توقيت القاهرة المحلي 19:21:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما يريده الناس من القضاء

  مصر اليوم -

ما يريده الناس من القضاء

بقلم : عماد الدين حسين

أن تقرر الدولة تخصيص يوم الأول من أكتوبر للاحتفال بيوم القضاء المصرى، فهى لفتة رمزية ومعنوية مهمة ورسالة بأن الدولة والمجتمع يقدرون هذا المرفق المهم والحيوى.
صباح السبت الماضى سعدت بحضور الاحتفال بعيد القضاء، حيث تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى وكرم شهداء القضاة، وقال إنه وجه الحكومة بتوفير المخصصات اللازمة لتطوير منظومة القضاء وتحقيق العدالة الناجزة، كما تحدث وزير العدل المستشار عمر مروان، الذى قال إن إنشاء مدينة العدالة فى العاصمة الإدارية هو درة مشروعات تطوير العمل القضائى والإدارى، كما تحدث أيضا رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار سعيد مرعى الذى قال إن الشعب يرى فى الرئيس السيسى الضامن الأساسى لاستمرار الجمهورية الجديدة وتطورها.
السؤال الذى خطر فى ذهنى وأنا موجود داخل قاعة الاحتفال الرئيسية فى مركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة هو: ماذا يريد الشعب من القضاء والقضاة ونحن نحتفل بعيدهم أو يومهم؟
المطلب الأول للناس جميعا من القضاء والقضاة هو تحقيق العدل والحكم به، حتى لا يسود الظلم، وأن يتمتع القضاة بالنزاهة والاستقلالية الكاملة، حتى تصدر أحكامهم بأكبر قدر من الحيدة والنزاهة، وأن تكون متفقة مع صحيح القانون، ومحققة للعدالة فى أفضل صورها، حتى لا يهتز ميزان العدل، ويفقد الناس الثقة فى كل شىء.
يحتاج الناس من القضاء، أن تصدر الأحكام فى أسرع وقت ممكن، لأن العدالة البطيئة جدا، قد تتسبب فى مشاكل كثيرة، ولا تنصف المظلومين، وأن تكون الإجراءات سهلة وميسرة. وأتصور أن كثيرا من المشكلات المتعلقة بالتأخير قد يتم حلها مع التوسع فى تطبيق الميكنة والتحول الرقمى فى القضاء، وسمعنا أخيرا أنه يمكن أن يتم الحكم فى بعض القضايا «أونلاين» بما يخفف الزحام والتأخير.
يحتاج الناس من القضاء أن يكون العدل هو الأساس فى كل شىء.
ويحتاج الناس من مرفق القضاء أن تكون المحاكم مهيأة وميسرة لتعامل آدمى، من أول دخول المواطن للمحكمة، مرورا بأماكن الاحتجاز أثناء نظر القضايا، والغرف المخصصة للمحامين، وكل ما يتعلق بعملية التقاضى، أى منذ دخوله إلى مقر المحكمة وحتى خروجه منها، سواء كان متهما أو مدعيا أو محاميا أو شاهدا. وللموضوعية فهناك نقاط مضيئة فى التعامل مع المواطنين، رأيت بعضها بنفسى أكثر من مرة فى الشهر العقارى، وهى المصلحة التابعة لوزارة العدل، والتى يتعامل معها ملايين المصرية بصورة شبه يومية.
ذهبت لفروع متعددة فى الشهر العقارى فى مدن وقرى مختلفة، وفى الفترات الأخيرة، كنت أذهب إلى فرع مجلس النواب قرب لاظوغلى، أو فرع النادى الأهلى بالجزيرة. وقبل أيام زرت مقر المصلحة الرئيسى، وهناك رأيت عملية تجديد شاملة للمكان، والتقيت بالدكتور جمال ياقوت رئيس المصلحة، ويومها عرفت أن عدد العاملين فى مصلحة الشهر العقارى، كان حتى سنوات قليلة مضت يصل إلى ١٢ ألف موظف، انخفض الآن إلى النصف تقريبا، فى حين أن عدد المتعاملين من المواطنين زاد بصورة كبيرة.
فى مرات كثيرة كنت أراقب أداء الموظفين، واكتشفت أن معظمهم حرفيا يعمل منذ دخوله إلى المكتب صباحا وحتى نهاية عمله عصرا، من دون راحة تقريبا لأن حجم العمل لا يتوقف، وتدفق الناس مستمر وعرفت أن معظم المكاتب، أو المأموريات، إن لم يكن كلها لا يعمل بها إلا ثلاثة أشخاص، رئيس فرع، واثنان من الموظفين، وتكون هناك مشكلة كبرى إذا مرض أحد الموظفين أو حدث له ظرف طارئ، فى هذه الحالة تحدث عملية تباديل وتوافيق كثيرة، حتى يتم حل المشكلة.
عرفت من الدكتور جمال ياقوت أيضا أن عملية الربط الإلكترونى بين المأموريات والمكاتب والهيئات والمؤسسات المختلفة، ستقضى على معظم عمليات التزوير فى الأوراق، التى يلجأ إليها المزورون والمزيفون، ونعلم جميعا خطورة تزوير فى ورقة أو مستند أو وثيقة وهو ما يمكن أن يكلف شخصا آخر، كل ما يملك.
تحية لمرفق القضاء فى يومه، وتحية تقدير لكل وكيل نيابة أو قاض يقوم بعمله على أكمل وجه، وكما ينبغى، ويحقق العدالة قدر المستطاع، ولا يبغى إلا وجه الله فى عمله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يريده الناس من القضاء ما يريده الناس من القضاء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon