توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاتحاد الأوروبى فى جامعة أسيوط

  مصر اليوم -

الاتحاد الأوروبى فى جامعة أسيوط

بقلم : عماد الدين حسين

هناك نقاط مضيئة كثيرة فى هذا البلد. إحدى هذه النقاط شاهدتها بنفسى صباح يوم الإثنين الماضى فى جامعة أسيوط.
الجامعة مشكورة دعتنى لحضور نموذج محاكاة الاتحاد الأوروبى، الذى يقام لليوم السابع على التوالى، بجهد مشكور للدكتور عبدالسلام نوير عميد كلية التجارة، والدكتور محمد العدوى وكيل الكلية ومعهما قسم العلوم السياسية بالكلية، وبدعم كامل من الدكتور طارق الجمال رئيس الجامعة ونائب رئيس الجامعة الدكتور شحاتة غريب شلقامى الذى حضر كل فاعليات اليوم الأول، وقال لي انه تم تطعيم 70% من طلاب وموظفي جامعة اسيوط البالغين 89 الف شخص.
الطلاب المشاركون من كليات وأقسام مختلفة بالجامعة، وليسوا مقتصرين فقط على كلية التجارة، وكل طالب أو طالبة يمثل دولة من الدول الأوروبية الـ ٢٧، إضافة إلى طالبة كانت تمثل دور رئيس الاتحاد الأوربى، وعدد من المساعدين وكبار الموظفين.
ليست هذه هى المرة الأولى التى أحضر فيها هذا النموذج من المحاكاة، فقد شاركت كمعقب على المناقشات فى عامى ٢٠١٦ و٢٠١٧.
هذا الموسم كان الأداء جيدا بصورة ملحوظة والقضيتان المطروحتان على جدول أعمال اجتماعات الاتحاد الأوروبى هما الطاقة والحدود.
الطلاب الذين يمثلون دول الاتحاد المختلفة أجادوا حتى على المستوى الشكلى، حينما دخلوا إلى القاعة وحينما كانوا يتهامسون ويتناقشون قبل الجلوس على مقاعدهم لبدء الاجتماع.
الملاحظة الشكلية أن من بين ٢٧ مشاركا كان هناك ٥ طلاب ذكور فقط مقابل ٢٢ طالبة نصفهم تقريبا من المحجبات، وهى ملاحظة مهمة جدا من وجهة نظرى بالنظر إلى أن جامعة أسيوط كانت ذات يوم معقلا للجماعات والتنظيمات المتطرفة التى اغتالت الرئيس الأسبق أنور السادات وسيطرت على الجامعة لسنوات طويلة إلى أن تم دحرها ليس فى أسيوط فقط ولكن فى معظم المجتمع.
حينما بدأت جلسة المحاكاة أعطت رئيسة الجلسة الكلمات لكل دولة. النقاش كله كان يدور بالإنجليزية، لكن هناك من الطلاب من تحدثوا بلغة البلاد التى يمثلونها وهي فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا.
وكانت لغتهم الأجنبية سليمة إلى حد كبير، وحينما سألت الدكتور محمد العدوى، قال لى إن المشرفين على النموذج، وفروا أساتذة من أقسام اللغات المختلفة بالجامعة لتدريب الطلاب ليس فقط على إجادة اللغة ولكن لتدريبهم أيضا على إجادة المصطلحات السياسية سواء باللغة الأم أو اللغة الإنجليزية.
كلمات غالبية الطلاب كانت بلغة إنجليزية سليمة ومتميزة، أما فى الجوهر فقد تناول كل مندوب وجهة نظر الدولة التى يمثلها، وحينما انتهت الكلمات الرسمية جرى نقاش مفتوح بين ممثلى الدول المختلفة عكس مستوى مرتفعا من الفهم من الطلاب للقضايا والأزمات والمشاكل والتطورات التى يعيشها الاتحاد الأوروبى، خصوصا فيما يتعلق بقضيتى الحدود وعلاقتها بقضية الهجرة غير الشرعية ثم قضية الطاقة التى تهيمن الآن على العالم بأكمله فى ظل ارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة خصوصا للنفط والغاز.
الدكتور عبدالسلام نوير قال إن فكرة نموذج المحاكاة كادت أن تلغى فى الموسم الأول عام ٢٠١٤ ــ ٢٠١٥، حينما وردت معلومات بأن المتطرفين، يخططون لاقتحام الجامعة ومهاجمة الحدث، الذى كان يحضره نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبى، ولذلك جرى نقله للانعقاد فى إحدى قاعات الأفراح خارج المدينة بعد أن تم تحويلها لتتناسب مع الحدث. وبعدها صارت دورية انعقاده ثابتة وتحظى بحضور مميز خلال السنوات الماضية خصوصا لوزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابي، ومساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، وسفيرنا فى الاتحاد الأوروبى الدكتور بدر عبدالعاطى وهو واحد من أفضل من أنجبتهم أسيوط أدبا وعلما ووطنية، والكاتب الصحفى أحمد المسلمانى والعديد من مسئولى الاتحاد الأوروبى.
المستوى الذى شاهدته لطلاب جامعة أسيوط يؤكد أن الصورة ليست قاتمة، وأن الطلاب حينما يجدون إشرافا ورعاية مميزة من أساتذتهم، يمكنهم تقديم نماذج مشرفة من الأداء والمناقشات، وأن لدينا عددا كبيرا من الطلاب يقرأون ويتابعون التطورات الجادة فى العالم ولديهم رغبة وشغف فى التعلم.
كلية التجارة بجامعة أسيوط تقدم العديد من نماذج المحاكاة، وآخرها قبل أسبوع لمحاكاة لجنة الخطة والموازنة فى البرلمان، وقبلها نموذج محاكاة منظمة التعاون الإسلامى.
هذه النماذج من المحاكاة تُكسب الطلاب مهارات البحث العلمى وتعظيم قدرات العرض والتحليل والعمل الجماعى والقيادى الموجه لحل الأزمات إضافة بالطبع إلى تثقيف الطلاب وربطهم بقضايا بلدهم ومنطقتهم وقضايا العالم أجمع خصوصا التى تؤثر علينا.
شكرا لجامعة أسيوط على طاقة الأمل الإيجابية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتحاد الأوروبى فى جامعة أسيوط الاتحاد الأوروبى فى جامعة أسيوط



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon