توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاتحاد الأوروبى فى جامعة أسيوط

  مصر اليوم -

الاتحاد الأوروبى فى جامعة أسيوط

بقلم : عماد الدين حسين

هناك نقاط مضيئة كثيرة فى هذا البلد. إحدى هذه النقاط شاهدتها بنفسى صباح يوم الإثنين الماضى فى جامعة أسيوط.
الجامعة مشكورة دعتنى لحضور نموذج محاكاة الاتحاد الأوروبى، الذى يقام لليوم السابع على التوالى، بجهد مشكور للدكتور عبدالسلام نوير عميد كلية التجارة، والدكتور محمد العدوى وكيل الكلية ومعهما قسم العلوم السياسية بالكلية، وبدعم كامل من الدكتور طارق الجمال رئيس الجامعة ونائب رئيس الجامعة الدكتور شحاتة غريب شلقامى الذى حضر كل فاعليات اليوم الأول، وقال لي انه تم تطعيم 70% من طلاب وموظفي جامعة اسيوط البالغين 89 الف شخص.
الطلاب المشاركون من كليات وأقسام مختلفة بالجامعة، وليسوا مقتصرين فقط على كلية التجارة، وكل طالب أو طالبة يمثل دولة من الدول الأوروبية الـ ٢٧، إضافة إلى طالبة كانت تمثل دور رئيس الاتحاد الأوربى، وعدد من المساعدين وكبار الموظفين.
ليست هذه هى المرة الأولى التى أحضر فيها هذا النموذج من المحاكاة، فقد شاركت كمعقب على المناقشات فى عامى ٢٠١٦ و٢٠١٧.
هذا الموسم كان الأداء جيدا بصورة ملحوظة والقضيتان المطروحتان على جدول أعمال اجتماعات الاتحاد الأوروبى هما الطاقة والحدود.
الطلاب الذين يمثلون دول الاتحاد المختلفة أجادوا حتى على المستوى الشكلى، حينما دخلوا إلى القاعة وحينما كانوا يتهامسون ويتناقشون قبل الجلوس على مقاعدهم لبدء الاجتماع.
الملاحظة الشكلية أن من بين ٢٧ مشاركا كان هناك ٥ طلاب ذكور فقط مقابل ٢٢ طالبة نصفهم تقريبا من المحجبات، وهى ملاحظة مهمة جدا من وجهة نظرى بالنظر إلى أن جامعة أسيوط كانت ذات يوم معقلا للجماعات والتنظيمات المتطرفة التى اغتالت الرئيس الأسبق أنور السادات وسيطرت على الجامعة لسنوات طويلة إلى أن تم دحرها ليس فى أسيوط فقط ولكن فى معظم المجتمع.
حينما بدأت جلسة المحاكاة أعطت رئيسة الجلسة الكلمات لكل دولة. النقاش كله كان يدور بالإنجليزية، لكن هناك من الطلاب من تحدثوا بلغة البلاد التى يمثلونها وهي فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا.
وكانت لغتهم الأجنبية سليمة إلى حد كبير، وحينما سألت الدكتور محمد العدوى، قال لى إن المشرفين على النموذج، وفروا أساتذة من أقسام اللغات المختلفة بالجامعة لتدريب الطلاب ليس فقط على إجادة اللغة ولكن لتدريبهم أيضا على إجادة المصطلحات السياسية سواء باللغة الأم أو اللغة الإنجليزية.
كلمات غالبية الطلاب كانت بلغة إنجليزية سليمة ومتميزة، أما فى الجوهر فقد تناول كل مندوب وجهة نظر الدولة التى يمثلها، وحينما انتهت الكلمات الرسمية جرى نقاش مفتوح بين ممثلى الدول المختلفة عكس مستوى مرتفعا من الفهم من الطلاب للقضايا والأزمات والمشاكل والتطورات التى يعيشها الاتحاد الأوروبى، خصوصا فيما يتعلق بقضيتى الحدود وعلاقتها بقضية الهجرة غير الشرعية ثم قضية الطاقة التى تهيمن الآن على العالم بأكمله فى ظل ارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة خصوصا للنفط والغاز.
الدكتور عبدالسلام نوير قال إن فكرة نموذج المحاكاة كادت أن تلغى فى الموسم الأول عام ٢٠١٤ ــ ٢٠١٥، حينما وردت معلومات بأن المتطرفين، يخططون لاقتحام الجامعة ومهاجمة الحدث، الذى كان يحضره نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبى، ولذلك جرى نقله للانعقاد فى إحدى قاعات الأفراح خارج المدينة بعد أن تم تحويلها لتتناسب مع الحدث. وبعدها صارت دورية انعقاده ثابتة وتحظى بحضور مميز خلال السنوات الماضية خصوصا لوزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابي، ومساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، وسفيرنا فى الاتحاد الأوروبى الدكتور بدر عبدالعاطى وهو واحد من أفضل من أنجبتهم أسيوط أدبا وعلما ووطنية، والكاتب الصحفى أحمد المسلمانى والعديد من مسئولى الاتحاد الأوروبى.
المستوى الذى شاهدته لطلاب جامعة أسيوط يؤكد أن الصورة ليست قاتمة، وأن الطلاب حينما يجدون إشرافا ورعاية مميزة من أساتذتهم، يمكنهم تقديم نماذج مشرفة من الأداء والمناقشات، وأن لدينا عددا كبيرا من الطلاب يقرأون ويتابعون التطورات الجادة فى العالم ولديهم رغبة وشغف فى التعلم.
كلية التجارة بجامعة أسيوط تقدم العديد من نماذج المحاكاة، وآخرها قبل أسبوع لمحاكاة لجنة الخطة والموازنة فى البرلمان، وقبلها نموذج محاكاة منظمة التعاون الإسلامى.
هذه النماذج من المحاكاة تُكسب الطلاب مهارات البحث العلمى وتعظيم قدرات العرض والتحليل والعمل الجماعى والقيادى الموجه لحل الأزمات إضافة بالطبع إلى تثقيف الطلاب وربطهم بقضايا بلدهم ومنطقتهم وقضايا العالم أجمع خصوصا التى تؤثر علينا.
شكرا لجامعة أسيوط على طاقة الأمل الإيجابية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتحاد الأوروبى فى جامعة أسيوط الاتحاد الأوروبى فى جامعة أسيوط



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon