توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما هى علاقة أوكرانيا وروسيا بالموازنة المصرية؟!

  مصر اليوم -

ما هى علاقة أوكرانيا وروسيا بالموازنة المصرية

بقلم: عماد الدين حسين

قبل عامين وشهرين تقريبا دعا الدكتور محمد معيط وزير المالية مجموعة من رؤساء التحرير لعرض مؤشرات وملامح الميزانية الجديدة ٢٠٢٠ ــ ٢٠٢١، لكن مجمل النقاش فى هذه الجلسة التى تشرفت بحضورها، تحول إلى الحديث عن تأثيرات جائحة كورونا على الاقتصاد المصرى.

ويوم الإثنين الماضى كان نفس المشهد يتكرر فى وزارة المالية مع اختلاف طفيف فى بعض أسماء الحاضرين. الدكتور معيط دعانا ليعرض علينا مؤشرات الموازنة الجديدة ٢٠٢٢ ــ ٢٠٢٣، لكن غالبية الكلام والنقاش والأسئلة تمحور حول تأثيرات الصراع الروسى الغربى فى أوكرانيا ليس فقط على الموازنة المقبلة، ولكن على مجمل الاقتصاد المصرى، وكيف سيؤثر على المواطنين، والأهم كيف نتجاوز جميعا تداعيات وتأثيرات الأزمة؟

الموازنة العامة للدولة يتم بدء إعدادها مبكرا جدا، وفى الموازنة الحالية فقد تم إعدادها مبدئيا فى أوائل ديسمبر الماضى، وعرضتها الوزارة على الرئيس عبدالفتاح السيسى فى يناير الماضى، ثم جاءت الأزمة الأوكرانية لتربك العديد من بنودها ومؤشراتها.

الموازنة عبارة عن إيرادات ومصروفات. كل وزارة أو هيئة أو مصلحة أو مؤسسة حكومية تذهب إلى وزارة التخطيط وتطلب منها أن تضع لها موازنة، طبقا لاحتياجاتها وطلباتها. وبالطبع تكون هذه الطلبات شديدة الطموح، وزارة التخطيط تتسلم هذه الطلبات أو الطموحات وتقوم بتنسيقها وتنظيمها وجعلها موضوعية طبقا للظروف العامة، ثم تذهب بها إلى وزارة المالية.

تتجمع كل الطلبات والاحتياجات والطموحات أمام وزارة المالية، ولنفترض مثلا أن إجمالى المطلوب لها من اعتمادات مالية هو تريليون جنيه، لكن المتاح من إيرادات فى خزينة وزارة المالية لا يزيد على ٢٠٠ مليار جنيه، هنا يحدث النقاش والجدل، حتى يمكن توزيع ما هو متاح بالفعل طبقا للأولويات خصوصا العاجل منها. وحتى بعد وضع المؤشرات الأولية أو حتى النهائية للموازنة، يأتى حدث معين لينسف ويلخبط كل ذلك، كما حدث مع فيروس كورونا قبل عامين وكما يحدث الآن مع الأزمة الأوكرانية.

فى هذه الحالة يتم فتح اعتمادات إضافية للموازنة بشرط أن يوافق عليها البرلمان وهذه الاعتمادات تقود بصورة آلية إلى العجز فى الموازنة.
على سبيل المثال فإن بند شراء القمح سوف يكلف الموازنة العامة للدولة مبالغ إضافية تتراوح بين ١٢ ــ ١٥ مليار جنيه حتى ٣٠ يونيو المقبل، وهو الموعد الذى تنتهى فيه ميزانية ٢٠٢١ ــ ٢٠٢٢. وعلينا مثلا أن نتخيل حجم المبلغ المطلوب لشراء القمح والحبوب والزيوت والبترول فى الموازنة المقبلة إذا استمرت الأزمة وطالت وتعقدت.

حينما كانت وزارة المالية تقوم بإعداد الموازنة فى ديسمبر الماضى، كانت الآمال عريضة والطموحات عالية، لأن التوقعات وقتها كانت تقول إن فيروس كورونا يتراجع، ومشكلة بطء سلاسل الإمدادات سوف تهدأ، وأسعار البترول ستتراجع وتعود لمعدلاتها الطبيعية خصوصا فى ظل قرب الاتفاق النووى بين إيران والغرب. ولذلك جرى البدء فى إعداد الموازنة طبقا لهذه التوقعات، ثم جاءت الأزمة الأوكرانية ودخول القوات الروسية لأوكرانيا فى ٢٤ فبراير الماضى ليعصف ليس فقط بالتوقعات المصرية بشأن الموازنة، ولكن بكل التوقعات العالمية فى سائر المجالات، فحتى صندوق النقد الدولى أقر بأن هذه الأزمة ستؤدى إلى «لخبطة ودربكة» الاقتصاد العالمى، فحينما يقفز سعر برميل البترول إلى ١٤٠ دولارا والغاز لمعدلات غير مسبوقة، وغالبية السلع الرئيسية وأسعار النقل والشحن تسجل ارتفاعات قياسية، وأسعار الفائدة تتحرك لأعلى ويصبح الجميع خصوصا المستثمرين فى حالة قلق وعدم يقين، فإن كل ذلك يقول إن العالم بأكمله، وليس مصر فقط، سوف يتأثر وسيكون هناك ثمن لابد من دفعه شئنا أم أبينا.

فى شهر ديسمبر الماضى كانت وزارة المالية واثقة أن معدل الديون سوف ينخفض فى الموازنة الجديدة إلى أقل من ٩١٫٦٪ من الناتج المحلى الإجمالى ومعدل النمو سيقفز إلى ما فوق ٦٪، ومعدل العجز فى الموازنة سيكون أقل من ٦٫٧٪.

لكن هل نتمكن من تحقيق ذلك فى ظل الأزمة الراهنة.
سؤال سوف تجيب عنه عوامل كثيرة أهمها: إلى متى سوف تستمر الأزمة وتداعياتها لكن المؤكد فى كل الأحوال أن عالم ما قبل الأزمة الأوكرانية لن يعود كما كان.

السؤال: ما هى رؤية وزارة المالية والدكتور معيط والحكومة للموازنة الجديدة، وكيف يمكن لنا جميعا حكومة وشعبا أن نمر من هذه الازمة بسلام، أو لنكن واقعيين بأقل الاضرار؟
إن شاء الله سوف أعود للإجابة عن هذا السؤال لاحقا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما هى علاقة أوكرانيا وروسيا بالموازنة المصرية ما هى علاقة أوكرانيا وروسيا بالموازنة المصرية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعيين تركي آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم

GMT 16:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

جلوس صيف 2016 تتألق باللون الرمادي

GMT 17:06 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

لطيفة تطرح كليبها "الأستاذ" برفقة شقيق أمير كرارة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon