توقيت القاهرة المحلي 07:38:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دماء الشهداء.. والثمن الكبير

  مصر اليوم -

دماء الشهداء والثمن الكبير

بقلم: عماد الدين حسين

حينما تحدث أبناء الشهداء خلال الاحتفال بعيد الشرطة، رأيت الدموع تنهمر من عيون غالبية الحاضرين للحفل فى قاعة الاجتماعات الرئيسية بأكاديمية الشرطة ظهر يوم الأحد الماضى.

فى كل مرة أحضر احتفالا مثل هذا، ويكون حاضرا فيه أهالى الشهداء سواء كانوا الأولاد والبنات أو الزوجات أو الآباء لا أستطيع منع دموعى.
لكن المشهد يوم الأحد الماضى كان مختلفا إلى حد ما، وتم توظيفه بصورة فنية ودرامية رائعة جعلته يؤثر فى كل الحاضرين.
فى هذه الفقرة الرائعة كانت مقدمتها المطربة مى فاروق تسأل أولاد وبنات الشهداء ومعظمهم أعمارهم تتراوح بين خمس وعشر سنوات أسئلة بسيطة جدا، لكنها شديدة التأثير والعاطفية.
أحد هذه الأسئلة كان: ماذا كنتم ستقولون لآبائكم الشهداء إذا كانوا موجودين معكم الآن؟.
إجابات الأولاد كانت شديدة التلقائية. معظمهم أجاب بأنه كان سيقول لأبيه «وحشتنى»، والبعض أجاب بأنه سيقول له أحبك، وثالث قال إنه سيقول له: أنا واثق أنك فى مكان كويس مع ربنا».
حينما رأيت هذه النماذج الحية والحقيقية من أولاد الشهداء تخيلت حياتهم بعد أن فقدوا آباءهم وأقرب الناس إليهم. تخيلت كيف أنهم حرموا من حنان الأب وعطفه وكرمه ورعايته وحسه فى الدنيا، خصوصا بالنسبة للبنات.
فكرت فى كيف تقضى العديد من زوجات الشهداء بقية حياتهن من دون زواج متفرغة لرعاية الأبناء، حتى يكبروا، علما بأن غالبية الشهداء من صغار السن، ومعظمهم لم يتجاوز عمره الأربعين حين استشهد.
معظمنا يتعامل مع فكرة الشهادة باعتبارها فكرة مجردة وعادية وطبيعية، وأن أسرة الشهيد تكون سعيدة بما حدث.
طبعا غالبية الأسر تشعر بالفخر أن ابنها استشهد فى سبيل الوطن، لأنه أعلى وسام يمكن أن يتقلده إنسان، لكن من ناحية أخرى هناك حياة ومشاعر وصعوبات وهموم ووحدة، وافتقاد إنسانى لا يمكن تخيله.
فى إحدى الفقرات سمعت ضابطا شابا يحكى كيف استشهد زميله فى شمال سيناء بعد استلامه العمل بثلاثة أيام فقط، ثم كيف فقد هو ساقيه الاثنتين فى انفجار مدرعة بعدها بفترة. هو نموذج صامد وصابر جدا لأنه يحاول أن يتكيف مع حياته الجديدة وعدم الاستسلام للإصابة المزمنة بالدراسة والحصول على شهادات الماجستير والدورات المتخصصة فى التخطيط الاستراتيجى.
ما لفت نظرى قول هذا الضابط إنه «سيفعل ما فعله لو تكرر الحادث ألف مرة، لأن البلد دى تستاهل أكثر من كده بكثير». قال أيضا عبارة مهمة وهى أن والده كان أكبر داعم له بعد الحادث.
فى هذا اليوم شهدنا جانبا من بطولات شهداء الشرطة مثل المقدم محمد فوزى الحوفى بالأمن الوطنى الذى استشهد برصاص الإرهابيين فى الأميرية فى أبريل ٢٠٢٠ وساهم فى قتل سبعة من عناصرهم. وسمعنا أيضا أولاد المقدم محمد مبروك واستمعنا لزوجته وكيف كان حنونا على بنتيه خديجة ومريم.، وسمعنا قصص العشرات من أولاد الشهداء.
فقدان الشهداء لا يعوضه شىء ولا يقدر بثمن، لكن دماءهم كانت أيضا سببا أساسيا فى أن هذا البلد صار آمنا ومستقرا وسط بحيرة من الفوضى والعنف والحروب والصراعات والتخلف فى غالبية بلدان المنطقة.
الرئيس عبدالفتاح السيسى وخلال الاحتفال وجه تحية لأرواح الشهداء ووصفهم بأنهم: «شموع مضيئة اختارت الخلود فى السماء على البقاء فى الأرض، وإلى جانب أسرهم التى عانت وتحملت فراقهم من أجل الهدف الأعظم وهو بقاء مصر مرفوعة الرأس».
الرئيس قال أيضا إن «دحر الإرهاب كان هدفا كبيرا جدا، لكن تم دفع ثمن كبير جدا له وهو أرواح الشهداء، حتى نصل إلى هذه اللحظة». ثمن هذه الشهادة كما قال الرئيس هو بناء مصر القوية والجديدة. وهو ثمن لا يعوض لكنه ثمن لبلد فيها أكثر من ١٠٠ مليون شخص يعيشون فى أمان وسلام وتقدم».
كل التحية لأرواح الشهداء الذين ضحوا من أجلنا، وكل التقدير لأسرهم وأهاليهم وأحبائهم الذين تحملوا بصبر وجلد فراقهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دماء الشهداء والثمن الكبير دماء الشهداء والثمن الكبير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon