توقيت القاهرة المحلي 05:19:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما يصرخ الأمريكيون من أسعار الوقود!!

  مصر اليوم -

عندما يصرخ الأمريكيون من أسعار الوقود

بقلم: عماد الدين حسين

فى الأيام الماضية حفلت وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الإخبارية بالعديد من الفيديوهات التى توضح غضبا كثيرا من الأمريكيين من الارتفاعات القياسية لأسعار الوقود.
واحد من هذه الفيديوهات لسيدة أمريكية غاضبة جدا، تسب وتلعن وتقول إن «تفويل» أو تزويد سيارتها بالوقود صار يكلفها ٩٨ دولارا بعد أن كان يكلفها عشرين دولارا فقط، وهى محتارة، هل تنفق ما لديها من أموال على الوقود أم على شراء الطعام لأسرتها؟!!.
هى تهاجم بشدة من تعتقد أنهم يسرقون الشعب ويراكمون الثروات خصوصا المديرين التنفيذيين على حساب غالبية الفقراء.
لماذا كثرت هذه الفيديوهات التى تنقل غضب الأمريكيين فى الأيام الأخيرة؟.
لأنه وبحسب بيانات الجمعية الأمريكية لسائقى السيارات فإن سعر الوقود حقق ارتفاعا قياسيا يوم السبت الماضى بأكثر من خمسة دولارات للجالون الواحد من البنزين الممتاز، والجالون «٣٫٧٨ لتر» مرتفعا بنسبة ٦٢٪ فى حين كان سعره قبل عام ٣٫٠٧٧ دولار، والتقديرات أنه قد يقفز فوق حاجز الدولارات الستة.
وبحسب بيانات رسمية فإن أسعار الطاقة ارتفعت فى البلاد فى مايو الماضى بنسبة ٣٤٫٦ مقارنة بمايو من العام الماضى، وهو ما ساهم فى زيادة أسعار الاستهلاك بنسبة ٨٫٦٪ على أساس سنوى، وهو أعلى ارتفاع منذ ٤١ عاما، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة زادت على ١٠٪، إضافة إلى ارتفاعات مماثلة فى أسعار المساكن والمركبات والخدمات الصحية.
طبقا لما نشرته صحيفة النيويورك تايمز فإن متوسط ما يدفعه المواطن الأمريكى لتلبية احتياجاته من الوقود ارتفع إلى ٤٥٠ دولارا شهريا بزيادة ١٠٠ دولار، عما كان موجودا فى عام ٢٠٢٠.
خبراء الطاقة يقولون إن كل سنت زيادة فى أسعار البنزين، يكلف الأمريكيين ٤ ملايين دولار إضافية فى اليوم الواحد، وأن الارتفاع المستمر فى الأسعار أدى إلى تسارع وتيرة التضخم لتسجل فى مايو الماضى ٨٫٦٪ وهو أعلى مستوى منذ دديسمبر ١٩٨١.
ومن الواضح أن الحرب الروسية الأوكرانية هى العامل الأساسى، إضافة إلى تداعيات فيروس كورونا وأسباب أخرى.
أمريكا هى أكبر منتج للبترول والغاز، لكنها لا تعطى الوقود للناس مجانا، أو حتى بأسعار قليلة. والرابح الأكبر من ارتفاع الأسعار هى الشركات الأمريكية الخاصة المنتجة، وليس الحكومة.
وبالتالى فإن المتضرر الأكبر هو عموم المواطنين الأمريكيين، خصوصا بعد أن قفز سعر البرميل من خام برنت إلى ما فوق ١٢٥ دولارا للبرميل وأقل منه ببضعة دولارات خام غرب تكساس الأمريكى المصنف فى بورصة نايمكس.
السؤال ما هو الهدف من كل الكلام السابق؟
الإجابة ببساطة أن استمرار ارتفاع الطاقة هو أسوأ خبر ليس فقط للمواطنين الأمريكيين، ولكن لإدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، لأن هذا التطور الخطير يأتى قبل شهور قليلة من انتخابات التجديد النصفى لانتخابات الكونجرس المقررة فى نوفمبر المقبل.
ارتفاع أسعار الوقود ومعه غالبية الأسعار خصوصا السكن والغذاء والرعاية الصحية، سيعنى أن الناخبين الأمريكيين قد يعاقبون الإدارة الدبمقراطية الحالية، ويصوتون لصالح الحزب الجمهورى».
ومن سوء حظ الديمقراطيين أنه مع موسم الصيف يتوقع تزايد استهلاك الوقود، إضافة إلى أن عددا كبيرا منهم يستخدم السيارات ذات الدفع الرباعى، التى تستهلك المزيد من الوقود، والأسوأ أن بايدن نفسه لا يملك الكثير ليفعله باستثناء مهاجمة شركات النفط التى تهدف حسب قوله إلى مراكمة الأرباح الهائلة، ودعا المواطنين الأمريكية إلى التكيف مع الأوضاع، لأن معدلات التضخم ستستمر مرتفعة لفترة طويلة.
نفس الأمر تقريبا تكرر فى بريطانيا وحسب ما نقلته صحيفة التايمز، فإن وتيرة الارتفاع صعدت لأعلى مقارنة بسلع أخرى فى السنوات الـ17 الماضية، وبلغ سعر لتر الوقود جنيهين تقريبا.
ونقلا عن رابطة سائقى السيارات فإن لتر البنزبن ارتفع خلال أسبوع واحد قرابة بنسين، وإذا استمر نفس المعدل فسيقوم السائقون قريبا بدفع نحو 100 جنيه لملء خزان وقود يتسع لنحو 55 لترا.
السؤال إذا كان ذلك يحدث فى أمريكا الدولة الأقوى والأغنى عالميا وكذلك بريطانيا، فكيف يمكن تصور الأوضاع فى البلدان الأخرى النامية والفقيرة وغير المنتجة للنفط والمستوردة لمعظم احتياجاتها؟!
والأهم هل لذلك علاقة وتأثير على منطقة الشرق الأوسط؟
الإجابة نعم، وبايدن سيكون مضطرا إلى سحب كل كلامه السابق، عن السعودية ومحمد من سلمان، لعل وعسى تزيد السعودية إنتاجها من النفط فتنخفض الأسعار ويقل منسوب غضب المواطنين، وتلك قضية مهمة سنعود لمناقشتها لاحقا إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يصرخ الأمريكيون من أسعار الوقود عندما يصرخ الأمريكيون من أسعار الوقود



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 04:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
  مصر اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon