توقيت القاهرة المحلي 07:11:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السوشيال ميديا التي صارت توجهنا

  مصر اليوم -

السوشيال ميديا التي صارت توجهنا

بقلم: عماد الدين حسين

وصلة رقص معلمة الدقهلية التى هزت الرأى العام، وانتحار بسنت فتاة كفر الزيات بسبب فيديو مفبرك، قضيتان شغلتا الرأى العام عموما، ووسائل التواصل الاجتماعى خصوصا فى الأيام الماضية.
لن أتحدث اليوم عن مضمون ما حدث فى القضيتين، لكن سأتحدث عن الدور الخطير الذى صارت تلعبه السوشيال ميديا فى توجيه وقيادة الرأى العام، بل وتحديد جدول أعماله وكيف يفكر وكيف يتحرك.
البعض يصل به الأمر للقول إنه حتى لو كانت هناك قضية خطيرة حدثت بالفعل، لكن لم تتناولها وسائل التواصل الاجتماعى، فهى لم تحدث، لأنه لا أحد سيتحدث عنها أو ينشغل بها.
فيما يتعلق بالشكل فى قضية معلمة الدقهلية، فهى كانت ترقص مع مجموعة من زملائها يقومون برحلة نيلية فى القاهرة، هى لم ترقص فى المدرسة أو فى مكان مفتوح للجميع، لكن الذى حدث أن أحد الحاضرين «الأشرار»، قام بتصويرها ووضع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعى.
لو أن الفيسبوك غير موجود، فلم يكن المجتمع ليعرف أو يشعر بهذه القضية أصلا. وفى حالة عدم وجود موبايل، فلم يكن من قام بتصويرها ليستطيع أن يفعل ذلك، وحتى إذا صور بكاميرا عادية فإن حدود انتشار الصور أو الفيديو، لم تكن تتعدى حدود المعارف والأصدقاء الذين حضروا الواقعة، أو على صلة مباشرة بالموضوع. لكن انتشار هذه الوسائل بين قطاعات واسعة من الناس، جعلت الجميع يعرف بالقصة ويعلق عليها موافقا أو رافضا بل إن المصريين المهاجرين والعاملين فى أقصى بقاع الأرض عرفوا بالقصة وتفاعلوا معها مما دمر حياة هذه المعلمة وجعل زوجها يطلقها.
نفس الأمر يمكن إسقاطه على حادث الفتاة بسنت ذات الـ١٧ عاما والتى انتحرت فى كفر الزيات بالغربية بعد أن حاول أحد الأشخاص ابتزازها بصور مفبركة بعد أن رفضت ابتزازه بمقابلته غراميا.
هى قالت فى فيديو حديث: «ماما يا ريت تفهمينى، أنا مش البنت دى فى الفيديو، ودى صور مفبركة والله العظيم وقسما بالله دى ما أنا، يا ماما أنا بنت صغيرة، مستهلش اللى بيحصلى ده، أنا جالى اكتئاب».
هل كان يفترض بأهل بسنت أن يساندوها بصورة أكبر ويقفوا بجانبها حتى يتأكدوا من حقيقة الفيديو.؟. هذا موضوع جدلى وشائك ويحتاج نقاشا موسعا نظرا لأهميته، لكن نعود لموضوعنا اليوم، وهو دور وسائل التواصل الاجتماعى الخطير فى هذه الجريمة، بل إن هذه الوسائل هى الفاعل الأصلى فى الجريمة بلغة القانون.
التكنولوجيا مهمة جدا، وأسدت للبشرية خدمات جليلة، وسهلت التواصل والاتصالات ووفرت الوقت والجهد والمال، لكن لها دور خطير وقاتل أحيانا.
يستطيع أى شخص معه موبايل عادى، وباقة بجنيهات قليلة أن يقوم بتركيب وجوه لأشخاص أبرياء على أجساد أخرى لفتيات ليل فى أوضاع مخلة جدا، ثم بضغطة زر يدمر هذا الأحمق المجنون حياة أفراد وأسر كاملة.
قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعى، كان الابتزاز موجودا بخطابات بريدية أو بصور فوتوغرافية، لكن على نطاق ضيق جدا لا يعرف به إلا المبتز وضحيته وأقاربها، وكان الموضوع ينتهى بهدوء إلى حد كبير، مقارنة بالفضيحة التى يتعرض لها الضحية الآن، ويصل الأمر إلى حد الانتحار كما حدث مع بسنت يرحمها الله أو طلاق المعلمة.
فى حالة معلمة الدقهلية فإن من قام بتصويرها خلسة وبث هذا المقطع على وسائل التواصل الاجتماعى مجرم فى نظر القانون.
وفى حالة بسنت فإن المبتز مؤثم قانونا سواء فى العصر الرقمى أو العصر الحجرى، لأن جريمته ثابتة فى كل الأحوال.
المطلوب حملات توعية كثيرة للشباب وللناس عموما بشأن الجرائم الإلكترونية والمطلوب مزيد من وعى الناس بالجانب الأكثر إظلاما للسوشيال ميديا التى ألغت الخصوصية تقريبا وجعلتنا جميعا عراة أو شبه عراة فى المجتمع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السوشيال ميديا التي صارت توجهنا السوشيال ميديا التي صارت توجهنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon