توقيت القاهرة المحلي 18:41:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى لا نكون تحت رحمة الاستيراد

  مصر اليوم -

حتى لا نكون تحت رحمة الاستيراد

بقلم: عماد الدين حسين

إذا كنت مستوردا لأى سلعة فأنت تحت رحمة المصدر، وبالتالى فمن حسن السياسة أن تعتمد على نفسك قدر الإمكان.
نعرف جميعا أن العالم يمر بأزمة غذاء عالمية ربما تكون غير مسبوقة، وبالتالى فقد حان الوقت لإعادة النظر فى الكثير من المفاهيم الاقتصادية التى حاول البعض أن يروج لها طوال العقود الماضية، ومنها أنك حينما تكون المستورد الأكبر للقمح فى العالم، فأنت من يحدد قواعد السوق، أو أن زراعة الفراولة يمكن أن تكون أكثر فائدة من زراعة القمح!!
فى الأسابيع الماضية شهدنا قيام عدد كبير من الدول بوقف صادراتها من سلع رئيسية لأسباب مختلفة منها تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، والتغيرات المناخية.
فى ٢٢ إبريل الماضى أعلنت أندونيسيا وهى أكبر دولة منتجة لزيت النخيل وتساهم بنصف إنتاج العالم حظر تصديره. وسلع أخرى والسبب هو التغيرات المناخية وتداعيات الأزمة الأوكرانية، ومستوى التضخم المرتفع جدا مما أدى إلى ارتفاع الأسعار فى البلاد.
القرار الأندونيسى أدى إلى زيادة كبيرة فى الأسعار العالمية وسوف تتضرر منه دول كثيرة خصوصا الهند. علما بأن هذا الزيت يستعمل فى الطهى وصناعة الكعك ومستحضرات التجميل وسلع أخرى.
وفى مارس الماضى أوقفت الأرجنتين أكبر الدول المصدرة للصويا المعالجة المبيعات الخارجية الجديدة كما رفعت الضريبة عليها، ما زاد سعر زيت فول الصويا بنسبة زادت على ٥٪.
وفى ١٤ مايو الماضى، قررت الهند حظر صادرات القمح بسبب موجة حر شديدة جدا ناتجة عن التغيرات المناخية، الهند قالت إنها ستسمح فقط بالتصدير بالنسبة لشحنات القمح بخطابات ضمان صدرت بالفعل ودول نامية تعانى من أوضاع صعبة. الهند تنتج أكثر من ١١١ مليون طن قمح وسجلت صادراتها أكثر من ٧ ملايين طن فى العام الأخير مستفيدة من ارتفاع أسعار القمح عالميا.
وارتفعت أسعار القمح فى الهند إلى مستوى قياسى إلى ما يعادل ٣٢٣ دولارا للطن مقابل ٢٦٠ دولارا، علما بأنها ارتفعت عالميا إلى ما فوق ٤٧٠ دولارا للطن.
لكن الارتفاع المفاجئ فى درجة الحرارة قلل من الإنتاجية، إضافة إلى أن الفلاحين التجار كانوا يعتقدون أن تفرض الحكومة هذا الحظر بعد ثلاثة شهور وليس مبكرا كما حدث.
الهند أيضا قررت فى ٢٤ مايو الماضى فرض قيود على تصدير السكر للمرة الأولى منذ ٦ سنوات لمنع ارتفاع أسعاره محليا وطلبت من التجار ضرورة الحصول على إذن تصدير للسكر حتى ٣١ أكتوبر المقبل.
ما سبق مجرد نماذج لدول كبرى أو متوسطة قررت أن تكون الأولوية لشعوبها وأوضاعها الداخلية، وبالمناسبة فإن مصر فعلت نفس الشىء، حينما قررت الحكومة عبر وزارة الصناعة والتجارة فى ٨ مارس الماضى حظر تصدير عدد من السلع الأساسية منها القمح والدقيق والفول الحصى والمدشوش والعدس والمكرونة والدقيق بجميع أنواعه وذلك لمدة ثلاثة شهور. والهدف هو الحفاظ على ما هو متوافر من هذه السلع للمواطنين لمواجهة محاولات بعض التجار تصديرها واستغلال ارتفاع أسعارها لمستويات فلكية.
هل يمكن أن نلوم أى دولة على أى قرارات تحظر تصدير سلع معينة فى أوقات أزمة كبرى مثلما حدث أخيرا؟
الإجابة هى لا، لأن مواطنى الدولة يفترض أن تكون لهم الأولوية، وبالمناسبة فحظر التصدير لا يكون مرتبطا فقط بالحروب، لكن ولمن نسى فإن موجة ضخمة من الحرائق فى روسيا وأوكرانيا حدثت قبل سنوات قليلة، وأثرت كثيرا على حجم الإنتاج المحلى، وبالتالى لم تلتزم الدولتان وقتها بالعقود التصديرية للخارج تطبيقا لقاعدة «ما يحتاجه البيت فهو محروم على الجامع».
أيضا بعض الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة انتقدت قرارات حظر التصدير، وقالت وزارة الزراعة الأمريكية تعقيبا على قرار أندونيسيا حظر تصدير زيت النخيل إن التعاون الدولى خلال حرب أوكرانيا أفضل كثيرا من حظر التصدير.
وجاء رد وزيرة المالية الأندونيسية سرى موليانى اندراواتى منطقيا بقولها: نعلم أن قرارات الحظر ليست جيدة وسوف تؤثر على دول كثيرة، لكن حينما تكون مسئولا سياسيا لا يمكنك مواجهة شعبك عندما تكون لديك السلعة التى تحتاجها وتتركها تخرج خارج البلاد.
مجمل القرارات السابقة تقول لنا رسالة واضحة وهى: كيف يمكن أن نوقف اعتمادنا على الآخرين وعلى الخارج قدر الإمكان خصوصا حينما نعلم أن حجم وارداتنا أكثر من ضعف حجم صادراتنا؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا نكون تحت رحمة الاستيراد حتى لا نكون تحت رحمة الاستيراد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon