توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ياسر رزق كما عرفته

  مصر اليوم -

ياسر رزق كما عرفته

بقلم: عماد الدين حسين

فى الأسابيع الأولى من التحاقى بكلية الإعلام جامعة القاهرة فى خريف ١٩٨٢ عرفت ياسر رزق رحمه الله، وظلت صداقتنا ممتدة وراسخة حتى وفاته يوم الأربعاء الماضى.

كلية الإعلام كانت تشغل الدور الرابع والأخير من مبنى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وفيها تعرفنا على الدكتور عمرو الشوبكى، الذى أقنعنا بالانضمام لنادى الفكر الناصرى مع مجموعة من زملاء الكلية منهم إبراهيم عيسى وطلعت إسماعيل ومحمد الغيطى وأسامة خليل وطلاب من كليات أخرى.
وخضنا سويا انتخابات اتحاد الطلاب فى الكلية ضد جماعة الإخوان، التى كانت فى عز صعودها بالجامعة، لأن نطام مبارك تركها تنشط عمليا وحظرها نظريا.
فى هذه الأيام فإن معظمنا كنا «أريافجية»، سواء من بحرى أو الصعيد. ونقيم فى المدينة الجامعية فى بين السرايات.
ياسر ومن السنة الأولى كان متميزا يقرأ كثيرا، ثم بدأ يتدرب فى قسم الحوادث بجريدة «الأخبار»، ووالده فتحى رزق كان مديرا لمكتب الجريدة فى الإسماعيلية، وقبلها كان المراسل الحربى للجريدة، وغطى حرب أكتوبر، كما أن والدته ــ شفاها الله ــ ساهمت فى علاج وتمريض جرحى الحرب، وشقيقه الأصغر خالد هو الآن مدير مكتب الأخبار فى الإسماعيلية.
والد ياسر كان لديه شقة فى امتداد شارع عباس العقاد بحى الزهور بجوار الحديقة الدولية، اشتراها بـ ١٦ ألف جنيه بالتقسيط من هيئة تعاونيات البناء، وكنا نعتبرها «فى آخر بلاد المسلمين»، وتواجهها صحراء جرداء صارت الآن شركة إنبى.
تخرجنا فى الكلية عام ١٩٨٦وحينما انتهينا من أداء الخدمة العسكرية، أصر ياسر على أن نعيش معه بعد وفاة والده، وتلك كانت البداية الفعلية لتأسيس «شلة مدينة نصر» التى نسجت علاقة أخوة وصداقة نادرة ومستمرة حتى الآن.
الذين أقاموا فى الشقة بصفة دائمة أو «المستوطنون» حسب تعبيرى، هم العبد لله ومحمد على خير قبل أن يسافر للعمل فى جريدة «الرياض السعودية»، ثم حاتم محمود المدير الفنى لجريدة «الأخبار»، ومحمد رضوان مدير تحرير «المصرى اليوم» السابق، وإيهاب الجنيدى مدير الإعلانات فى «الأخبار»، وإبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذى لجريدة «التحرير» السابق، وكان يصغرنا بعامين، إضافة لأصدقاء كانوا يترددون بصورة غير منتظمة منهم أحمد عبد الرازق أحد نجوم إذاعة الـ«bbc» بلندن الآن، والإعلامى المعروف طارق الشامى مدير مكتب قناة «الحرة» السابق، والدكتور أحمد محمود المبدع الكبير فى عالم الإخراج الصحفى والفنانان أيمن الشيوى وأحمد عبدالحميد.
طريقة ياسر فى العمل خلال هذه السنوات الأولى، هى التى استمرت معه طوال حياته تقريبا، كان يذهب للعمل متأخرا بصورة تزعج العاملين معه، لكنه يظل ساهرا فى الجريدة حتى نهاية الطبعة الثالثة فى الثانية فجرا أحيانا.
عمل ياسر محررا عسكريا لفترة طويلة، ومن يعرفه جيدا سيدرك أنه كان محبا للقوات المسلحة ومتماهيا معها ومدافعا عنها طوال الوقت، وبعدها صار مراسلا فى رئاسة الجمهورية.
يختلف البعض أو يتفق مع ياسر فى آرائه وأفكاره، لكن أظن أن كل صحفى محترف يعرف أن ياسر كان مهنيا من طراز رفيع أو
«أسطى» بلغة الصنايعية وهو التعبير الذى كان يستخدمه دائما مع العديد من زملائه.
حينما تولى رئاسة تحرير مجلة «الإذاعة والتليفزيون»، وقفز بتوزيعها لأرقام غير مسبوقة، وكذلك فعل مع «الأخبار» حينما تولاها فى الأيام الأخيرة من حكم حسنى مبارك، ثم ذهب لرئاسة تحرير «المصرى اليوم»، وحاربه الإخوان بلا هوداة، وبعد سقوطهم عاد مرة أخرى لرئاسة تحرير الأخبار ومجلس إدارة
«أخبار اليوم» قبل أن يخرج من المنصب فى ٢٠٢٠.
ياسر الذى عرفته من عام ١٩٨٢ وحتى وفاته هو إسماعلاوى لعائلة أصولها سوهاجية، يشجع الزمالك بحرارة وكذلك الإسماعيلى، كريم جدا، ومتسامح، حتى مع الذين يمكن أن يسيئوا إليه، الشر ليس فى طبعه، مثالى إلى حد كبير، وربما هذه الصفة كانت أحد عيوبه أيضا، بمعنى أنه فى بعض الأحيان لا يكون واقعيا، خصوصا أنه كان أيضا عاطفيا جدا.
كان مؤيدا للدولة باقتناع، ولا يتصور نفسه بعيدا عنها.
هو نظيف اليد رغم أنه كان يمكنه تحقيق الثراء الفاحش، وقبل شهور أقسم لى وللصديق محمد على خير أنه مديون بمبالغ كبيرة منذ إجراء عملية إزالة ورم الرئة، وبناء منزل الأسرة على قطعة أرض حصل عليها من مشروعات نقابة الصحفيين.
لكن الصفة الأهم عند ياسر هى أنه إنسان نقى ينهك نفسه فى العمل على حساب بيته وأهله وصحته. وربما كانت الصفة الأخيرة هى السبب الرئيسى فى رحيله المبكر.
يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ياسر رزق كما عرفته ياسر رزق كما عرفته



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon