بقلم: عماد الدين حسين
هل فيروس كورونا يوشك على التلاشى، وأنه يعيش أيامه الأخيرة، بحيث يتحول إلى فيروس موسمى عادى جدا مثل العديد من الفيروسات الأخرى كالأنفلوانزا مثلا؟!
أتمنى مثل كل سكان الكرة الأرضية أن تكون الإجابة هى نعم.
لكن ما هى مناسبة طرح هذا السؤال؟!
الإجابة: هناك عاملان الأول شخصى والثانى موضوع عام.
الجانب الأول أن السلطات الصحية فى مطار دبى بالإمارات أجرت علىّ مسحة كورونا مساء يوم الاثنين الماضى لدى دخولى دبى فى طريقى للشارقة، ومساء نفس اليوم ظهر أن نتيجة المسحة إيجابية، رغم أن مسحتين فى اليومين السابقين بمصر أظهرا أن النتيجة سلبية.
طبعا هناك احتمال وارد أن أكون قد أصبت بالفيروس فى الـ ٣٠ ساعة السابقة على وصولى دبى.
لكن ليست تلك هى القضية، بل هى أن نتيجة المسحة التى أجريتها فى الإمارات بعد حوالى يومين ونصف اليوم فقط من تشخيص النتيجة الإيجابية كانت سلبية.
إذا هل معنى ذلك أننى أصبت بالفيروس لمدة يومين ونصف اليوم فقط، أم أن هناك أسبابا أخرى يمكنها تفسير ذلك؟
الأعراض التى عانيت منها خلال هذه الأيام الثلاثة كانت أخف كثيرا من أدوار البرد والأنفلوانزا الكثيرة التى مررت بها فى السابق، وبالطبع فإن هذه الأعراض لا يمكن مقارنتها بالأعراض التى عانيت منها، وعانى منها الملايين لدى ظهور كورونا للمرة الأولى فى أوائل عام ٢٠٢٠.
السؤال: هل أعراض كورونا بدأت فعلا فى التراجع والخفوت أم ماذا؟
طبعا لست طبيبا متخصصا لكى أفتى وأجيب عن هذا السؤال، وبالتالى سأدخل من الشق الشخصى إلى الشق العام وأقول إن عددا كبيرا من الذين تم تشخيص إصاباتهم الأخيرة على أساس أنها متحور «أوميكرون» قالوا إن الأعراض التى عانوا منها خلال الإصابة كانت متقاربة ومتشابهة إلى حد كبير مع الأعراض التى مررت بها.
بل سمعت من أشخاص أثق فيهم أن بعض أولادهم ذوى المناعة الجيدة أصيبوا بالفيروس وتعافوا، من دون أن يشعروا أصلا بأنهم مصابون.
عدد كبير من المصابين قالوا إن فترة الإصابة كانت بسيطة جدا ولا تزيد على خمسة أيام مقارنة بالإصابات الأولى لكورونا التى كانت تصل إلى أن الفيروس يفتك بالجسم ويؤثر على العديد من وظائفه الحيوية لوقت طويل، حتى بعد أن تظهر المسحة أنها سلبية. أنا شخصيا لم أشعر بالتعافى الكامل فى الإصابة الأولى إلا بعد حوالى شهر تقريبا، فى حين أن الآلام استمرت مع زوجتى لأسابيع أخرى.
يقول البعض إن الناس وبجانب الأدوية والتقدم العلمى، قد أصبحت على درجة من الخبرة بعد فترة تعايش وخبرة مع الفيروس استمرت أكثر من عامين، وبالتالى صار عندها إمكانية للتعامل معه بعد أن كانت الأمور تسير بصورة عشوائية لأن الفيروس جديد على الجميع، وبالتالى فهم جميعا أطباء وعلماء ومرضى كانوا يجربون.
ثم إن معظم الفيروسات ومنذ نشأة الخليقة تبدأ قوية جدا، ثم تضعف إلى أن يخترع لها العلماء الأدوية واللقاحات والأمصال المناسبة، وهكذا يتم ترويضها والتعامل معها.
كل ما سبق يقوله الناس المصابون، وقد يجادل البعض ويقول: «ولكن كل ما سبق ليس كلاما موثقا يستند إلى أدلة علمية راسخة، بل مجرد تمنيات أو اجتهادات فى أحسن الأحوال».
وبالتالى علينا أن نبحث عما يقوله العلماء المتخصصون فى هذه القضية، وهو موضوع مقال لاحق إن شاء الله.