توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السوشيال ميديا التي صارت توجهنا

  مصر اليوم -

السوشيال ميديا التي صارت توجهنا

بقلم: عماد الدين حسين

وصلة رقص معلمة الدقهلية التى هزت الرأى العام، وانتحار بسنت فتاة كفر الزيات بسبب فيديو مفبرك، قضيتان شغلتا الرأى العام عموما، ووسائل التواصل الاجتماعى خصوصا فى الأيام الماضية.
لن أتحدث اليوم عن مضمون ما حدث فى القضيتين، لكن سأتحدث عن الدور الخطير الذى صارت تلعبه السوشيال ميديا فى توجيه وقيادة الرأى العام، بل وتحديد جدول أعماله وكيف يفكر وكيف يتحرك.
البعض يصل به الأمر للقول إنه حتى لو كانت هناك قضية خطيرة حدثت بالفعل، لكن لم تتناولها وسائل التواصل الاجتماعى، فهى لم تحدث، لأنه لا أحد سيتحدث عنها أو ينشغل بها.
فيما يتعلق بالشكل فى قضية معلمة الدقهلية، فهى كانت ترقص مع مجموعة من زملائها يقومون برحلة نيلية فى القاهرة، هى لم ترقص فى المدرسة أو فى مكان مفتوح للجميع، لكن الذى حدث أن أحد الحاضرين «الأشرار»، قام بتصويرها ووضع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعى.
لو أن الفيسبوك غير موجود، فلم يكن المجتمع ليعرف أو يشعر بهذه القضية أصلا. وفى حالة عدم وجود موبايل، فلم يكن من قام بتصويرها ليستطيع أن يفعل ذلك، وحتى إذا صور بكاميرا عادية فإن حدود انتشار الصور أو الفيديو، لم تكن تتعدى حدود المعارف والأصدقاء الذين حضروا الواقعة، أو على صلة مباشرة بالموضوع. لكن انتشار هذه الوسائل بين قطاعات واسعة من الناس، جعلت الجميع يعرف بالقصة ويعلق عليها موافقا أو رافضا بل إن المصريين المهاجرين والعاملين فى أقصى بقاع الأرض عرفوا بالقصة وتفاعلوا معها مما دمر حياة هذه المعلمة وجعل زوجها يطلقها.
نفس الأمر يمكن إسقاطه على حادث الفتاة بسنت ذات الـ١٧ عاما والتى انتحرت فى كفر الزيات بالغربية بعد أن حاول أحد الأشخاص ابتزازها بصور مفبركة بعد أن رفضت ابتزازه بمقابلته غراميا.
هى قالت فى فيديو حديث: «ماما يا ريت تفهمينى، أنا مش البنت دى فى الفيديو، ودى صور مفبركة والله العظيم وقسما بالله دى ما أنا، يا ماما أنا بنت صغيرة، مستهلش اللى بيحصلى ده، أنا جالى اكتئاب».
هل كان يفترض بأهل بسنت أن يساندوها بصورة أكبر ويقفوا بجانبها حتى يتأكدوا من حقيقة الفيديو.؟. هذا موضوع جدلى وشائك ويحتاج نقاشا موسعا نظرا لأهميته، لكن نعود لموضوعنا اليوم، وهو دور وسائل التواصل الاجتماعى الخطير فى هذه الجريمة، بل إن هذه الوسائل هى الفاعل الأصلى فى الجريمة بلغة القانون.
التكنولوجيا مهمة جدا، وأسدت للبشرية خدمات جليلة، وسهلت التواصل والاتصالات ووفرت الوقت والجهد والمال، لكن لها دور خطير وقاتل أحيانا.
يستطيع أى شخص معه موبايل عادى، وباقة بجنيهات قليلة أن يقوم بتركيب وجوه لأشخاص أبرياء على أجساد أخرى لفتيات ليل فى أوضاع مخلة جدا، ثم بضغطة زر يدمر هذا الأحمق المجنون حياة أفراد وأسر كاملة.
قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعى، كان الابتزاز موجودا بخطابات بريدية أو بصور فوتوغرافية، لكن على نطاق ضيق جدا لا يعرف به إلا المبتز وضحيته وأقاربها، وكان الموضوع ينتهى بهدوء إلى حد كبير، مقارنة بالفضيحة التى يتعرض لها الضحية الآن، ويصل الأمر إلى حد الانتحار كما حدث مع بسنت يرحمها الله أو طلاق المعلمة.
فى حالة معلمة الدقهلية فإن من قام بتصويرها خلسة وبث هذا المقطع على وسائل التواصل الاجتماعى مجرم فى نظر القانون.
وفى حالة بسنت فإن المبتز مؤثم قانونا سواء فى العصر الرقمى أو العصر الحجرى، لأن جريمته ثابتة فى كل الأحوال.
المطلوب حملات توعية كثيرة للشباب وللناس عموما بشأن الجرائم الإلكترونية والمطلوب مزيد من وعى الناس بالجانب الأكثر إظلاما للسوشيال ميديا التى ألغت الخصوصية تقريبا وجعلتنا جميعا عراة أو شبه عراة فى المجتمع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السوشيال ميديا التي صارت توجهنا السوشيال ميديا التي صارت توجهنا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon