توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في مركز وادي النطرون للإصلاح والتأهيل

  مصر اليوم -

في مركز وادي النطرون للإصلاح والتأهيل

بقلم : عماد الدين حسين

هل إنشاء سجون جديدة أمر سيئ، أم أن النقطة الجوهرية هى حصول السجناء على حقوقهم الطبيعية التى يكفلها القانون والقواعد والأعراف الدولية؟!
هذا السؤال خطر على ذهنى صباح الخميس الماضى وأنا أحضر افتتاح مركز الإصلاح والتأهيل بمنطقة وادى النطرون على طريق مصر الإسكندرية الصحراوى.
الإجابة عن سؤالى سمعتها من السيدة كريستينا ألبرت الممثل الإقليمى المعنى بالجريمة والمخدرات فى الأمم المتحدة، خلال كلمتها، حيث قالت إن السجون وأماكن الاحتجاز هى جزء لا يتجزأ من منظومة العدالة فى كل بلدان العالم، وأن المنظومات العقابية تلعب دورا مهما فى الحفاظ على الأمن والاستقرار شرط أن تدار بطريقة صحيحة، وأن الأمم المتحدة تدعم البلدان المختلفة لتحسين أوضاع السجون وتمتع السجناء بالحقوق المختلفة خصوصا الصحية وكذلك إعادة دمجهم فى المجتمع بعد إطلاق سراحهم.
هذه المسئولة زارت هذا المجمع قبل افتتاحه بأسابيع، وقدمت الشكر لوزارة الداخلية على جهدها فى إنشاء المركز، إذ إنه يتم إنشاء سجن فليست تلك هى المشكلة، لأن الجريمة سوف تستمر فى كل المجتمعات طالما هناك حياة. السجون موجودة فى كل بلدان العالم المتقدم والمتخلف وما بينهما، والفيصل هو السياسات والتشريعات والبيئة والمناخ التى يمكنها أن تقلل الجريمة أو تزيدها، ثم تطبيق القوانين واللوائح التى تكفل معاملة السجناء داخل السجن بصورة قانونية حتى يتم إطلاق سراحهم.
صباح الخميس زرت مجمعا أو مركز الإصلاح والتأهيل بوادى النطرون ضمن وفد إعلامى كبير شمل غالبية رؤساء تحرير الصحف والمواقع وكذلك كبار مقدمى البرامج بالقنوات الفضائية، إضافة إلى مراسلين لوسائل الإعلام العالمية ودبلوماسيين، وهو الافتتاح الذى حضره وزير الداخلية اللواء محمود توفيق وكبار قيادات وزارة الداخلية وبعض الوزراء والمسئولين.
خلال الافتتاح عرفنا أن قطاع السجون سوف يصبح اسمه رسميا قطاع الرعاية المجتمعية، كما قال اللواء طارق مرزوق مساعد الوزير لشئون هذا القطاع، الذى أضاف أن الفلسفة العقابية الجديدة تركز على عدم معاقبة النزيل مرتين، مرة بسبب جرمه، ومرة أخرى داخل مكان الاحتجاز، على حد تعبير الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل أيام.
اللواء مرزوق قال أيضا إن القطاع يهدف بالأساس إلى ترجمة استراتيجية حقوق الإنسان، التى أعلنها الرئيس السيسى مؤخرا وتحصين النزلاء من الانحراف مرة أخرى.
اللواء مرزوق كشف أنه خلال العام الحالى تم الإفراج عن حوالى ٣١ ألف سجين، وأن المركز الجديد الذى يشمل ستة مراكز فرعية للاحتجاز، سوف يستوعب المسجونين الموجودين فى ٢٥٪ من كل سجون مصر، وبالتالى فإنه ومع تشغيل هذا المركز فعليا فإن هذه السجون سوف يتم إغلاقها.
وأظن أن أراضى السجون الجديدة سوف يتم الاستفادة منها اقتصاديا لتمويل إنشاء السجون أو المراكز الجديدة، وبالتالى لن تتحمل الموازنة أى أعباء، خصوصا أن غالبية أراضى السجون القديمة يمكن تسويقها إلى أكثر من نشاط خصوصا العقارات بصورة كبيرة لأنها تقع فى مناطق حيوية وسط المدن مثل سجون طرة والإسكندرية وطنطا والمنصورة وشبين الكوم ودمنهور والمنيا.
بعد انتهاء الكلمات الافتتاحية قمنا بجولة تفقدية فى المركز الجديد المبنى بصورة دائرية متكاملة على مساحة ٤٧٥ فدانا، بواقع ١٦٢ فدانا لمراكز التأهيل، و١٧٥ فدانا للزراعات والصوب، و١٢ فدانا للإنتاج الداجنى، ومثلها للإنتاج الحيوانى، إضافة لمبنى القيادة المركزية والمركز الطبى الذى تجولنا فيه ويحتوى على ٦١٩ سريرا وأحدث أنواع الأجهزة الطبية وأسرّة رعاية مركزة منفصلة، ويعتمد المركز بصورة كاملة على إنتاجه من الخضر والفواكه والخبز واللحوم بأنواعها المختلفة.
داخل المركز مناطق لاستقبال أهالى النزلاء وكافيتريات وساحة انتظار تستوعب ١٧٠٠ سيارة، ومنافذ لبيع منتجات المركز ومصنع للأثاث الخشبى وورش فنية مختلفة ومجمع للمحاكم، ومكتبة ومسجد وكنيسة، بحيث لن تكون هناك حاجة بالمرة لانتقال النزلاء من المركز للخارج.
بالطبع سوف يظل السجن سجنا مهما كانت المغريات داخله، لأن السجن يقيد حرية الإنسان، وتلك هى فلسفة العقاب.
وبالتالى فالسؤال مرة أخرى، ما الذى سوف يستفيده المواطن العادى أو المتهم أو النزيل من إنشاء مثل هذه السجون أو مراكز الاحتجاز، وكيف يمكن أن نصل إلى المعايير الدولية فى أماكن الاحتجاز؟
هذا هو السؤال المهم الذى سأحاول الإجابة عنه لاحقا إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في مركز وادي النطرون للإصلاح والتأهيل في مركز وادي النطرون للإصلاح والتأهيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon