توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصالح المتضاربة لأطراف «سديه بوكير»

  مصر اليوم -

المصالح المتضاربة لأطراف «سديه بوكير»

بقلم: عماد الدين حسين

هل الأهداف والرؤى والمصالح والطموحات للدول الست التى حضرت «القمة الوزارية» فى «سديه بوكير» ــ المكان الذى قضى فيه مؤسس إسرائيل ديفيد بن جوريون بقية حياته ــ بصحراء النقب يومى الأحد والإثنين الماضيين متطابقة ومتماثلة وتكاد تقترب من إعلان التحالف؟
الإجابة هى لا قاطعة، والطرف الوحيد الذى حاول الترويج والإيحاء بذلك هو إسرائيل.
مفهوم ومنطقى أن تروج إسرائيل لذلك وتحاول ترسيخه فى نفوس الجميع خصوصا العرب، حتى تقول لهم إن القضية الفلسطينية انتهت تماما، وأن جدول الأعمال العربى الإسرائيلى لم يعد يتضمن هذه القضية التى كانت فى يوم من الأيام مركزية.
إسرائيل هى الكاسب الأكبر من هذا اللقاء الذى لم تحلم به أبدا، خصوصا أنها لم تقدم أى شىء للفلسطينيين، وما تزال تحتل الضفة الغربية والجولان السورية ومزارع شبعا وتحاصر قطاع غزة وتهاجم سوريا ليل نهار، وتضرب بالقوانين والشرعية الدولية عرض الحائط.
إسرائيل روجت أن اللقاء ناقش إنشاء آلية تعاون أمنى إقليمى ضد التهديدات التى تواجه بلدان المنطقة مثل الصواريخ والطائرات المسيرة والقرصنة فى البحر الأحمر وقالت إنه تم الاتفاق على إنشاء لجان أمنية لمواجهة التهديدات الإيرانية وكذلك شبكة للإنذار المبكر، بشأن التهديدات التى تواجه المنطقة. كما أن وسائل إعلام إسرائيلية وصل بها التفاؤل إلى حد الزعم باحتمال إنشاء حلف أمنى دفاعى بين الدول الأعضاء.
لكن وكما فهمت من بعض الخبراء فإن هذا الحلم الإسرائيلى لا يمكن أن توافق عليه مصر بأى صورة من الصور.
إسرائيل وأمريكا تحاولان انتهاز الفرص والارتباك الحادث فى المشهد الدولى والإقليمى.
إسرائيل تريد أيضا أن تحشد معها دول الخليج فى الضغط على أمريكا والغرب فيما يتعلق بالاتفاق المتوقع مع إيران، وهو الأمر الذى سيقود إلى تعزيز الفكرة القائلة بأن هناك توافقا كبيرا بين العرب وإسرائيل فيما يتعلق بـ«الخطر الإيرانى».
الإمارات، والبحرين، ومعهما السعودية ومعهم إسرائيل يشغلهم الملف الإيرانى بصورة كبيرة، هم غاضبون من الموقف الأمريكى وناقمون عليه، ويعتقدون أن واشنطن لا تدرك خطورة وتداعيات إعادة تعويم إيران رغم أنها تواصل دعمها للحوثيين اليمنيين فى مهاجمة السعودية والإمارات ولها الكلمة العليا فى العراق ولبنان والى حد ما سوريا.
وبلينكن جاء للمنطقة خصيصا ليوهمهم بأن واشنطن لن تتخلى عنهم. أما الهدف الأساسى فهو إقناع عرب الخليج بضخ المزيد من النفط والغاز لتهدئة الأسواق المشتعلة بارتفاع الأسعار.
تريد واشنطن أيضا من بلدان شرق البحر المتوسط أن تساعد فى ضخ المزيد من الغاز لأوروبا كى تعوض جزءًا من إمدادات الطاقة الروسية التى تهدف واشنطن إلى قطعها ومحاصرتها عبر بدائل لدول أخرى كثيرة من أول قطر إلى شرق المتوسط مرورا بالجزائر وفنزويلا.
كما تسعى واشنطن لقطع الطريق على أى تحالف محتمل حتى لو كان بصورة غير مباشرة بين العرب وكل من الصين وروسيا اقتصاديا، خصوصا بعد الأنباء التى ترددت عن إمكانية بيع السعودية النفط للصين باليوان وليس بالدولار، إضافة لحشد تأييد دول المنطقة للموقف الأوكرانى، خصوصا فى ظل الغضب الشعبى العربى وأحيانا الرسمى من النظرة المزدوجة لحقوق الإنسان العربى والأوكرانى.
مصر حضرت فى اللحظة الأخيرة، وهدفها الأساسى تقليل المخاطر التى تتعرض لها بفعل تداعيات الأزمة الأوكرانية، خصوصا فيما يتعلق بالارتفاعات المستمرة عالميا فى أسعار سلع أساسية خصوصا الحبوب وبالأخص القمح وكذلك سعر البترول.
مصر تسعى أيضا لتأمين احتياجات مواطنيها من السلع الضرورية، وتريد أيضا ألا تكرس الأزمة لتحالفات طارئة قبل أن يتم حسم القضايا الأساسية وفى مقدمتها الصراع العربى الصهيونى، وأظن أن الإلحاح المصرى كان وراء تضمين البيان الختامى للدعوة إلى استئناف عملية السلام المتعثرة.
المغرب ذهب للاجتماع وهو يشعر أنه حصل على ثمن مقبول تمثل فى الاعتراف الأمريكى السابق بـ«مغربية الصحراء»، وهو ما تكلل فى بيان أممى صادر عن الأمم المتحدة أخيرا.
ومن منطلق براجماتى بحت وليس شعاراتيا، وإذا كنا نشهد الآن تغيرات ثورية فى علاقات الأطراف والقوى بالمنطقة، بفعل تداعيات الأحداث العالمية المتتالية، فكنت أتمنى أن يكون هناك تنسيق عربى عربى حقيقى قبل الجلوس مع الإسرائيليين، وأن يكون هناك على الأقل ثمن مقبول لهذا النوع من «التطبيع». فهل حصلنا على أى أثمان؟!
سؤال سوف تجيب عنه الأيام المقبلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصالح المتضاربة لأطراف «سديه بوكير» المصالح المتضاربة لأطراف «سديه بوكير»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon