توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلاح التضليل الإعلامى

  مصر اليوم -

سلاح التضليل الإعلامى

بقلم: عماد الدين حسين

فى الصراع الروسى الغربى فى أوكرانيا، فإن الطرفين ارتكبا عمليات تضليل إعلامى منظمة وممنهجة، لكن الفارق فقط هو أن هناك طرفا فعل ذلك بنعومة وحرفية إلى حد ما، وطرفا فعلها بصورة سافرة.
فى هذه السطور لا أناقش من المخطئ ومن المصيب فى هذا الصراع، ولكن أتحدث عن مدى التزام وسائل إعلام الطرفين بالمعايير المهنية التقليدية ومن الذى مارس التضليل المتعمد والعشوائى؟!
فى اليوم الأول للغزو الروسى لأوكرانيا، روجت مواقع إلكترونية وغربية كثيرة فيديو يتضمن قيام دبابة قيل إنها روسية بدهس سيارة مدنية أوكرانية بصورة غير منطقية.
وتم ترويج الفيديو بصورة واسعة لإظهار مدى وحشية الجيش الروسى، لكن بعد ساعات قليلة كان المندوب الروسى فى الأمم المتحدة يحرج المندوب البريطانى ويقول له: «كفاكم تزويرا كل ما تتحدثون بشأنه عن هذه المدرعة غير صحيح. هذه الدبابة غير موجودة فى الجيش الروسى، وهى من عتاد أوكرانيا. إلى متى تستخدمون هذه الفبركات؟!!.
العديد من رواد ونشطاء السوشيال ميديا تداولوا العديد من مقاطع الفيديو باعتبارها تمثل وقائع حدثت بالفعل، ثم تبين أنها مشاهد من لعبة فيديو تدعى «وور ثاندر»، ثم لقطات أخرى لمضادات دفاع جوى أوكرانى قيل إنها تتصدى للمقاتلات الروسية، لكن تبين أنها لتدريب جوى أوكرانى فى مايو ٢٠٢٠.
هناك أيضا فيديو ادعى ناشروه أنه إسقاط لطائرة روسية بصاروخ جوى أوكرانى وتبين أن الطائرة ليبية وسقطت فى بنغازى فى عام ٢٠١١.
انتشر فيديو آخر قيل إنه لقصف روسى، وتبين أنه تصميم رقمى منشور قبل أشهر، وفيديو ثالث تم تداوله على أنه إنزال جوى روسى فى أوكرانيا وتبين أنه قديم منذ عام ٢٠١٦.
وادعت وسائل الإعلام الأوكرانية والغربية أكثر من مرة أن روسيا قصفت محطات نووية أوكرانية، وثبت لاحقا أن ذلك لم يكن صحيحا. وقامت هذه الوسائل بأكبر عملية غسيل مخ لشعوبها وشعوب العالم لشيطنة الروس، بل وكل ما هو روسى حتى لو كان فى حجم تولستوى أو ديستوفسكى.
من يقرأ السطور السابقة قد يتبادر إلى ذهنه أننى منحاز إلى الرواية الروسية باعتبارها الصادقة الأمينة فى نقل الأخبار وعدم التضليل، والحقيقة غير ذلك تماما.
وسائل الإعلام الروسية تفعل كما يفعل الغرب، لكنها أكثر غشومية أحيانا فى هذا الأمر مقارنة بالاحترافية والمهارة التى يتم بها التضليل الغربى.
ثم إن روسيا لم تدّعِ أنها تؤمن بحرية التعبير قبل وأثناء وبعد الغزو. والدليل على ذلك أنها وبعد ساعات من دخول قواتها أوكرانيا أصدرت قانونا يعاقب بالسجن ١٥ عاما لمن ينشر أى معلومات أو ما تقول إنه أكاذيب تخالف ما تقوله بيانات القوات المسلحة. وهو ما يعنى حجب أى معلومات مستقلة، ثم إنها عطلت كل وسائل التواصل الاجتماعى.
وبالتالى فإن الجديد الآن هو استسهال وسائل الإعلام الغربية للفبركة والكذب والتضليل، رغم أنها تعظ الجميع طوال الوقت عن الحريات والمهنية والمصداقية والدقة والموضوعية وضمان وجود الرأى والرأى الآخر.
من بين التضليل أيضا ادعاء وسائل الإعلام الروسية أن عملياتها نظيفة تماما، ولم يسقط خلالها ضحايا مدنيون، وأجبرت وسائل الإعلام المحلية على عدم استخدام تعبير غزو أو حرب أو اعتداء، بل مجرد عملية عسكرية فى أوكرانيا، مع وصف عناصر الجيش الأوكرانى بالنازيين والقوميين.
وإذا كان مفهوما قيام روسيا بمطاردة وسائل الإعلام الغربية، فما الذى دفع المعسكر الغربى إلى حجب وسائل الإعلام الروسية، بحجة أنها تعبر عن وجهة نظر الحكومة الروسية؟!
فى حين أنه تم السماح ببث فيديوهات مزيفة حول حالات ذعر أصابت المدنيين الأوكران عند إطلاق صفارات الإنذار، أو صور مفبركة لأسرى روس.
مرة أخرى الطرفان أو المعسكران المتحاربان ارتكبا تضليلا كبيرا وتوسعا فيها باعتباره أحد الأسلحة الأساسية فى أى حرب، والضحية هو الحقيقة، وعقول ملايين المواطنين التى يتم غسلها صباح مساء سواء للمواطنين الروس أو الغربيين.
الفارق فقط فى الدرجة وليس النوعية!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلاح التضليل الإعلامى سلاح التضليل الإعلامى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعيين تركي آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم

GMT 16:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

جلوس صيف 2016 تتألق باللون الرمادي

GMT 17:06 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

لطيفة تطرح كليبها "الأستاذ" برفقة شقيق أمير كرارة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon