توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قنبلة عودة العلاقات السعودية الإيرانية

  مصر اليوم -

قنبلة عودة العلاقات السعودية الإيرانية

بقلم - عماد الدين حسين

الإعلان عن عودة العلاقات السعودية الإيرانية أمس الأول الجمعة الماضى، كان قنبلة سياسية ضخمة من الطراز الأول ستكون لها آثارها طويلة المدى إذا تحقق الشرط الجوهرى المعلن فيها وهو «احترام السيادة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لبعضهما البعض».

هو قنبلة سياسية لأنه سيغير غالبية المعادلات السياسية والعسكرية والاقتصادية فى المنطقة إذا كُتب له الاكتمال.

البلدان مهمان فى المنطقة، وهما فى صراع شامل منذ عام ١٩٧٩ حينما قامت الثورة الإسلامية فى إيران بزعامة الخومينى وأطاحت بحكم الشاه محمد رضا بهلوى واعتمدت مبدأ «تصدير الثورة للخارج» مستهدفة بالأساس الدول السنية، ومحاولة استخدام الورقة الشيعية خصوصا فى الخليج العربى، وربما تسببت هذه الثورة فى أجيج الخلاف السنى الشيعى، وهو الأمر الذى استفاد منه كل أعداء العرب والمسلمين.

منذ عام ١٩٧٩ والعلاقات بين البلدين متوترة باستثناءات فترات قليلة لأن المشروعين الإيرانى والخليجى كانا متناقضين إلى حد كبير، وبسبب هذاالصدام المستمر فإن المستفيد الأكبر كانت الولايات المتحدة وإسرائيل فى حين أن الخاسر الأكبر كان شعوب المنطقة التى عاشت فى توتر دائم.

كانت هناك مباحثات مستمرة على فترات متقطعة منذ حوالى عامين بين البلدين جرت أساسا فى العراق وسلطنة عمان.

لكن المفاجأة الكبرى كانت أن المفاوضات الحاسمة جرت فى العاصمة بكين طوال الأيام الخمسة الماضية، وتم الإعلان عن خطوة استئناف العلاقات الدبلوماسية من خلال إعلان ثلاثى وقعه فى بكين كل من مساعد بن محمد العيبان، مستشار الأمن الوطنى السعودى وعلى شمخانى، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى وبحضور وزير الخارجية الصينى وانج. بى.

وطبقا لنص البيان المشترك فإن البلدين اتفقا على إعادة فتح السفارتين خلال شهرين بعد قطيعة مستمرة من ٧ سنوات حينما هاجم متظاهرون إيرانيون سفارة السعودية فى طهران وقنصليتها فى مشهد فى عام ٢٠١٦ احتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعى السعودى نمر النمر.

البلدان اتفقا أيضا على احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية وتفعيل اتفاقية التعاون الأمنى الموقعة بينهما عام ٢٠٠١، وكذلك إعادة تفعيل اتفاقية التعاون فى مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار الموقعة عام ١٩٩٨، وبذل كل الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمى والدولى.

مساعد العيبان قال إن السعودية حرصت على فتح صفحة جديدة تقوم على الالتزام بالمواثيق والأعراف الدولية وتتمسك بمبادئ حسن الجوار والحوار والدبلوماسية لحل الخلافات.

وكشف العيبان أن البلدين أجريا مباحثات مهمة فى بكين بحثا خلالها مراجعة مستفيضة لمسببات الخلافات والسبل الكفيلة لعلاجها وكان لافتا أن العيبان توجه بالشكر لعلى شمخانى «وأعضاء الوفد الإيرانى الشقيق».

أما حسين عبداللهيان وزير الخارجية الإيرانى فقال إن استئناف العلاقات يوفر إمكانيات كبيرة للبلدين والمنطقة وأن الجهاز الدبلوماسى الإيرانى يعمل بنشاط نحو إعداد المزيد من الخطوات الإقليمية، وهو كلام شديد الأهمية وقد يعنى أن إيران أدركت أن مكاسب حسن الجوار أكبر كثيرا من التوتر المستمر والتدخل فى شئون دول المنطقة.

قرأت لخبراء كثيرين تحليلهم لهذه الخطوة المهمة، وأعجبنى ما قاله السياسى الكبير عمرو موسى، وزير الخارجية والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، حينما كتب على صفحته قائلا: «هذه خطوة استراتيجية تشير إلى فكر استراتيجى متقدم وقدرة على الالتفاف السريع بما تقتضيه مصلحة دول المنطقة، وسوف نرى آثار ذلك فى أكثر من بقعة مرتبطة مثل لبنان والعراق وسوريا واليمن والمغرب العربى، وإذا صحت هذه التوقعات أو بعضها فسوف تدخل المنطقة مرحلة مختلفة من التنسيق والتفاهم ومن القوة الفاعلة فيها، وطرح أولويات مختلفة يضطر آخرون للهاث وراءها، ولا شك أن واشنطن فوجئت بهذا التطور الكبير الذى أحدثته السياسة الصينية بالتوسط بنجاح بين العدو رقم واحد للسياسة الأمريكية الحالية «إيران» والصديق المقرب لهذه السياسة وهو «السعودية» وهذا التطبيع السعودى ــ الإيرانى تطبيع إيجابى.

انتهى كلام السيد عمرو موسى وفى ظنى أن هناك نقاطا كثيرة جديرة بالبحث والتأمل ومنها الدور الصينى المتصاعد فى المنطقة ومحاولته ملء الفراغ الأمريكى، وكيف سترد واشنطن على هذه الخطوة، وتأثير المصالحة على الملفات الملتهبة فى المنطقة مثل لبنان وسوريا واليمن وملف الخلاف السنى ـ الشيعى والعلاقات الإسرائيلية الخليجية ومصير الملف النووى الإيرانى، ومن الكاسب ومن الخاسر من وراء هذه الخطوة العملاقة، وأخيرا: هل ستعود العلاقات المصرية ـ الإيرانية قريبا؟!

كل ما سبق أسئلة مهمة جدا تحتاج إلى نقاش هادئ وموضوعى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قنبلة عودة العلاقات السعودية الإيرانية قنبلة عودة العلاقات السعودية الإيرانية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon