توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حال الصحف القومية الآن

  مصر اليوم -

حال الصحف القومية الآن

بقلم: عماد الدين حسين

ما هو حال الصحف القومية التى تشرف عليها الهيئة الوطنية للصحافة، والسؤال الأهم ما هو مستقبلها، وكيف يمكن أن تعود أكثر تأثيرا داخل وخارج مصر؟!

هذا السؤال كان محور نقاش مهم داخل لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ التى يترأسها محمود مسلم مع المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة الأسبوع الماضى.
الشوربجى لديه قناعة تامة أن هناك محورين أساسيين مترابطين للنهوض بالإعلام المصرى، الأول اقتصادى ويتعلق بحل المشاكل الاقتصادية التى تحاصر معظم أو كل المؤسسات، والثانى يتعلق بتطوير المحتوى.
الأرقام تقول إن فى المؤسسات الصحفية حوالى ٤ آلاف صحفى و٩ آلاف إدارى و٧ آلاف عامل أى أن هناك ٢٫٥ إدارى لكل صحفى. حجم المصروفات السنوية لها ٣٫٤ مليار جنيه، منها ٢٫١٥ مليار جنيه مرتبات تتحمل الدولة منها ٦٦٠ مليون جنيه بنسبة ٣١٪ أو بنسبة ٢١٪ من إجمالى النفقات.
هذه المؤسسات، عليها ٧ مليارات جنيه ضرائب بالفوائد، وهى أيضا مدينة بحوالى ٣ مليارات جنيه لهيئة التأمينات، فى حين أن أصل الدين كان ١٫٩ مليار جنيه فقط. وتمكن الشوربجى من التوصل إلى اتفاق بتقسيط مديونية التأمينات على ٥٠ سنة، على أن تدفع المؤسسات ٤ ملايين جنيه شهرى.
معظم هذه المديونية متراكمة منذ سنوات طويلة مضت بعضها يعود لعام ١٩٨٠.
حصيلة الإعلانات تراجعت فى كل الصحف كما أن المؤسسات الصحفية كانت تعتمد إلى حد كبير على طبع كتب وزارة التعليم، لكن ولأسباب مختلفة فإن طبع الكتب بدأ يقل أو يتوقف بسبب المناهج الإلكترونية، وتلك مشكلة كبيرة لهذه الصحف.
بند بنزين السيارات فقط فى هذه المؤسسات كان يصل إلى مليون ونص المليون جنيه سنويا فى مؤسسة واحدة.
الآن بدأ كل ذلك يتوقف وهناك تقييم كل ثلاثة أشهر والنتيجة المبشرة هى أن الخسائر انخفضت بنسبة ١٠٪ هذا العام.
النشاط غير الصحفى للعديد من المؤسسات بدأ يلعب دورا كبيرا فى المساهمة فى إيراداتها مثل الجامعات. وإحدى المؤسسات تحصل على حوالى ٥٠٠ مليون جنيه من وراء جامعتها الخاصة. وهناك ندوات ومعارض لها رعاة تحقق دخلا معقولا.
المشاكل المتراكمة فى المؤسسات القومية كثيرة إحدى هذه المؤسسات حصلت على قرض بقيمة ٥٦ مليون جنيه لشراء مطبعة.
وبسبب عدم سداد أقساط الدين، ارتفع القرض إلى ٣٠٠ مليون جنيه، والمهندس الشوربجى تمكن من حل عملى لهذه المشكلة.
بعض المؤسسات الأخرى مدينة لبنك الاستثمار القومى ولم تكن تسدد.
وهناك محاولات لسداد أصول الدين والتفاوض بشأن فوائد هذه القروض.
والمؤسسات القومية ممنوعة الآن من الحصول على قروض حتى لا تزيد المديونية، ومطلوب من كل مؤسسة أن تبدأ فى عملية إعادة هيكلة شاملة لحل مشاكلها.
طبعا السبب فى تراكم مديونيات الضرائب والتأمينات وأحيانا الجمارك هو أن هذه المؤسسات الصحفية لم تكن تدفع قبل عام ٢٠١١ «والأمور كانت ماشية بالبركة والجدعنة».
الآن اختلف الوضع وصار مطلوبا من الجميع التقشف وبدء الهيكلة.
وبسبب هذا التقشف فإن الهيئة الوطنية للصحافة طلبت من الصحف وقف التعيينات تماما.
القرار مهم لإعادة الهيكلة لكنه فى نفس الوقت مدمر للمهنة على المدى الطويل.
وخلال اللقاء فى مجلس الشيوخ قلت للمهندس الشوربجى إننى أحيى دورك فى عملية الإصلاح الشامل للصحف القومية، وقرار وقف التعيينات الإدارية مهم جدا، لكن وقف تعيين الصحفيين سيؤدى إلى أن تشيخ هذه المؤسسات خلال سنوات قليلة، لأن كل عامليها سيكونون «جنرالات من دون جنود»، ولن تجد فى المستقبل دماء جديدة تقودها.
اقترحت على المهندس الشوربجى أن يكون هناك تعيين صحفى مقابل كل عشرة إداريين أو صحفيين سيتم إحالتهم للمعاش. وهو قال إنه أعطى لرؤساء التحرير حق التمديد للصحفيين وليس للإداريين إضافة لوجود صف ثان للقيادات.
الجانب الاقتصادى هو الضاغط لأن الدولة لن تستطيع أن تستمر طويلا فى الإنفاق على الصحف، وفى نفس الوقت فإن السؤال الأهم هو: كيف يمكن تطوير المحتوى ليكون جذابا ومقنعا للجماهير، علما بأن إحدى الصحف المسائية التى توقفت كانت توزع ٣٠٠ نسخة فى حين أن النسخ الإلكترونية يمكن أن يقرأها عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف.
الاقتصاد مهم لكن فى حالة الإعلام فالمحتوى هو الأساس ومن دونه تتحول هذه المؤسسات إلى مشروعات تجارية فقط.
الشوربجى يبذل جهدا كبيرا، لكن المشكلة عميقة وتحتاج لجهد الجميع، لكن من المهم الوعى بأنه لا يمكن بأى حال الرهان على حل المشكلة من دون توازى المسارين الاقتصادى مع المحتوى والأخير يتطلب توافر أكبر قدر من الحرية المسئولة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حال الصحف القومية الآن حال الصحف القومية الآن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon