توقيت القاهرة المحلي 08:18:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاتحاد الأوروبى فى جامعة أسيوط

  مصر اليوم -

الاتحاد الأوروبى فى جامعة أسيوط

بقلم : عماد الدين حسين

هناك نقاط مضيئة كثيرة فى هذا البلد. إحدى هذه النقاط شاهدتها بنفسى صباح يوم الإثنين الماضى فى جامعة أسيوط.
الجامعة مشكورة دعتنى لحضور نموذج محاكاة الاتحاد الأوروبى، الذى يقام لليوم السابع على التوالى، بجهد مشكور للدكتور عبدالسلام نوير عميد كلية التجارة، والدكتور محمد العدوى وكيل الكلية ومعهما قسم العلوم السياسية بالكلية، وبدعم كامل من الدكتور طارق الجمال رئيس الجامعة ونائب رئيس الجامعة الدكتور شحاتة غريب شلقامى الذى حضر كل فاعليات اليوم الأول، وقال لي انه تم تطعيم 70% من طلاب وموظفي جامعة اسيوط البالغين 89 الف شخص.
الطلاب المشاركون من كليات وأقسام مختلفة بالجامعة، وليسوا مقتصرين فقط على كلية التجارة، وكل طالب أو طالبة يمثل دولة من الدول الأوروبية الـ ٢٧، إضافة إلى طالبة كانت تمثل دور رئيس الاتحاد الأوربى، وعدد من المساعدين وكبار الموظفين.
ليست هذه هى المرة الأولى التى أحضر فيها هذا النموذج من المحاكاة، فقد شاركت كمعقب على المناقشات فى عامى ٢٠١٦ و٢٠١٧.
هذا الموسم كان الأداء جيدا بصورة ملحوظة والقضيتان المطروحتان على جدول أعمال اجتماعات الاتحاد الأوروبى هما الطاقة والحدود.
الطلاب الذين يمثلون دول الاتحاد المختلفة أجادوا حتى على المستوى الشكلى، حينما دخلوا إلى القاعة وحينما كانوا يتهامسون ويتناقشون قبل الجلوس على مقاعدهم لبدء الاجتماع.
الملاحظة الشكلية أن من بين ٢٧ مشاركا كان هناك ٥ طلاب ذكور فقط مقابل ٢٢ طالبة نصفهم تقريبا من المحجبات، وهى ملاحظة مهمة جدا من وجهة نظرى بالنظر إلى أن جامعة أسيوط كانت ذات يوم معقلا للجماعات والتنظيمات المتطرفة التى اغتالت الرئيس الأسبق أنور السادات وسيطرت على الجامعة لسنوات طويلة إلى أن تم دحرها ليس فى أسيوط فقط ولكن فى معظم المجتمع.
حينما بدأت جلسة المحاكاة أعطت رئيسة الجلسة الكلمات لكل دولة. النقاش كله كان يدور بالإنجليزية، لكن هناك من الطلاب من تحدثوا بلغة البلاد التى يمثلونها وهي فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا.
وكانت لغتهم الأجنبية سليمة إلى حد كبير، وحينما سألت الدكتور محمد العدوى، قال لى إن المشرفين على النموذج، وفروا أساتذة من أقسام اللغات المختلفة بالجامعة لتدريب الطلاب ليس فقط على إجادة اللغة ولكن لتدريبهم أيضا على إجادة المصطلحات السياسية سواء باللغة الأم أو اللغة الإنجليزية.
كلمات غالبية الطلاب كانت بلغة إنجليزية سليمة ومتميزة، أما فى الجوهر فقد تناول كل مندوب وجهة نظر الدولة التى يمثلها، وحينما انتهت الكلمات الرسمية جرى نقاش مفتوح بين ممثلى الدول المختلفة عكس مستوى مرتفعا من الفهم من الطلاب للقضايا والأزمات والمشاكل والتطورات التى يعيشها الاتحاد الأوروبى، خصوصا فيما يتعلق بقضيتى الحدود وعلاقتها بقضية الهجرة غير الشرعية ثم قضية الطاقة التى تهيمن الآن على العالم بأكمله فى ظل ارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة خصوصا للنفط والغاز.
الدكتور عبدالسلام نوير قال إن فكرة نموذج المحاكاة كادت أن تلغى فى الموسم الأول عام ٢٠١٤ ــ ٢٠١٥، حينما وردت معلومات بأن المتطرفين، يخططون لاقتحام الجامعة ومهاجمة الحدث، الذى كان يحضره نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبى، ولذلك جرى نقله للانعقاد فى إحدى قاعات الأفراح خارج المدينة بعد أن تم تحويلها لتتناسب مع الحدث. وبعدها صارت دورية انعقاده ثابتة وتحظى بحضور مميز خلال السنوات الماضية خصوصا لوزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابي، ومساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، وسفيرنا فى الاتحاد الأوروبى الدكتور بدر عبدالعاطى وهو واحد من أفضل من أنجبتهم أسيوط أدبا وعلما ووطنية، والكاتب الصحفى أحمد المسلمانى والعديد من مسئولى الاتحاد الأوروبى.
المستوى الذى شاهدته لطلاب جامعة أسيوط يؤكد أن الصورة ليست قاتمة، وأن الطلاب حينما يجدون إشرافا ورعاية مميزة من أساتذتهم، يمكنهم تقديم نماذج مشرفة من الأداء والمناقشات، وأن لدينا عددا كبيرا من الطلاب يقرأون ويتابعون التطورات الجادة فى العالم ولديهم رغبة وشغف فى التعلم.
كلية التجارة بجامعة أسيوط تقدم العديد من نماذج المحاكاة، وآخرها قبل أسبوع لمحاكاة لجنة الخطة والموازنة فى البرلمان، وقبلها نموذج محاكاة منظمة التعاون الإسلامى.
هذه النماذج من المحاكاة تُكسب الطلاب مهارات البحث العلمى وتعظيم قدرات العرض والتحليل والعمل الجماعى والقيادى الموجه لحل الأزمات إضافة بالطبع إلى تثقيف الطلاب وربطهم بقضايا بلدهم ومنطقتهم وقضايا العالم أجمع خصوصا التى تؤثر علينا.
شكرا لجامعة أسيوط على طاقة الأمل الإيجابية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتحاد الأوروبى فى جامعة أسيوط الاتحاد الأوروبى فى جامعة أسيوط



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon