توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر والأردن وفلسطين.. والقمة

  مصر اليوم -

مصر والأردن وفلسطين والقمة

بقلم - عماد الدين حسين

هل ما تزال القضية الفلسطينية مهمة للعرب؟، سؤال يردده كثيرون خصوصا بعد القمة الثلاثية التى استضافها الرئيس عبدالفتاح السيسى يوم الثلاثاء الماضى، مع العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى والرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن».
ظنى أن الإجابة على السؤال هى نعم للبعض لا للبعض الآخر، وظنى أيضا أن العرب يملكون العديد من أوراق الضغط، لكن المهم أن تكون لديهم إرادة سياسية لتفعيلها.
القمة دعا إليها الرئيس السيسى، وهى تعكس بوضوح أن مصر ما تزال ترى فى القضية الفلسطينية قضية مركزية لا تتعلق فقط بأنها قضية أمن قومى عربى، ولكنها تتعلق بالأمن القومى المصرى بالأساس، ورغم الخلافات المتعددة بين الرؤساء الذين حكموا مصر منذ ثورة يوليو ١٩٥٢ حتى الآن، فإن القاسم المشترك الأكبر بينهم هو التعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها قضية قومية عربية وقضية مصرية أيضا، بل إن حكومات ما قبل ثورة يوليو خاضت حرب ١٩٤٨، انطلاقا من نفس المبادئ.
أظن أيضا أن نفس المبادئ هى التى تحكم الأردن وهى البلد العربى الأكثر تأثرا سلبا أو إيجابا بما يحدث فى فلسطين منذ نكبة ١٩٤٨ وحتى الآن وبالتالى فحل القضية الفلسطينية مصلحة مصرية وأردنية داخلية، قبل أن تكون قضية قومية.
وقد رأينا فى ظل التطورات الكثيرة التى عصفت بالمنطقة منذ عام ٢٠١١ وحتى الآن أن بعض بلدان المنطقة قل اهتمامها بفلسطين سواء بفعل مشاكلها وهمومها الداخلية، أو التهديدات التى تتعرض لها خارجيا من بعض دول الجوار.
لكن الاهتمام المصرى الأردنى ما يزال أكثر وضوحا وتحركا، رغم أنه لم يتمكن حتى الآن من تغيير المعادلة الإسرائيلية التى تتمحور فى طمس القضية الفلسطينية.
لا يخفى على أحد أن عامل التوقيت كان هو الأبرز فى قمة القاهرة يوم الثلاثاء الماضى، بسبب التحدى الذى فرضته حكومة اليمين المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو منذ توليها السلطة قبل نحو أقل من شهر وشروعها فى تنفيذ ما تعهدت به لقادة المتطرفين والمستوطنين، ورأينا وزير الأمن القومى المتطرف ايتمار بن غفير يقتحم المسجد الأقصى ليحاول فرض أمر واقع لصالح المتطرفين.
ورأينا قوات أمن الاحتلال تواصل الاستهداف الممنهج للشعب الفلسطينى وقتلت ٢٠ شخصا منذ بداية العام، إضافة لتسريع عملية التهويد فى الضفة الغربية مع استمرار حصار قطاع غزة.
أهمية قمة القاهرة أنها جددت ثوابت الموقف المصرى والأردنى ويمكن القول والعربى أيضا خصوصا فى التأكيد على ضرورة حل الدولتين الذى يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو ١٩٩٧ وعاصمتها القدس، وكذلك توفير الحماية للشعب الفلسطينى. وإطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية، ووقف الإجراءات الإسرائيلية التى تقوض حل الدولتين مثل الاستيطان ومصادرة الأراضى الفلسطينية وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم والاقتحامات المتواصلة للمدن وانتهاك الوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس ومقدساتها. ودعت القمة لاستمرار دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا».
قد يسأل البعض مستعجبا: وما هو الجديد فى كل ما سبق، أليس هو كلاما مكررا ومعادا، ولن يؤثر فى الاحتلال؟!
التساؤل منطقى، لكن قياسا بالظروف التى تعيشها المنطقة بأكملها منذ سنوات فقد صار مهما إعادة التأكيد على الثوابت العربية فى التعامل مع إسرائيل.
فى الماضى كنا نسخر بأننا لا نملك كعرب إلا سلاح الشجب والإدانة، ووصلنا إلى مرحلة نرى فيها بعض الدول العربية والإسلامية، لا تستخدم هذا السلاح غير المكلف!
كان مهما أن بيان القمة الثلاثية دعا إلى ضرورة توحيد الصف الفلسطينى وإنهاء الانقسام الذى يعد مصلحة وضرورة للشعب الفلسطينى. هذا أمر مهم لأنه لا يعقل أن نطالب العالم الخارجى أو حتى العربى بالتضامن مع الشعب الفلسطينى، فى حين أن الفلسطينيين أنفسهم منقسمون منذ عام ٢٠٠٧، والمستفيد الوحيد من هذا الانقسام هو الاحتلال الإسرائيلى.
السؤال الذى يردده كثيرون خصوصا بعد هذه القمة الثلاثية: هل ما يزال العرب يملكون أوراقا للضغط على إسرائيل، كى تغير سياستها العدوانية والتوسعية، أم أنهم فقدوا أو أهدروا كل الأوراق؟!.
سؤال يحتاج إلى التفكير والبحث؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر والأردن وفلسطين والقمة مصر والأردن وفلسطين والقمة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon