توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عواقب منع التصوير

  مصر اليوم -

عواقب منع التصوير

بقلم : عماد الدين حسين

لو أن كل وزارة قررت أن تتخذ نفس الإجراء الذى اتخذته وزارة التعليم الأسبوع الماضى بمنع التصوير، فلن تجد الصحافة والإعلام عملا، وسيكون هذا الإجراء حال تعميمه أفضل هدية يمكن تقديمها للمقصرين والمهملين والفاسدين.
وزارة التعليم قررت منع التصوير داخل كل مدارسها وهيئاتها وإداراتها إلا بإذن مسبق حفاظا على ما أسمته الحفاظ على هيبة المؤسسات التعليمية واحترام العاملين بها!
والسؤال هو: ما هى الرسالة التى ترسلها هذه الهيئات والوزارات والمؤسسات، حينما تمنع التصوير داخلها، وهل استأذنت الحكومة فى هذا الإجراء، أم أنه قرار فردى؟
قبل الإجابة على هذا السؤال نذكر أن الجميع تفهم صدور قرارات تمنع التصوير فى الأماكن والمنشآت العسكرية، لأن هدفه الحفاظ على الأمن القومى، والجميع أيضا يتفهم عدم نشر أى بيانات أو أرقام تخص عمليات مواجهة الإرهاب، لأنها ثغرة يمكن لوسائل إعلام معادية أن تنفذ منها لنشر الشائعات والمعلومات والبيانات المشوهة.
لكن ما هو الهدف من منع التصوير فى وزارتى التعليم والصحة وقبلها المحاكم، ومن الذين سنحميهم من وراء هذه القرارات؟
قولا واحدا كل العاملين والموظفين والقياديين العاملين فى هذه الوزارات والهيئات سيكونون سعداء جدا، حينما يتم فضح وتجريس ومعاقبة ومساءلة أى موظف مرتشٍ أو مقصر أو مهمل أو مجرم، ولن يكونوا سعداء بالمرة حينما يتم التغطية على مثل هذا المسئول الفاسد أو المهمل؟!
ما الذى يضير وزارة التعليم أن يكون هناك مدير مدرسة أهمل فى توفير مستلزمات العملية التعليمية، وما الذى يضير وزارة الصحة أن يكون هناك موظف أهمل فى عدم توفير أنابيب الأكسجين لأحد المستشفيات، وما الذى يضير وزارة العدل، تصوير وقائع محاكمة أى متهم طالما أن كل ذلك يتم فى إطار القانون؟
لا أظن أن وجود أخطاء فردية داخل أى وزارة يمكن أن يسىء إليها، بل الطبيعى أن العكس هو الصحيح، ونشر أى وقائع إهمال أو مخالفات أو حتى فساد فردية يبعث برسالة واضحة للرأى العام، بأن هذه الوزارات لا تتستر على أى خطأ.
حينما يتم التوسع فى منع التصوير أو نشر الأخبار داخل هذه الوزارات فإن هناك وسائل إعلام متعددة لا تخضع لأى سلطة مصرية داخلية سوف تتوسع فى نشر هذه الأخبار، بل ستكون هناك فرصة لوسائل الإعلام المعادية فى نشر الافتراءات والشائعات استغلالا لأن القانون يقيد نشر الأخبار والصور الخاصة بهذه الوزارات.
تعتقد بعض الهيئات والوزارات أن التكتم والصمت يعنى أن كل الأمور تمام، ولن يشعر أحد بوجود أخطاء أو تقصير، لكن هؤلاء ينسون أن وسائل التواصل الاجتماعى صارت قادرة على نشر أى شىء وفى أى وقت، وبالتالى فالأفضل أن يتم النشر عبر وسائل الإعلام الرسمية والمرخصة والقانونية سواء كانت حكومية أو خاصة، حتى لا تكون هناك فرصة أمام المتربصين لتشويه الأمور.
من سوء الحظ أن فلسفة عدم النشر إلا عبر البيانات الرسمية تتوسع أكثر وأكثر. ولا يعلم بعض المسئولين أن غالبية البيانات الرسمية جامدة وباردة، ولن تفيد أصحابها، خصوصا إذا كانت لا تعبر عن الواقع بدقة، وبالتالى فإن اعتقاد الوزارات بضرورة التوسع فى نشر البيانات الرسمية، وعدم نشر أى وجهة نظر أخرى مفيد لها هو اعتقاد خاطئ تماما، وسوف تدفع ثمنه هذه الوزارات إن آجلا أو عاجلا من سمعتها ومن عدم تصديق الناس لها.
حتى الآن لا أعرف لماذا اتخذت وزارات التعليم والصحة والعدل قرارات عدم التصوير طالما أن هناك قانونا يمكنه معاقبة أى وسيلة إعلام تنشر أخبارا كاذبة أو غير مدققة؟!
أتمنى أن تراجع الوزارات نفسها، وأتمنى أكثر أن تدرس الحكومة هذه الإجراءات لأنها وإن كانت تريح بعض الوزارات والمؤسسات من صداع الإعلام قليلا. فإن عواقبها شديدة الخطورة، أقلها أن القراء والرأى العام سوف ينصرف عن متابعة وسائل الإعلام الرسمية والتقليدية ولن يصدقها، وسيذهب إلى وسائل أخرى حتى لو كانت معادية أو متربصة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عواقب منع التصوير عواقب منع التصوير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon