توقيت القاهرة المحلي 19:16:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا نقول للشباب عن نصر أكتوبر؟

  مصر اليوم -

ماذا نقول للشباب عن نصر أكتوبر

بقلم : عماد الدين حسين

هل هناك جديد لم يقال عن حرب أكتوبر المجيدة التى انتصرت فيها مصر وسوريا على العدو الإسرائيلى، الذى كان يقول عن نفسه إنه لا يقهر؟!
الجديد ربما يكون موجودا لدى من عاصروا هذه الحرب، ولم يدلوا بشهاداتهم بعد، ربما يكون أيضا فى أدراج شديدة الإغلاق داخل بعض المقرات فى دول المنطقة.
لكن أظن أن الجديد الذى يفترض أن نقوله ونكرره دائما للأجيال الجديدة، هو الحكمة الخالدة ومفادها أننا قادرون على تحقيق النصر، ليس فقط فى الحرب ولكن فى التنمية والتقدم طالما أخذنا بالأسباب.
حينما اندلعت حرب أكتوبر كان عمرى تسع سنوات فقط، وما أتذكره أننى ذهبت إلى المدرسة صباحا، ودخلت إلى الصف الثالث الابتدائى فى مدرستى بقرية التمساحية الابتدائية المشتركة بمركز القوصية بأسيوط، وحينما بدأت الحرب قالوا لنا فى المدرسة: «عودوا إلى بيوتكم ولا ترجعوا للمدرسة إلا حينما نخبركم».
الذين ولدوا بعد ٦ أكتوبر ١٩٧٣، عمرهم الآن ٤٧ عاما، أى أنهم لم يدركوا مرارة هزيمة يونيو ١٩٦٧، ولم يشعروا أو يجربوا مهانة الاحتلال الصهيونى لشبه جزيرة سيناء، والجولان والضفة الغربية وغزة والقدس.
هؤلاء ولدوا وكبروا وهم يسمعون أغانى الانتصار فى ١٩٧٣، لكن أظن أن الجيل الجديد ــ الذى يتعرض لدعايات متتالية فى الداخل والخارج تقول له إن إسرائيل هى الأفضل والأغنى والأقوى والأكثر تقدما فى كل المجالات ــ يحتاج لاستخلاص العبر والدروس المهمة جدا من حرب أكتوبر، خصوصا أنها الحرب العربية النظامية الرئيسية الوحيدة التى انتصر فيها المصريون والعرب على إسرائيل منذ نكبة مايو ١٩٤٨.
الجيل العربى الجديد المفتون بالغرب وأحيانا بإسرائيل، ومعظمهم يحلم ليل نهار بترك المنطقة والهجرة إلى الولايات المتحدة أو أوروبا أو أستراليا، لا نستطيع أن نلوم هذا الجيل فهو يعيش واقعا عربيا مأزوما ومأساويا، ولكن نلوم أنفسنا، لأننا لم نقدم له نموذجا مغريا يجعله يتمسك بوطنه، وصارت الصورة الأكثر تعبيرا عن مأساة هذه الأمة، هى قوارب المهاجرين المتجهة من السواحل العربية إلى السواحل الأوروبية، وبعض هؤلاء يتحول إلى وجبة دسمة للأسماك الضخمة فى البحر المتوسط.
ما هى الرسالة التى يجب أن ننقلها للأجيال الجديدة ونحن نحكى لهم عن حرب أكتوبر؟!
نحتاج أن نقول لهذا الجيل الجديد، إن النجاح والتفوق والانتصار على إسرائيل وعلى أى عدو غيرها ممكن ووارد جدا. طالما تم اتباع نفس القواعد والخطط التى جعلتنا ننتصر على إسرائيل.
من المهم أن نقول لهم إن القوات المسلحة المصرية تمكنت من إعادة تنظيم نفسها بسرعة قياسية بعد الهزيمة المؤلمة فى يونيو ١٩٦٧، بل وبدأت حرب الاستنزاف مع العدو بعد أيام قليلة من الهزيمة.
مصر لجأت إلى العمل والعلم بعد الهزيمة، وجندت الحاصلين على الشهادات الجامعية، والجميع اندمج فى فكرة واحدة وهى ضرورة تحرير الأرض من دنس المحتل.
قرأنا عن بطولات فردية كثيرة من أول «الشفرة النوبية» التى اخترعها المجند إدريس عليه رحمة الله، نهاية بصاحب فكرة استخدام خراطيم المياه لهدم خط بارليف باقى زكى يوسف، مرورا بمئات وآلاف البطولات الفردية الكبيرة.
نحتاج أن نقول للجيل الجديد إننا حينما أوكلنا الأمر للكفاءات وأهل الخبرة وليس أهل الثقة انتصرنا.
ونحتاج أن نقول لهم إن الشعب كله ضحى بالكثير من أجل هذا الانتصار، الذى لم يكن ليتحقق لولا هذا الصبر.
نحتاج أن نقول لهم إن التخطيط والاستعداد والجهد والتعب والتضحيات هى أثمان طبيعية للانتصار، وأنه لا يوجد انتصار مجانى من دون ثمن.
نحتاج أن نقول لهم، إنه حينما شهدنا تضامنا عربيا معقولا، حققت الأمة العربية انتصارا مهما، وبدأت تبرز قوة التضامن العربى خصوصا فى وقف تصدير البترول للدول التى تدعم إسرائيل ولذلك كان مفهوما أن تحاول إسرائيل ومن يساندها أن تخرب العلاقات العربية البينية بكل الطرق.
نحتاج أن نقول للشباب العربى صغير السن إنه لا شىء مستحيل طالما خلصت النوايا، وتوافرت الظروف الموضوعية المناسبة.
تحية تقدير وإجلال واحترام لكل من ساهم فى انتصار أكتوبر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا نقول للشباب عن نصر أكتوبر ماذا نقول للشباب عن نصر أكتوبر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon