توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ستغرق الإسكندرية؟

  مصر اليوم -

هل ستغرق الإسكندرية

بقلم: عماد الدين حسين

صباح الإثنين الماضى كان عدد كبير من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعى يتشاركون فى نشر وتبادل صور مختلفة من مدينة الإسكندرية تظهر اكتساء العديد من شوارع المدينة بالثلوج نتيجة موجة البرد الشديدة التى ضربت معظم أنحاء الجمهورية خصوصا المدن الساحلية شمال البلاد.
بالطبع لم يخلُ الأمر من فكاهة المصريين المعتادة حينما وضع بعضهم تعليقا أسفل هذه الصور يقول فيما معناه: «هذه ليست شوارع روسيا أو أوروبا ولكنها فى الإسكندرية!».
وفى نفس اليوم كان مجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق يناقش طلبا من النائب وليد التمامى فى شأن الإجراءات التى تتخذها الحكومة لمواجهة ظاهرة تغير المناخ.
فى هذه المناقشة العامة تحدث أكثر من ٢٧ نائبا، وكان الهاجس الأكبر للغالبية ما قاله رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون الشهر الماضى فى افتتاح مؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية «كوب ٢٦»، والذى عقد فى جلاسجو، وقال فيه إن استمرار ارتفاع درجة الحرارة بمقدار ٤ درجات عما هى عليه الآن سوف يقود إلى غرق بعض المدن الكبرى فى العالم ومنها الإسكندرية وميامى وشنغهاى.
جميع من تحدثوا فى هذا اليوم انشغل وقلق بهذا التصريح الذى أطلقه جونسون، رغم أن نائبا آخر استغرب، وقال لهم إن العالم المصرى الكبير فاروق الباز سبق أن قال منذ سنوات إن زيادة درجات الحرارة سوف يتسبب فى ارتفاع منسوب مياه البحر من ٣٠ سنتيمترا إلى متر، وإذا حدث ذلك فسوف يؤدى لغرق العديد من المدن ومنها الإسكندرية، فهل نحن نتأثر فقط حينما يأتى الكلام من «الخواجات» وليس من علمائنا المصريين، حتى لو كانوا عاشوا ودرسوا فى الخارج؟!
خلال مناقشات مجلس الشيوخ تحدث أكثر من نائب عن المخاطر التى قد تنجم عن ظاهرة التغير المناخى، ومنها مثلا زيادة درجة ملوحة الأرض، وبالتالى التأثير فى خصوبتها، ثم إن هذه التغيرات ستؤدى إلى ضرر كبير فى المحاصيل الزراعية، سيدفع ثمنه الفلاحون وبالتالى الاقتصاد القومى.
للموضوعية فإن الأمر لا يخص مصر فقط، بل غالبية بلدان العالم، لأن ظاهرة التغيرات المناخية هى عالمية بامتياز، ولا يمكن لأى دولة كائنة من كانت أن تنغلق وتنعزل على نفسها. هى تستطيع إغلاق حدودها البرية، لكن هل يمكنها إغلاق أجوائها وبحارها امام انتشار الانبعاثات الضارة؟!
ماذا ستفعل مصر لمواجهة كل ذلك؟
الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة حضرت جلسة مجلس الشيوخ، وتحدثت لمدة ٤٥ دقيقة بعد مداخلات النواب، وقالت إن مصر من أقل دول العالم التى تخرج منها انبعاثات ضارة.
وهناك ٣٠ مشروعا قوميا للتصدى للتغيرات المناخية، وتم إعادة تشكيل المجلس القومى للتغيرات المناخية برئاسة رئيس الوزراء وأنه ينفذ العديد من الإجراءات فى جميع المجالات ومنها تبنى سياسات مالية داخلية محفزة وداعمة للمنشآت الصديقة للبيئة وتغليظ العقوبات ضد الممارسات البيئية الخاطئة، وضخ الاستثمارات فى مجالات التخفيف والتكيف وأبحاث للتوقع والتنبؤ. وفيما يتعلق بالإسكندرية فهناك مشروع حماية الشواطئ ويشمل تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية فى منطقة الساحل الشمالى ودلتا النيل بقيمة ٣١٫٣مليون دولار، وإنشاء السدود.
إن الحديث عن غرق الإسكندرية غير مؤكد وهناك أكثر من سيناريو علمى فى هذا المجال ونحن نتخذ الإجراءات المختلفة لمنع حدوث ذلك.
الوزيرة قالت أيضا إن هناك مشروعات لاستنبات محاصيل جديدة تتحمل درجة الحرارة والملوحة، وخريطة تفاعلية لمخاطر تغير المناخ حتى عام ٢١٠٠، والتخفيف من الانبعاثات وتعزيز مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبيوجاز. وإن مصر سوف تستضيف مؤتمر «Cop 27»، أو المؤتمر السابع والعشرين للدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية وهو حدث مهم سوف يساعد مصر فى كثير من الاتجاهات ومنها تعزيز موقف مصر فيما يخص الأمن المائى والترويج السياحى والاستثمارات الاقتصادية وإبرام شراكات مع منظمات وأطراف دولية كثيرة فى العديد من المجالات.
الوزيرة طمأنت النواب، لكن هذا يكفى أم أن الأمر يتطلب التزام الجميع خصوصا الدول الكبرى؟! الموضوع متشعب ومعقد ويحتاج لمزيد من النقاشات، وبالتالى علينا أن نعرف ماذا سيفعل العالم خصوصا الكبار الذين يتحملون المسئولية الكبرى فى الانبعاثات، وماذا ينبغى علينا نحن أن نفعل حكومة ومواطنين فى مصر.. والحديث موصول.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستغرق الإسكندرية هل ستغرق الإسكندرية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon