الشرط الأساسى لنجاح منتدى الشباب

سيحقق منتدى الشباب العالمى ــ الذى سيبدأ اليوم فى شرم الشيخ ــ نجاحا منقطع النظير، إذا تمكن من تحقيق الهدف الأساسى وهو توصيل مناقشاته ورسالته إلى أكبر عدد من الشباب المصرى ولشباب المنطقة.
جدول أعمال الدورة الرابعة للمنتدى متخم ومتنوع، ووصول أفكاره ومعانيه للشباب أمر فى غاية الأهمية، ولذلك فالسؤال الجوهرى هو: كيف تصل الرسالة واضحة لمن يهمه الأمر.
الموضوعات التى سيناقشها المنتدى فى هذه الدورة تنطلق من المحاور الرئيسية الثلاثة للمنتدى وهى السلام والإبداع والتنمية.
هناك ورش عمل تحضيرية، إضافة للجلسات الرئيسية للمؤتمر فى أيامه الأربعة الرسمية.
الموضوعات المطروحة للنقاش متنوعة، ومعظمها مرتبط بصورة أو بأخرى بتداعيات كورونا وتحوراتها وآثارها على جميع المجالات.
أحد الموضوعات الرئيسية المطروحة هو سبل مواجهة التغيرات المناخية بعد انعقاد مؤتمر جلاسجو أو «كوب ٢٦». أهمية هذه الجلسة أنها يفترض أن تكون ضربة البداية للاستعداد المصرى للحدث الكبير والمهم، وهو انعقاد المؤتمر الدولى الكبير
«كوب ٢٧» للدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخى.
يفترض أن هذا المؤتمر سيكون علامة مهمة على الجهود العالمية فى مواجهة آثار التغير المناخى خصوصا فى ظل الإخفاقات الدولية المتتالية فى معالجة هذه الظاهرة الخطيرة على الكوكب بأكمله.
ومن المتوقع أن تطرح هذه الجلسة وغيرها أفكارا مختلفة تساعد فى نجاح
«كوب ٢٧» فى الخريف المقبل بشرم الشيخ.
وليس بعيدا عن آثار التغيرات المناخية استدامة الأمن المائى، وهو موضوع يهم العديد من بلدان العالم وفى مقدمتها مصر، خصوصا فى ظل التعنت الإثيوبى لعدم التوصل لاتفاق قانونى ملزم بشأن إدارة وتشغيل سد النهضة، إضافة إلى التأثيرات المناخية على سقوط الأمطار بصورة طبيعية والجفاف الذى تتعرض له العديد من مناطق العالم التى كانت مطيرة وصارت جافة.
وسوف يكون هناك نقاش عن مستقبل الطاقة بالنظر إلى أزمة الطاقة العالمية التى رفعت أسعار البترول والغاز ومشتقات الوقود إلى أسعار قياسية منذ سنوات طويلة، وهذا الموضوع مرتبط أيضا بالتغيرات المناخية فى ظل وجود مطالبات عالمية بالاعتماد على الوقود النظيف الناتج عن الطاقة الجديدة والمتجددة مثل الشمس والرياح، وليس الوقود الأحفورى المتسبب الرئيسى فى أزمة الانبعاثات الكربونية المسئول الأساسى عن التغيرات المناخية.
سيكون هناك نقاش أيضا عن التجارب التنموية فى مواجهة الفقر، وبالنظر إلى الأزمة الاقتصادية التى تضرب العالم لأسباب مختلفة منها الصراع الصينى الأمريكى وأزمة الإمدادات العالمية وموجة التضخم العاتية وارتفاع أسعار الطاقة.
ستكون هناك جلسة مهمة جدا عن مستقبل الرعاية الصحية والتداعيات السلوكية والنفسية فى عالم ما بعد كورونا. هذا موضوع يهم كل بلدان العالم التى انكوت بنار الفيروس، وما تزال تعانى منه حتى الآن.
سيكون هناك نقاش عن جائحة كورونا كإنذار للإنسانية وفى نفس الوقت يمثل أملا جديدا لها.
يرتبط بهذا الأمر مراجعة الأهداف الأممية للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، وكيف ينظر شباب هذه الأيام والجيل القادم لعالم ما بعد الجائحة.
ستكون هناك موضوعات أخرى عن السلم والأمن العالمى، وإعادة إعمار مناطق ما بعد الصراع، ومنها قطاع غزة المجاور لسيناء مباشرة، وخصوصا فى ظل الدور المصرى بعد تبرع مصر بنصف مليار دولار لإعمار القطاع، فى أعقاب العدوان الإسرائيلى قبل شهور.
ونقاش آخر عن التحول الرقمى وتأثيره على مختلف سبل الحياة ومستقبل التكنولوجيا المالية والأسواق الناشئة خصوصا فى ظل الأزمات التى ضربت هذه الأسواق ومنها تركيا وجنوب إفريقيا ومستقبل القارة الإفريقية.
وهناك أيضا منطقة ريادة الأعمال ومسرح شباب العالم وساحة الابتكار والإبداع من خلال لغة التكنولوجيا، ونموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وبناء عالم آمن وشامل للمرأة.
وسيتم التركيز على مبادرة «حياة كريمة» باعتبارها نموذجا مهما فى التنمية الريفية والعدالة الاجتماعية لأكبر عدد ممكن من السكان.
وأخيرا نقاشات مهمة عن إعلاء القيم الإنسانية وصناعة الفن والإبداع.
موضوعات كثيرة ومهمة تشغل بال غالبية سكان العالم، ولو تمكن المنتدى من إيصال هذه الرسالة لأكبر عدد ممكن من الشباب فسيكون قد حقق نجاحا كبيرا وحقق هدفه الأسمى وهو تحوله إلى منصة للحوار والتفاعل بين شباب العالم.