توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حال الصحف القومية الآن

  مصر اليوم -

حال الصحف القومية الآن

بقلم: عماد الدين حسين

ما هو حال الصحف القومية التى تشرف عليها الهيئة الوطنية للصحافة، والسؤال الأهم ما هو مستقبلها، وكيف يمكن أن تعود أكثر تأثيرا داخل وخارج مصر؟!

هذا السؤال كان محور نقاش مهم داخل لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ التى يترأسها محمود مسلم مع المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة الأسبوع الماضى.
الشوربجى لديه قناعة تامة أن هناك محورين أساسيين مترابطين للنهوض بالإعلام المصرى، الأول اقتصادى ويتعلق بحل المشاكل الاقتصادية التى تحاصر معظم أو كل المؤسسات، والثانى يتعلق بتطوير المحتوى.
الأرقام تقول إن فى المؤسسات الصحفية حوالى ٤ آلاف صحفى و٩ آلاف إدارى و٧ آلاف عامل أى أن هناك ٢٫٥ إدارى لكل صحفى. حجم المصروفات السنوية لها ٣٫٤ مليار جنيه، منها ٢٫١٥ مليار جنيه مرتبات تتحمل الدولة منها ٦٦٠ مليون جنيه بنسبة ٣١٪ أو بنسبة ٢١٪ من إجمالى النفقات.
هذه المؤسسات، عليها ٧ مليارات جنيه ضرائب بالفوائد، وهى أيضا مدينة بحوالى ٣ مليارات جنيه لهيئة التأمينات، فى حين أن أصل الدين كان ١٫٩ مليار جنيه فقط. وتمكن الشوربجى من التوصل إلى اتفاق بتقسيط مديونية التأمينات على ٥٠ سنة، على أن تدفع المؤسسات ٤ ملايين جنيه شهرى.
معظم هذه المديونية متراكمة منذ سنوات طويلة مضت بعضها يعود لعام ١٩٨٠.
حصيلة الإعلانات تراجعت فى كل الصحف كما أن المؤسسات الصحفية كانت تعتمد إلى حد كبير على طبع كتب وزارة التعليم، لكن ولأسباب مختلفة فإن طبع الكتب بدأ يقل أو يتوقف بسبب المناهج الإلكترونية، وتلك مشكلة كبيرة لهذه الصحف.
بند بنزين السيارات فقط فى هذه المؤسسات كان يصل إلى مليون ونص المليون جنيه سنويا فى مؤسسة واحدة.
الآن بدأ كل ذلك يتوقف وهناك تقييم كل ثلاثة أشهر والنتيجة المبشرة هى أن الخسائر انخفضت بنسبة ١٠٪ هذا العام.
النشاط غير الصحفى للعديد من المؤسسات بدأ يلعب دورا كبيرا فى المساهمة فى إيراداتها مثل الجامعات. وإحدى المؤسسات تحصل على حوالى ٥٠٠ مليون جنيه من وراء جامعتها الخاصة. وهناك ندوات ومعارض لها رعاة تحقق دخلا معقولا.
المشاكل المتراكمة فى المؤسسات القومية كثيرة إحدى هذه المؤسسات حصلت على قرض بقيمة ٥٦ مليون جنيه لشراء مطبعة.
وبسبب عدم سداد أقساط الدين، ارتفع القرض إلى ٣٠٠ مليون جنيه، والمهندس الشوربجى تمكن من حل عملى لهذه المشكلة.
بعض المؤسسات الأخرى مدينة لبنك الاستثمار القومى ولم تكن تسدد.
وهناك محاولات لسداد أصول الدين والتفاوض بشأن فوائد هذه القروض.
والمؤسسات القومية ممنوعة الآن من الحصول على قروض حتى لا تزيد المديونية، ومطلوب من كل مؤسسة أن تبدأ فى عملية إعادة هيكلة شاملة لحل مشاكلها.
طبعا السبب فى تراكم مديونيات الضرائب والتأمينات وأحيانا الجمارك هو أن هذه المؤسسات الصحفية لم تكن تدفع قبل عام ٢٠١١ «والأمور كانت ماشية بالبركة والجدعنة».
الآن اختلف الوضع وصار مطلوبا من الجميع التقشف وبدء الهيكلة.
وبسبب هذا التقشف فإن الهيئة الوطنية للصحافة طلبت من الصحف وقف التعيينات تماما.
القرار مهم لإعادة الهيكلة لكنه فى نفس الوقت مدمر للمهنة على المدى الطويل.
وخلال اللقاء فى مجلس الشيوخ قلت للمهندس الشوربجى إننى أحيى دورك فى عملية الإصلاح الشامل للصحف القومية، وقرار وقف التعيينات الإدارية مهم جدا، لكن وقف تعيين الصحفيين سيؤدى إلى أن تشيخ هذه المؤسسات خلال سنوات قليلة، لأن كل عامليها سيكونون «جنرالات من دون جنود»، ولن تجد فى المستقبل دماء جديدة تقودها.
اقترحت على المهندس الشوربجى أن يكون هناك تعيين صحفى مقابل كل عشرة إداريين أو صحفيين سيتم إحالتهم للمعاش. وهو قال إنه أعطى لرؤساء التحرير حق التمديد للصحفيين وليس للإداريين إضافة لوجود صف ثان للقيادات.
الجانب الاقتصادى هو الضاغط لأن الدولة لن تستطيع أن تستمر طويلا فى الإنفاق على الصحف، وفى نفس الوقت فإن السؤال الأهم هو: كيف يمكن تطوير المحتوى ليكون جذابا ومقنعا للجماهير، علما بأن إحدى الصحف المسائية التى توقفت كانت توزع ٣٠٠ نسخة فى حين أن النسخ الإلكترونية يمكن أن يقرأها عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف.
الاقتصاد مهم لكن فى حالة الإعلام فالمحتوى هو الأساس ومن دونه تتحول هذه المؤسسات إلى مشروعات تجارية فقط.
الشوربجى يبذل جهدا كبيرا، لكن المشكلة عميقة وتحتاج لجهد الجميع، لكن من المهم الوعى بأنه لا يمكن بأى حال الرهان على حل المشكلة من دون توازى المسارين الاقتصادى مع المحتوى والأخير يتطلب توافر أكبر قدر من الحرية المسئولة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حال الصحف القومية الآن حال الصحف القومية الآن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon