توقيت القاهرة المحلي 20:29:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا نشتري الأسلحة؟

  مصر اليوم -

لماذا نشتري الأسلحة

بقلم : عماد الدين حسين

السؤال الجدلى الذى يكرره كثيرون دائما فى العديد من البلدان هو: لماذا نشترى أسلحة جديدة، ولماذا لا نوجه أموال هذه الأسلحة لكى نخصصها لخلق فرص عمل جديدة، وتحسين حياة المواطنين، خصوصا الفقراء منهم؟!
وإذا أجبت هؤلاء بأن الأسلحة مهمة جدا لحماية الاستقلال والحدود والموارد والكرامة الوطنية، يكون الرد الفورى، ولكننا لم نستخدم هذه الأسلحة، ولم ندخل فى حروب، وبالتالى فمن الأجدى توجيه هذه الأموال إلى أبواب مختلفة تهم عموم الناس.
تذكرت هذه الأسئلة وغيرها خلال حضورى افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى للمعرض الدولى للصناعات العسكرية والدفاعية «ايدكس» فى جولته الثانية ظهر يوم الإثنين الماضى، فى مركز مصر الدولى للمعارض والمؤتمرات، بحضور ٤٠ وزير دفاع وقائدا عسكريا و٤٠٠ عارض من ٤٢ دولة وحضور وفود رسمية من ٤٥ دولة وأكثر من ٣٠ ألف زائر.
أعود إلى السؤال الذى بدأت به، وإجابته ببساطة أنه لكى تنعم بالسلام والأمن والاستقرار فى بلدك، فإن ذلك يحتاج إلى قوة شاملة ومنها العسكرية.
المسألة ببساطة أن الضعف يغرى الآخرين بمهاجمتك واحتلال أرضك أو التأثير فى قرارك والاستيلاء على مواردك.
قانون القوة هو أحد العناصر الحاكمة فى العلاقات الدولية منذ بدء الحياة، وحتى تقوم الساعة، سواء على مستوى الأفراد والمؤسسات والجمعيات والدول.
هذا القانون موجود ومطبق فى أوروبا مثلما هو مطبق فى إفريقيا. لا يوجد سلام فى أى مكان فى العالم من دون قوة وإمكانيات وقدرات تحميه وتؤمن قدراته. فائض القوة لدى أى دولة يجعلها فى أغلب الأوقات تتوسع على حساب جيرانها الضعفاء، وهو ما حدث فى الحرب العالمية الثانية مثلا وما يزال يحدث فى منطقتنا.
واذا أردت أن تعيش آمنا داخل حدود بلدك فعليك بامتلاك القوة، حتى لو لم تستعملها. خصمك وعدوك أو حتى جارك سيفكر مليون مرة قبل أن يهاجمك إذا أدرك أنك سوف تدافع عن نفسك، وربما تتمكن من صده ومقاومته وتكبيده الخسائر الكثيرة.
أما إذا استمعت إلى فلاسفة وخبراء السوشيال ميديا، ولم تشتر أسلحة بحجة أن هناك مشاكل اقتصادية، وأنك لا تحتاج هذه الأسلحة، فسوف تكون هذه الوصفة أفضل هدية لأعدائك، أو حتى ممن تظن أنهم جيرانك وأصدقاؤك.
سيقول البعض: لكننا لم نحارب أحدا منذ زمن، فما هو الداعى لامتلاك الأسلحة؟!
الإجابة ببساطة يمكن فهمها بالرجوع إلى الصيف قبل الماضى، حينما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى الخط الأحمر لمصر فى ليبيا، وهو «السرت ــ الجفرة». الرئيس لم يعلن هذا الخط مصادفة أو لمجرد التهويش، بل حينما تأكد أن لدينا قوات مسلحة قادرة على تنفيذ كل ما يطلب منها، والأهم أن يدرك الخصوم والأعداء أننا نملك الإمكانيات والقدرات التى تؤهلنا لتنفيذ ما نعلن عنه.
ما كان يمكن لمصر أن تعلن عن هذا الخط، إلا إذا كانت لديها أسلحة حديثة. الحمد لله أن إعلان هذا الخط، قد أعاد ترتيب الأوراق فى ليبيا بصورة معقولة، بل إن بدء حوار سلمى للتسوية ما كان يمكن أن يتم لولا أن أدرك الفرقاء أن مصر جادة فى حماية أمنها القومى.
الذين ينتقدون مصر لأنها تشترى أسلحة، عليهم أن يراجعوا ميزانيات التسليح فى غالبية دول المنطقة بل والجيران الذين يحيطون بالأمة العربية خصوصا تركيا وإيران إضافة إلى الكيان الصهيونى.
قد تشترى أسلحة كثيرة ولا تستخدمها فى حرب، لكن وجودها لديك سيقنع المتربصين بك بألا يفكروا فى الاعتداء عليك، وأظن أن تلويح الكيان الصهيونى بسلاح الردع النووى الغامض، يجعل الكثيرين يضعون ذلك فى حساباتهم وهم يتعاملون معه.
الخلاصة أنه لا يمكن لدولة أن تتوقف عن الإنفاق العسكرى، بحجة أن الفقراء يحتاجون إلى هذه الأموال لتحسين حياتهم.
من دون وجود أسلحة حديثة فإن جميع سكان أى بلد سواء كانوا فقراء أو أغنياء سوف يدفعون ثمنا باهظا، قد يكلفهم وجود بلدهم نفسه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا نشتري الأسلحة لماذا نشتري الأسلحة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:59 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تصريحات فيفي عبده تتصدر التريند
  مصر اليوم - تصريحات فيفي عبده تتصدر التريند

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 20:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

أنجلينا جولي تكشف عن شعورها تجاه عملها بعد رحيل والدتها

GMT 15:48 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ليونيل ميسي يختار نجمه المفضل لجائزة الكرة الذهبية 2024

GMT 13:55 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

اتفاق رباعي علي خارطة طريق لإيصال الغاز إلي بيروت

GMT 06:11 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الشكشوكة التونسية

GMT 19:44 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل العثور على "سوبرمان هوليوود" ميتاً في صندوق

GMT 04:38 2019 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تعرفي على 9 موديلات مميزة لتزيّني بها كاحلكِ

GMT 22:22 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

مستوى رمضان صبحي يثير غضب لاسارتي في الأهلي

GMT 04:46 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

إليكِ أفكار سهلة التطبيق خاصة بديكورات المطابخ الحديثة

GMT 02:17 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

مناظر خلابة ورحلة استثنائية في جزر فينيسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon