مراجعة ما قاله صلاح بادى ــ المصنف دوليا باعتباره إرهابيا، بأنه يرفض قرارات الحكومة، ولن يسمح بإجراء انتخابات كان مقررا أن تتم فى ٢٤ ديسمبر الحالى، وهو ما تحقق بالفعل، ولم تتم الانتخابات، رغم الإجماع الدولى والإقليمى باستثناء تركيا.
حينما تعجز حكومة كاملة مدعومة دوليا عن تنفيذ قرار بإقالة أحد مسئولى الأمن بالعاصمة، فكيف يمكنها إجراء انتخابات حرة فى عموم البلاد، وتجبر الجميع على إجرائها والأهم احترام نتائجها؟!
نتذكر أن أحد أهم شروط وقف إطلاق النار بين الشرق والغرب، كان حل الميليشيات المسلحة وطرد المرتزقة وإخراج القوات الأجنبية. ومن الواضح أن القرار لم ينفذ، لكن ما كشفته أحداث الأسبوع الماضى، هو أن العديد من قادة التطرف والميليشيات المسلحة قد تم تعيينهم فى الأجهزة الأمنية.
وقد يقول البعض إن دمج هؤلاء فى المنظومة الأمنية أحد الحلول للمشكلة، لكن الذى تبين أن ولاء هؤلاء مايزال لتنظيماتهم المتطرفة والدول الداعمة لهم وليس لبلدهم وحكومتهم ووطنهم. هذا التطور شديد الخطورة، لأنه يعنى أن الشروط الجوهرية للمصالحة الليبية لم تتحقق، بسبب هذا الوضع الغريب وهيمنة الميليشيات وقادة التطرف.
الانتخابات لم تتم إذعانا للمتطرفين، وبالتالى فالسؤال مرة أخرى: إذا جرت الانتخابات بعد شهور، فمن يضمن إخضاع أمراء الحرب للقانون وللجيش الوطنى وللدولة المدنية الموحدة؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمراء الحرب يوقفون الانتخابات الليبية أمراء الحرب يوقفون الانتخابات الليبية



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 09:41 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة أصالة لجمهورها قبل حفلها في سلطنة عُمان
  مصر اليوم - رسالة أصالة لجمهورها قبل حفلها في سلطنة عُمان

GMT 07:26 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة
  مصر اليوم - بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل

GMT 23:14 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

أسعار الحديد في مصر اليوم السبت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon