توقيت القاهرة المحلي 06:24:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إصابات كورونا تزيد أم تقل؟

  مصر اليوم -

إصابات كورونا تزيد أم تقل

بقلم: عماد الدين حسين

ما هو حجم الإصابات الحقيقى لفيروس كورونا فى مصر؟
سؤال يصعب تقديم إجابة حاسمة عليه، لكن يمكن الاستناد إلى بعض المؤشرات الواضحة. صباح يوم الأربعاء الماضى ذهبنا لحضور المنتدى العالمى للتعليم العالى والبحث العلمى، بالعاصمة الإدارية الجديدة، لدى دخولنا من باب الفندق كان مطلوبا من كل شخص أن يجرى مسحة كاملة من الأنف للتأكد من خلوه من فيروس كورونا، وليس مجرد «الرابيد تيست» أو الاختبار السريع الذى قد لا يكون كافيا للتأكد من وجود الفيروس من عدمه.
وقفنا طابورا، وحينما حل دورى وأجريت المسحة كان رقمى ٨٦، وكان معى الأستاذان نشأت الديهى وأكرم القصاص.
بعد خمس دقائق من إجراء المسحة أخبرنى الطبيب بأن نتيجة مسحتى سلبية. سألته كم عدد من تم اكتشاف إصابتهم بالفيروس؟ فكانت إجابته: واحد فقط.
حينما دخلت إلى الصالون الملحق بقاعة الفندق قبل بدء المؤتمر وجدت مجموعة من الزملاء الإعلاميين والمسئولين وكان بينهم الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الجديد باسم وزارة الصحة، والذى عاد للمنصب بعد أن شغله سنوات طوالا، قلت له إنه من بين نحو ٩٠ شخصا تم إجراء المسحات لهم كانت هناك إصابة واحدة فقط، فرد على مبتسما بقوله: هذا دليل عملى على صحة البيانات التى تصدرها وزارة الصحة منذ بداية الجائحة.
قلت له ضاحكا أيضا: لا أظن ذلك!!!.
وبعيدا عن هذه المداعبة، فإن السؤال: هل هذه النتيجة يمكن اعتبارها عينة عشوائية حقيقية لحجم الإصابات بفيروس كورونا فى مصر؟!
إجابتى هى: «لا». وهذه الإجابة لا تعنى التشكيك فى بيانات وزارة الصحة، لأن عددا كبيرا من مسئولى الوزارة قالوا أكثر من مرة إن ما يتم إعلانه من بيانات يومية لا يعبر بالضرورة عن حجم الإصابات، بل إن أحد كبار المسئولين بالوزارة قال قبل شهور إن العدد الحقيقى قد يكون عشرة أمثال ما يتم إعلانه من بيانات يومية. وظنى أنه حتى لو كانت الإصابات عشرة أمثال فإنها تظل معقولة مقارنة بالعديد من بلدان العالم.
لا يعنى ذلك التشكيك فى بيانات وزارة الصحة لكن الأمر ببساطة أن هذه البيانات تعكس فقط العدد الذى تقوم مستشفيات وزارة الصحة بإجراء المسحات لهم.
ونعلم جميعا أن الموارد المالية القليلة لا تجعلنا نقوم بالتوسع فى عمليات الفحص والتشخيص، على نطاق واسع كما تفعل الدول المتقدمة والغنية. لكن ربما تكون النسبة الأكثر صوابا هى عدد الوفيات، وحتى هذا العدد لا يمثل الحقيقة الكاملة لأن بعض المصريين يموت متأثرا بفيروس كورونا من دون أن يكون قد أجرى المسحة أو حتى ذهب إلى مستشفى حكومى أو خاص.
النقطة الثانية أن العينة التى تم إجراء المسحات لها قد لا تكون ممثلة فعلا بالتعبير العلمى والإحصائى لأن معظمهم ــ إن لم يكن كلهم ــ قد حصلوا على أحد لقاحات فيروس كورونا، وبالتالى فالمناعة لديهم قوية إلى حد ما.
ما أريد قوله من وراء كل ذلك هو أنه لا يمكن إغفال أن هناك اصابة واحدة بين نحو ٩٠ فردا، فالحقيقة المؤكدة التى يمكن أن نخرج بها هى أن نسبة الاصابة قليلة جدا، وأن اللقاحات مهمة جدا وتمنع إلى حد كبير من الإصابة بالفيروس اللعين، وحتى إذا أصيب من تلقى اللقاح فإن الأعراض تكون أقل حدة ونسبة الوفيات أقل وأقل، طبقا لما يقوله كل خبراء منظمة الصحة العالمية والمتخصصون فى هذا المجال.
وأخشى أن يفهم من كل كلامى السابق أننى أدعو إلى التساهل باعتبار أن الإصابات تتراجع، فالحقيقة عكس ذلك وقد يكون هناك سبب لا نعرفه بوضوح حتى الآن يفسر لنا قلة عدد الإصابات فى مصر، لكن هناك المتحور دلتا والمتحور الإفريقى الجديد «أومكرون» الذى ينتشر بسرعة شديدة فى عدد كبير من بلدان العالم، ثم إن الإصابات لاتزال موجودة وكذلك الوفيات، وبالتالى فالحرص واجب تماما، واتباع الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعى يظل أمرا فى غاية الأهمية حتى نتأكد تماما أن الخطر قد زال، خصوصا أن غالبية المصريين بدأوا فى هجران الكمامة، ويتعاملون وكأن الفيروس قد اختفى تماما، وهو أمر غير صحيح.
نحن الآن فى عز الشتاء وفرص الإصابات أكثر كما حدث فى العام الماضى حينما عرفنا كورونا للمرة الأولى، وبالتالى وجب إعادة التنبيه على الجميع بضرورة الحذر حتى نطمئن تماما أن الاصابات قد تراجعت بالفعل، وليس فقط بين عينة التسعين شخصا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصابات كورونا تزيد أم تقل إصابات كورونا تزيد أم تقل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon