توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرابحون والخاسرون من سقوط نظام الأسد

  مصر اليوم -

الرابحون والخاسرون من سقوط نظام الأسد

بقلم: عماد الدين حسين

من هم الرابحون والخاسرون من سقوط نظام الرئيس السورى بشار الأسد الذى انتهى نظامه صباح أمس الأول الأحد وغادر البلاد إلى روسيا، فى حين نجحت فصائل وميليشيات مسلحة فى السيطرة على غالبية المدن الأساسية خصوصا دمشق فى وقت قياسى لم يتجاوز عشرة أيام؟

سنبدأ بمعسكر الخاسرين، وطبعا فإن الخاسر الأعظم هو نظام بشار الأسد، ويضم الرئيس وأسرته وكبار أركان نظامه، مصير هؤلاء سيكون إما الهرب للخارج وإما المحاكمة والسجن، وإما الانزواء.

الخاسر الثانى هو إيران، هى استثمرت بصورة واضحة فى النظام السورى لسنوات طويلة، بل وحاربت بجنودها لمنع سقوطه كثيرا بعد انتفاضة مارس 2011.

سقوط الأسد يعنى ضربة استراتيجية كبرى لإيران وكل أذرعها فى المنطقة. السقوط سيقلل من النفوذ الإيرانى فى المنطقة. وقد يغرى إسرائيل بتوجيه ضربات قوية لكل من الحشد الشعبى فى العراق والحوثيين فى اليمن، حتى تتمكن من توجيه ضربة كبرى للهدف الأهم وهو البرنامج النووى الإيرانى إذا حصلت تل أبيب على الضوء الأخضر الأمريكى.

ويقودنا ذلك إلى الخاسر الثالث وهو حزب الله، فسقوط الأسد يعنى عمليا أن طريق الإمدادات البرى من طهران إلى بيروت مرورا ببغداد ودمشق قد انقطع تماما. وبما أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير على الجبهة اللبنانية يمنع دخول أى أسلحة إلا للجيش الحكومى، فمعنى ذلك أن حزب الله سيجد نفسه محاصرا طوال الوقت، ليس عسكريا فقط بل وسياسيا أيضا خصوصا لسرعة انتخاب رئيس للجمهورية قد لا يكون هو المرشح الأساسى للحزب.

الخاسر الرابع هو روسيا.. هى خسرت حليفا مهما هو سوريا، وخسرت قواعدها العسكرية فى سواحل سوريا شرق المتوسط بعد ان استثمرت كثيرا فى نظام الأسد، ومنعت سقوطه حينما أرسلت جنودها ومقاتلاتها لضرب التنظيمات المسلحة والميليشيات الإرهابية.

هؤلاء هم أبرز الخاسرين، فماذا عن الرابحين؟

أول الرابحين بالطبع هم التنظيمات المسلحة والميليشيات الإرهابية وهؤلاء بعد أن كانوا مشردين ومحاصرين فى إدلب، سيجدون أنفسهم يحكمون سوريا، لكن نحن هنا نتحدث عن مكسب مؤقت لأننا لا نعرف هل يتمكن هؤلاء من الحكم ، أم سيتصرفون كما تصرفت كل الجماعات المماثلة لهم فكرا ومنهجا، حينما تقاتلوا وسجلوا فشلا ذريعا فى الحكم مما أدخل بلادهم فى دوامات الدول الفاشلة.

ثانى الرابحين ويحتار المرء هل يكون تركيا أم إسرائيل؟! عموما سوف أختار تركيا، فهى الراعى الرسمى والممول الأساسى لهيئة تحرير أو تنظيم الشام، وهى الدولة التى استضافت 3 ملايين لاجئ، سوف يعود غالبيتهم لبلدهم، لأن منطق لجوئهم قد انتهى وهو سقوط النظام. تركيا ستكون اللاعب الأساسى فى سوريا خلال الفترة المقبلة. وستحاول توجيه ضربات قوية للقوى الكردية المناوئة لها  سواء بواسطة جيشها أو القوى الجديدة.

ثالث الرابحين هو إسرائيل، صحيح أن النظام السورى السابق لم يوجه رصاصة واحدة ضد إسرائيل منذ زمن، لكنه على الأقل كان يقدم دعما متنوعا لكل القوى التى تحارب إسرائيل وتستنزفها، وبالتالى سوف تتخلص إسرائيل من هذا الصداع، والأهم أن الإمدادات التى كانت تأتى من إيران وغيرها لحزب الله تعرضت لضربة موجعة جدا، وقد نكتشف قريبا أن إسرائيل ربما تكون تعاونت مع الجماعات المسلحة التى أسقطت الأسد. ثم إن إسرائيل استغلت حالة الفوضى السورية يوم الأحد الماضى، وقامت بالاستيلاء على مساحات واسعة من المنطقة العازلة فى الجولان السورى المحتل، وواصلت توجيه ضربات للمقدرات العسكرية السورية حتى بعد سقوط النظام لأن هدفها الأساسى هو إضعاف البلد كله وليس فقط النظام.

الرابح الرابع هو الولايات المتحدة، التى كانت ترى فى الأسد شوكة فى أهدافها، إضافة إلى أن  خصومها وهم روسيا وإيران، خسروا حليفا مهما فى رقعة الصراع، وكل خسارة لهما تصب فى مصلحة الولايات المتحدة.

قد يسأل البعض ويقول، ولماذا لم نتحدث عن الشعب السورى وموقعه من الإعراب فى جملة المكاسب والخسائر؟!

إجابة هذا السؤال سوف تتحدد على طبيعة الحكم فى الفترة المقبلة، هل تنجح هذه التنظيمات المتطرفة والإرهابية فى التحول إلى قوى مدنية حقيقية وتسلم أسلحتها لجيش موحد، أم يتم استنساخ النموذج الليبى ، وبالتالى يدفع الشعب السورى الثمن مرة أخرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرابحون والخاسرون من سقوط نظام الأسد الرابحون والخاسرون من سقوط نظام الأسد



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon