توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يملك القوة في إثيوبيا؟

  مصر اليوم -

من يملك القوة في إثيوبيا

بقلم : عماد الدين حسين

هل سيصمد نظام آبى أحمد أمام المعارضة الإثيوبية المتنامية، خصوصا بعد إعلان تشكيل تحالف من ٩ قوى وجماعات سياسية وعسكرية لإسقاطه.

هذا السؤال مهم، خصوصا بعد الانتصارات العسكرية المتتالية لجبهة تحرير التيجراى بالتحالف مع جيش تحرير أورميا، وهو ما مكنها من السيطرة على مدينتين استراتيجيتين هما ديسى وكمبولتشا، بل وهناك تقارير تقول إن المعارضة سيطرت على مدينة تبعد ١٦٠ كيلومترا فقط شمال أديس أبابا.

نظريا فإن الجيش الاتحادى الإثيوبى يحتل المرتبة رقم ٦٦ فى ترتيب الجيوش العالمية طبقا للموقع الأمريكى «جلوبال فاير باور» بميزانية لا تزيد على ٥٢٠ مليون دولار. ومن بين ١٠٨ ملايين نسمة هم عدد سكان إثيوبيا، فإن هناك ٣٢ مليون شخص فى سن التجنيد، لكن عدد الجيش العامل ١٦٢ ألف عنصر، من دون قوات احتياطية.

القوات الجوية لديها ٩٢ طائرة حربية، منها ٢٤ مقاتلة وطائرة اعتراضية، و٩ للنقل و٢٦ للتدريب و٣٣ مروحية منها ٨ هجومية.
أما القوات البرية فلديها ٣٦٥ دبابة، و١٣٠ مدرعة و٦٥ مدفعا ذاتى الحركة و٤٨ مدفعا ميدانيا و١٨٠ راجمة صواريخ.
وبالطبع ليس لدى إثيوبيا قوات بحرية لأنها دولة حبيسة بلا سواحل.

وفى المقابل لا توجد إحصائيات وبيانات ومعلومات دقيقة عن القوة العسكرية للفصائل والحركات المعارضة لنظام آبى أحمد، وحينما حدثت المواجهة فى إقليم التيجراى فى نوفمبر من العام الماضى، تحدثت تقارير غير مؤكدة عن سيطرة جبهة تحرير التيجراى على أسلحة حديثة كثيرة جدا كانت موجودة فى الإقليم منذ الحرب الحدودية مع إرتيريا فى الفترة من «١٩٩٨ ــ ٢٠٠٠»، وأن هذه الأسلحة لعبت الدور الأكبر فى الهجوم المرتد الذى نفذته الجبهة، وتمكنت عبره من تحقيق انتصارات متتالية وطرد قوات آبى أحمد من الإقليم بل والتحرك عسكريا خارج الإقليم.

الجبهة التى تشكلت ضد نظام آبى أحمد متنوعة وتستغل حالة الغضب واسعة النطاق ضد أحمد، وسياساته التى ترى العديد من الأقاليم أنها تهمش دورها لصالح حكم مركزى قومى من أديس أبابا، فى حين أن دستور أوائل التسعينيات يعطى الأقاليم حرية حركة واسعة.

فى معارك من هذا النوع فإن ضخامة وحجم الأسلحة ورغم أهميتها إلا أنها ليست العامل الحاسم.
مرة أخرى لا يمكن الجزم بحجم ونوعية الأسلحة فى أيدى المعارضة، لكن هناك تقدير بأن الجزء الأكبر من هذه الأسلحة جاء من الجيش الإثيوبى نفسه خلال المعارك مع المعارضة.
بل هناك مخاوف كثيرة لدى نظام آبى أحمد من إمكانية انشقاق العديد من العناصر العسكرية والانضمام إلى التحالف الجديد على أساس عرقى.

قبل أيام قالت القوات المناوئة لنظام آبى أحمد إنها على بعد أسابيع أو شهور من دخول أديس أبابا، لكن المتحدث باسم جيش تحرير أورمو أودا تاربى قال لـ«سى إن إن» قبل أيام إن تقديره للوقت المتوقع لدخول العاصمة قائم على السرعة الحالية، التى تتقدم بها قواته جنوبا، لكنه أكد أن دخول أديس أبابا ليس هدفهم الأساسى، بل الدعوة لإسقاط آبى أحمد وتأسيس مؤتمر انتقال، إلى حين إجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية تمثل جميع الأصوات.
كما أن دخول العاصمة، قائم على ما سيحدث إذا أجريت مفاوضات مع الحكومة، لتفادى نزاع عسكرى مباشر فى أديس أبابا المكتظة بالسكان.

نفس الكلام قاله بصورة مختلفة المتحدث باسم جبهة تحرير التيجراى جيتاشو رادا، حينما قال إن الهدف الأساسى لقواته فى اللحظة الراهنة ليس دخول العاصمة، بل كسر الحصار نهائيا على الإقليم، وفى نفس الوقت لم يستبعد مواصلة التقدم نحو أديس أبابا.

مرة أخرى فى مثل هذه المعارك فإن نتيجتها لا تتوقف فقط على ما يملكه هذا الطرف أو ذاك من أسلحة ومعدات بل بعوامل أخرى كثيرة منها الروح المعنوية ومدى تأييد السكان المحليين ودول الجوار والمجتمع الدولى.
ومن الواضح حتى الآن أن حكومة آبى أحمد خسرت تماما إقليم التيجراى. كما أن قومية الأورمو التى ينتمى إليها منقسمة بشأنه وبالتالى فان أحمد يعيش فعليا الآن أسوأ أيامه، وربما ذلك ما يفسر دعوته الجميع صغارا وكبارا لحمل السلاح وإعلان حالة الطوارئ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يملك القوة في إثيوبيا من يملك القوة في إثيوبيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon