توقيت القاهرة المحلي 06:24:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يدفع ثمن جرائم الأبناء؟

  مصر اليوم -

من يدفع ثمن جرائم الأبناء

بقلم: عماد الدين حسين

حينما يركب شاب صغير السن سيارة فارهة، ووالده شخصية عامة مشهورة أو ثرية جدا، ويدهس هذا الشاب ٤ من الشباب الآخرين فيقتلهم على الفور، فهل نلوم الشاب فقط أم والده وأسرته، أم من نلوم؟!
مثل هذه النوعية من الحوادث صارت تتكرر كثيرا فى الفترات الأخيرة.
سمعنا وقرأنا عن ابن رجل أعمال شهير فى منطقة القناة تسبب فى مقتل مهندسة ديكور شابة ــ كان لها مستقبل واعد ــ على طريق الغردقة بالبحر الأحمر فى يناير الماضى.
هذا الشاب كان يتعاطى الحشيش وقاد سيارته عكس الاتجاه. وتم حبسه سنة مع إيقاف التنفيذ لمدة ٣ سنوات، وتغريمه مليون جنيه، لكن تم تبرئته من تهمة تعاطى المخدرات لأن الدفاع أثبت أنه تعاطى المخدرات فى سويسرا، التى يحمل جنسيتها أيضا قبل وصوله لمصر بقليل.
فى ديسمبر الماضى تسبب ابن لأحد الوزراء السابقين فى مقتل موظف فى أحد طرق مدينة ٦ أكتوبر بسيارته، وكانت هناك تقارير تفيد أنه كان يقود سيارته أيضا تحت تأثير تناول المخدرات، القتيل موظف ولديه ٤ أطفال ووالدته توفيت بعده بأيام قليلة حزنا عليه.
وهناك بالطبع الحادثة الشهيرة لابن أحد القضاة، الذى صارت شهرته «طفل المرور»؛ حيث قام وأربعة من زملائه بالتنمر والإهانة والتعدى على فرد شرطة تابع لإدارة مرور القاهرة خلال أداء عمله فى المعادى فى نوفمبر من العام الماضى، ويحسب لوالد هذا الفتى المستهتر، أنه أصدر بيانا يقر فيه بخطئه فى تربية ابنه، ويطالب القضاء بأن يحاسبه على جرائمه.
نتذكر أيضا قضية فتاة الفيرمونت، وكيف أن غالبية المتهمين فيها كانوا من أبناء شخصيات عامة مشهورة، والتفاصيل تكشف إلى أى حد يمكن لسوء التربية المقترنة بكثرة الأموال أن يقود الشباب إلى المهالك والفضائح لهم ولأسرهم.
تلك أربع وقائع وحوادث تمت خلال سنة، وربما هناك حوادث أخرى مماثلة، حدثت وتحدث طوال الوقت، ولم تصل لوسائل الإعلام.
نعود للسؤال الذى بدأت به: من نلوم فى هذه الحوادث؟
بالطبع اللوم الأساسى يقع على الشباب أو الفاعلين الأساسيين أى مرتكبى الجرائم.
لكن لا يمكن إطلاقا إعفاء الأسرة خصوصا الأب، لأنه ببساطة فشل فى تربية أولاده بالطريقة الصحيحة.
أعرف تماما ما سيقوله أى أب فى مثل هذه الظروف، وهو أنه مشغول فى عمله جدا من أجل أن تعيش أسرته وأولاده فى أفضل معيشة ممكنة، وأنه يكد ويتعب ويشقى من أجلهم.
هذا صحيح، لكن الأصح أن تربية الأولاد بالصورة الصحيحة، ينبغى أن تتقدم على ما عداها، لأنه حينما ينحرف الأبناء ويرتكبون الجرائم فى لحظات، فإنهم يهدمون كل ما بناه الأب أو الأم فى سنوات.
أنا أعترض تماما على التعميم بأن كل أولاد رجال الأعمال فاسدون، العكس هو الصحيح وأعرف نماذج كثيرة على المستوى الشخصى لأولاد رجال أعمال ناجحين ومتفوقين جدا وقبل هذه وذاك تربيتهم محترمة. لكن المشكلة الأخطر هى أن بعض الآباء خصوصا الأغنياء يقدمون الأموال بلا حساب لأبنائهم الصغار. يشترون لهم أفخر أنواع السيارات والأجهزة الإلكترونية المختلفة وأحيانا الشقق والفيلات المستقلة بعيدا عن بيت الأسرة ورقابتها. هذه الطريقة فى التربية تقود غالبية الشباب ــ إلا من رحم ربى ــ إلى الانحراف لا محالة.
الأبناء خصوصا الذكور، يعتقدون أنه يمكنهم أن يفعلوا أى شىء بأموال أبيهم ونفوذه، وبالتالى فالابن قادر على الإفلات من أى جريمة حتى لو كانت قتل الأبرياء فى الشوارع.
كنت أتحدث صباح السبت مع واحد من أكبر رجال الأعمال والمستثمرين فى مصر، وقال لى بوضوح إنه لا يمكن إعفاء الأب من المسئولية، وأن الأموال لابد أن تقدم بحساب للأولاد، حتى يعرفوا قيمتها وقيمة الجهد والتعب، وبالتالى فإن التربية الصحيحة أفضل وسيلة لعدم ارتكاب الأبناء لمثل هذه الجرائم وغيرها.
أشعر بالتعاطف الشديد مع أى أب يجد أبناءه فى هذه الحالة الصعبة، ويجد نفسه يدفع ثمن انحراف هؤلاء الأبناء، لكن مرة أخرى فإن هذا الأب لا يلوم إلا نفسه، عليه أن يجد وقتا لكى يربى أولاده بصورة صحيحة، من أول عدم تدخين السجائر العادية، مرورا بالمخدرات نهاية بالجرائم الأخلاقية المتعددة، حتى لا يجد حياته وحياة أسرته قد انهدمت بالكامل نتيجة تقصيره فى تربية أولاده بالصورة الصحيحة.
اللهم احفظ أولادنا جميعا من كل الشرور.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يدفع ثمن جرائم الأبناء من يدفع ثمن جرائم الأبناء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon