توقيت القاهرة المحلي 10:27:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إصابات كورونا تزيد أم تقل؟

  مصر اليوم -

إصابات كورونا تزيد أم تقل

بقلم: عماد الدين حسين

ما هو حجم الإصابات الحقيقى لفيروس كورونا فى مصر؟
سؤال يصعب تقديم إجابة حاسمة عليه، لكن يمكن الاستناد إلى بعض المؤشرات الواضحة. صباح يوم الأربعاء الماضى ذهبنا لحضور المنتدى العالمى للتعليم العالى والبحث العلمى، بالعاصمة الإدارية الجديدة، لدى دخولنا من باب الفندق كان مطلوبا من كل شخص أن يجرى مسحة كاملة من الأنف للتأكد من خلوه من فيروس كورونا، وليس مجرد «الرابيد تيست» أو الاختبار السريع الذى قد لا يكون كافيا للتأكد من وجود الفيروس من عدمه.
وقفنا طابورا، وحينما حل دورى وأجريت المسحة كان رقمى ٨٦، وكان معى الأستاذان نشأت الديهى وأكرم القصاص.
بعد خمس دقائق من إجراء المسحة أخبرنى الطبيب بأن نتيجة مسحتى سلبية. سألته كم عدد من تم اكتشاف إصابتهم بالفيروس؟ فكانت إجابته: واحد فقط.
حينما دخلت إلى الصالون الملحق بقاعة الفندق قبل بدء المؤتمر وجدت مجموعة من الزملاء الإعلاميين والمسئولين وكان بينهم الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الجديد باسم وزارة الصحة، والذى عاد للمنصب بعد أن شغله سنوات طوالا، قلت له إنه من بين نحو ٩٠ شخصا تم إجراء المسحات لهم كانت هناك إصابة واحدة فقط، فرد على مبتسما بقوله: هذا دليل عملى على صحة البيانات التى تصدرها وزارة الصحة منذ بداية الجائحة.
قلت له ضاحكا أيضا: لا أظن ذلك!!!.
وبعيدا عن هذه المداعبة، فإن السؤال: هل هذه النتيجة يمكن اعتبارها عينة عشوائية حقيقية لحجم الإصابات بفيروس كورونا فى مصر؟!
إجابتى هى: «لا». وهذه الإجابة لا تعنى التشكيك فى بيانات وزارة الصحة، لأن عددا كبيرا من مسئولى الوزارة قالوا أكثر من مرة إن ما يتم إعلانه من بيانات يومية لا يعبر بالضرورة عن حجم الإصابات، بل إن أحد كبار المسئولين بالوزارة قال قبل شهور إن العدد الحقيقى قد يكون عشرة أمثال ما يتم إعلانه من بيانات يومية. وظنى أنه حتى لو كانت الإصابات عشرة أمثال فإنها تظل معقولة مقارنة بالعديد من بلدان العالم.
لا يعنى ذلك التشكيك فى بيانات وزارة الصحة لكن الأمر ببساطة أن هذه البيانات تعكس فقط العدد الذى تقوم مستشفيات وزارة الصحة بإجراء المسحات لهم.
ونعلم جميعا أن الموارد المالية القليلة لا تجعلنا نقوم بالتوسع فى عمليات الفحص والتشخيص، على نطاق واسع كما تفعل الدول المتقدمة والغنية. لكن ربما تكون النسبة الأكثر صوابا هى عدد الوفيات، وحتى هذا العدد لا يمثل الحقيقة الكاملة لأن بعض المصريين يموت متأثرا بفيروس كورونا من دون أن يكون قد أجرى المسحة أو حتى ذهب إلى مستشفى حكومى أو خاص.
النقطة الثانية أن العينة التى تم إجراء المسحات لها قد لا تكون ممثلة فعلا بالتعبير العلمى والإحصائى لأن معظمهم ــ إن لم يكن كلهم ــ قد حصلوا على أحد لقاحات فيروس كورونا، وبالتالى فالمناعة لديهم قوية إلى حد ما.
ما أريد قوله من وراء كل ذلك هو أنه لا يمكن إغفال أن هناك اصابة واحدة بين نحو ٩٠ فردا، فالحقيقة المؤكدة التى يمكن أن نخرج بها هى أن نسبة الاصابة قليلة جدا، وأن اللقاحات مهمة جدا وتمنع إلى حد كبير من الإصابة بالفيروس اللعين، وحتى إذا أصيب من تلقى اللقاح فإن الأعراض تكون أقل حدة ونسبة الوفيات أقل وأقل، طبقا لما يقوله كل خبراء منظمة الصحة العالمية والمتخصصون فى هذا المجال.
وأخشى أن يفهم من كل كلامى السابق أننى أدعو إلى التساهل باعتبار أن الإصابات تتراجع، فالحقيقة عكس ذلك وقد يكون هناك سبب لا نعرفه بوضوح حتى الآن يفسر لنا قلة عدد الإصابات فى مصر، لكن هناك المتحور دلتا والمتحور الإفريقى الجديد «أومكرون» الذى ينتشر بسرعة شديدة فى عدد كبير من بلدان العالم، ثم إن الإصابات لاتزال موجودة وكذلك الوفيات، وبالتالى فالحرص واجب تماما، واتباع الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعى يظل أمرا فى غاية الأهمية حتى نتأكد تماما أن الخطر قد زال، خصوصا أن غالبية المصريين بدأوا فى هجران الكمامة، ويتعاملون وكأن الفيروس قد اختفى تماما، وهو أمر غير صحيح.
نحن الآن فى عز الشتاء وفرص الإصابات أكثر كما حدث فى العام الماضى حينما عرفنا كورونا للمرة الأولى، وبالتالى وجب إعادة التنبيه على الجميع بضرورة الحذر حتى نطمئن تماما أن الاصابات قد تراجعت بالفعل، وليس فقط بين عينة التسعين شخصا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصابات كورونا تزيد أم تقل إصابات كورونا تزيد أم تقل



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 09:41 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة أصالة لجمهورها قبل حفلها في سلطنة عُمان
  مصر اليوم - رسالة أصالة لجمهورها قبل حفلها في سلطنة عُمان

GMT 07:26 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة
  مصر اليوم - بوريل يدعو لإجراء تحقيق شامل حول انتهاكات إنسانية في غزة

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل

GMT 23:14 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

أسعار الحديد في مصر اليوم السبت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon