توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ادعموا القطاع الخاص المنتج

  مصر اليوم -

ادعموا القطاع الخاص المنتج

بقلم: عماد الدين حسين

أحد أبرز الحلول للخروج من الأزمة الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر والعالم الآن، هو أن تدعم الدولة القطاع الخاص المنتج بكل الطرق الممكنة.
هناك فكرة مغلوطة لدى كثيرين حينما يعتبر البعض المطالبة بدعم القطاع الخاص، وكأنه جريمة، ودعوة إلى الفسق والفجور والفساد، وسبب ذلك قصص فساد كثيرة لبعض المحسوبين على القطاع الخاص من رجال الأعمال، حينما بدأت تجربة الانفتاح الاقتصادى عام ١٩٧٤ بعد حرب أكتوبر المجيدة وما تلاها.
تسليط الإعلام الضوء على هذه النماذج، إضافة لصورة رجل الأعمال باعتباره لصا إلى أن يثبت العكس فى الدراما التليفزيونية والسينمائية، كَرّسَا هذا المفهوم، إضافة بالطبع إلى أن بعض المسئولين فى عقود سابقة تواطأوا مع بعض رجال الأعمال مما أهدر الكثير من المال العام، بصورة عززت من هذا الانطباع السيئ.
هل معنى كلامى أن مجتمع رجال الأعمال مجموعة من الملائكة يحلقون فى سماء الخير والبر الفضيلة؟!
الإجابة هى لا قطعا، وشأن أى تجمع أو مجموعة أو فئة أو جماعة، فهناك الجيد والسيئ، ويفترض أن يكون هناك قانون يكافئ المُجِد ويعاقب الفاسد.
حينما نطالب الحكومة بدعم القطاع الخاص المنتج، فنحن نتحدث عن المنتجين وليس عن اللصوص. نتحدث عن المستثمر الذى يؤسس مشروعا، ويدفع مقابل ذلك أموالا كثيرة لا تدر عائدا سريعا، لكنه يوظف عمالة وموظفين كثيرين ينتجون سلعا أساسية تفيد المجتمع، ويتقاضون مرتبات ثابتة، ويؤسسون أسرا، ويعيلون أفرادا غيرهم إضافة إلى أن المستثمر يدفع الضرائب.
الحكومة أقامت مشروعات كثيرة مهمة فى البنية التحتية فى السنوات الماضية مما مكنها من توظيف عمالة كثيرة، لكن هذه المشروعات حينما تنتهى يفقد العاملون فيها وظائفهم، ويبدأون فى البحث عن وظائف أو مشروعات أخرى.
وصحيح أيضا أن القطاع الخاص هو الذى نفذ غالبية هذه المشروعات التى حافظت على نسبة نمو اقتصادى فوق الـ٥٪ طوال السنوات الماضية، لكن نحن نتحدث عن الاقتصاد الطبيعى والمستدام الذى يوفر فرص عمل دائمة.
الذين يعملون فى الحكومة والقطاع العام نحو ٥ ملايين شخص، فى حين يعمل فى القطاع الخاص أكثر من ٢٥ مليون شخص، وإذا كانت الحكومة قد توقفت عن التعيينات، إلا ما ندر منذ سنوات، فإن القطاع الخاص هو الذى يفترض أن يوفر غالبية الوظائف لنحو ٧٠٠ ألف خريج سنويا، يدخلون سوق العمل.
المستثمر، حينما يبنى مصنعا ينتج سلعا يحتاج إليها السوق، فهو أولا يوظف عمالة وينقذها من جحيم البطالة، ثم إن هذا المصنع يمكن أن يصدر سلعا للخارج، وفى هذه الحالة فهو يوفر للبلد عملة أجنبية.
ما نحتاج إليه هو آلاف وملايين الناس من هذه النوعية المنتجة. هؤلاء هم الذين يفترض أن تدعمهم الحكومة بكل السبل الممكنة، تقدم لهم الدعم والتسهيلات والحوافز، وتدعم لهم الصادرات مثلما تفعل كل الأمم المتقدمة. فى حين أن رجال الأعمال الذين لا يضيفون شيئا للاقتصاد، ويعملون فى سلع غير أساسية مرفهة، أو يتحدثون من دون أن ينتجوا، أو أودعوا أموالهم بالخارج، فلا ينبغى أن يحصلوا على نفس الدعم.
القاعدة ببساطة أن من ينتج سلعا أساسية، ويوظف عمالة كثيرة ويصدر للخارج يحصل على كل أنواع الدعم، خصوصا إذا كان يقيم مشروعه فى مناطق مثل الصعيد مثلا، أو ينتج سلعا استراتيجية مثل البتروكيماويات أو المعدات، أو كل ما من شأنه أن نصدره أو أن نقلل استيراده من الخارج.
اقتصادنا قوى ومتنوع لكن الفترة المقبلة صعبة جدا، فالائتمان بالعملات الصعبة لن يكون متاحا إلا للسلع الرئيسية، وهو قد يؤدى إلى تعثر البعض، والمواد الخام قد لا تتوافر بسهولة، وبالتالى علينا أن نبحث عن السلع التى نستوردها ونقول للمستثمرين: من يصنعها محليا فسوف يجد كل أنواع الدعم.
مرة أخرى الحلول لن تكون سهلة، لكن لا مفر من الإنتاج ثم الإنتاج، بغض النظر عمن يقوم به سواء الحكومة أو القطاع الخاص، طالما أن ذلك يتم فى إطار القانون، وفى إطار من المنافسة العادلة.
لا حل متاحا إلا بزيادة الإنتاج حتى لا نمد يدنا لهذا أو ذاك، وحتى لا نجد أنفسنا فى كل مرة تحت رحمة ظروف يصنعها الآخرون سواء كانت كورونا أو أوكرانيا.
ملحوظة: هذا المقال كتبته قبل أكثر من شهر وأمس الأول تحدث رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى فى مؤتمره الصحفى الكبير عن خطوات ملموسة لدعم القطاع الخاص وهو أمر يستحق نقاشا مفصلا إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ادعموا القطاع الخاص المنتج ادعموا القطاع الخاص المنتج



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعيين تركي آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم

GMT 16:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

جلوس صيف 2016 تتألق باللون الرمادي

GMT 17:06 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

لطيفة تطرح كليبها "الأستاذ" برفقة شقيق أمير كرارة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon