توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطريق لقانون العمل الجديد

  مصر اليوم -

الطريق لقانون العمل الجديد

بقلم: عماد الدين حسين

قانون العمل الجديد الذى وافق عليه مجلس الشيوخ من حيث المبدأ صباح الأحد الماضى، أراه واحدا من أهم القوانين التى ستمس غالبية المصريين لفترات طويلة، وأما أن يقود لتحسين علاقة العمل بين العامل والقطاع الخاص، فيتحسن الإنتاج ويزيد الاستثمار، أو ــ لا قدر الله ــ يتحول لقنبلة موقوتة تنفجر فى وجه الجميع.

وقبل أن نناقش جوهر مواد القانون، علينا أن نلقى الضوء على القوانين التى كانت تنظم العلاقة فى الماضى وحتى هذه اللحظة.

من الطبيعى أن علاقة العمل بين العامل وصاحب العمل الخاص تشهد الشد والجذب فى غالب الأوقات فى كل بلدان العالم، إلى أن يتمكن الطرفان بوساطة وتنظيم الحكومة أو بدعمها من تحقيق التوازن فى هذه العلاقة الشائكة بما يفيد الطرفان، وبالتالى يفيد المجتمع بأكمله.
قوانين العمل شهدت العديد من التطورات فى العالم بأكمله خصوصا بعد الثورة الصناعية فى أوروبا، وظهور الفكر الرأسمالى الذى أدى إلى تحقيق ثروات ضخمة لأصحاب الأعمال فى عقود قليلة، وهنا بدأت التوترات والاضطربات والإضرابات بسبب إحساس العمال بالظلم خصوصا مع غياب الأجر العادل والتأمينات الاجتماعية والصحية والسلامة المهنية، وربما تكون هذه الأسباب هى التى قادت إلى ظهور الفكر الماركسى دفاعا عن حقوق العمال. وفى مرحلة لاحقة بدأت بعض المجتمعات الغربية تنصف العمال والعاملين إلى حد كبير خصوصا البلدان الاسكندنافية التى طبقت مفاهيم دولة الرفاه الاجتماعى.
التشريعات العمالية، لم تكن بعيدة عن مصر فهناك القانون رقم ٤٨ لسنة ١٩٣٣ فى شأن تشغيل الأحداث وصغار السن، والقانون رقم ٨٠ لسنة ١٩٣٣ فى شأن تشغيل النساء، والقانون رقم ٦٤ فى شأن إصابات العمل، والقانون رقم ٧٢ لسنة ١٩٤٠ بشأن تنظيم ساعات العمل فى المحال التجارية ودور الصناعة، والقانون رقم ٨٥ لسنة ١٩٤٢ بشأن النقابات العمالية، والقانون رقم ٤١ لسنة ١٩٤٤ بشأن عقد العمل الفردى، ثم توالى صدور العديد من القوانين المنظمة للعلاقة حتى صدر القانون رقم ٩١ لسنة ١٩٥٩ فى شأن قانون العمل، والذى يعتبره الخبراء البداية الحقيقية لقانون موحد ينظم علاقات العمل.
وفى عام ١٩٨١ صدر القانون رقم ١٣٧ وتضمن دورا كبيرا للدولة فى الاهتمام بعلاقات العمل، ثم جاء صدور القانون رقم ١٢ لسنة ٢٠٠٣ وهو القانون المعمول به حتى الآن.
من وجهة نظر الحكومة وأصحاب الأعمال وخبراء كثيرين فإن العالم اختلف تماما فى كل المجالات، خصوصا فى الإنتاج والتبادل التجارى بفعل متغيرات كثيرة أهمها الثورة التكنولوجيا التى فرضت خصائصها الجديدة على مجمل المشهد.
وبالتالى صار لزاما من وجهة نظرهم البحث عن مفهوم جديد لقانون العمل لتحقيق التوازن والعدالة بين طرفى علاقة العمل ومن دون تهميش لدور الدولة.
ما سبق هو الخلفية، ثم إن هناك عاملا مهما فى الأمر، وهو الاتفاقيات الدولية التى وقعتها مصر، وصارت ملتزمة بها، وخصوصا أن مصر كانت من أوائل الدول التى انضمت لمنظمة العمل الدولية فى عام ١٩٣٦ وتأسس مكتب للمنظمة فى القاهرة منذ عام ١٩٥٩ بهدف تعزيز الحقوق فى مجال العمل وتعزيز الحماية الاجتماعية.
خلال ٨٠ عاما صدقت مصر على ما يقرب من ٦٤ اتفاقية عمل دولية منها الاتفاقيات الحاكمة الأساسية مثل الحرية النقابية وحق التنظيم فى عام ١٩٤٨ وحق التنظيم والمفاوضة الجماعية رقم ٩٨ لسنة ١٩٤٩. وإلغاء العمل الجبرى فى ١٩٥٧، واتفاقية عمل الأطفال عام ١٩٩٩.
وكذلك اتفاقيات شروط العمل والتأهيل المهنى وبيئة العمل والمشاورات الثلاثية والمفترض أن مصر تحترم هذه الاتفاقيات ولا يعقل أن تصدر أى قوانين تعادى فلسفة هذه الاتفاقيات الدولية. تلك هى حقيقة المشهد فى الماضى والحاضر.
فى حقبتى الخمسينيات والستينيات انحازت الدولة بوضوح إلى العمال على حساب أصحاب الأعمال، وبعد ذلك حاولت احداث التوازن، وهو ما تحقق إلى حد كبير لكن من دون تغيير جوهرى فى فلسفة ونصوص التشريعات والقوانين. والمفترض أن القانون الجديد يسعى لترجمة ذلك بوضوح.
والآن نسأل ماذا عن القانون الجديد، وما هى ملامحه الأساسية ومن نخاطب؟ هل عمال وموظفو الحكومة والقطاع العام، أم أنه مقصور فقط على عمال القطاع الخاص؟!
نتابع لاحقا هذا القانون شديد الأهمية وكل ما يتعلق به.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق لقانون العمل الجديد الطريق لقانون العمل الجديد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon