توقيت القاهرة المحلي 11:34:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نفهم طريقة التفاوض الإسرائيلية؟

  مصر اليوم -

كيف نفهم طريقة التفاوض الإسرائيلية

بقلم: عماد الدين حسين

حزب الله اللبنانى أعلن الحرب على إسرائيل فى 8 أكتوبر عام 2023 إسنادا للمقاومة الفلسطينية عقب يوم واحد من بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى 7 أكتوبر، وهو نفس اليوم الذى نفذت فيه المقاومة عملية «طوفان الأقصى».

الحرب بين إسرائيل وحزب الله ظلت تخضع لما سمى بـ«قواعد الاشتباك المنضبطة» حتى يوم 31 يوليو حينما نجحت إسرائيل فى هذا اليوم فى اغتيال فؤاد شكر القائد العسكرى لحزب الله فى الضاحية الجنوبية لبيروت، وبعده بساعات إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس فى طهران.

حتى هذا اليوم كان الطلب الإسرائيلى الرئيسى وربما الوحيد من حزب الله هو أن يتوقف حزب الله عن إطلاق النار، كى تتمكن إسرائيل من إعادة نحو 80 ألفا من سكان قرى ومدن ومستوطنات الشمال إلى بيوتهم، بعد أن تم تهجيرهم بسبب صواريخ حزب الله. الحزب ظل يرفض وقف النار، حتى يتوقف عدوان إسرائيل على قطاع غزة.

بعد أن أجهزت إسرائيل تقريبا على قطاع غزة وحولته طوال عام إلى مكان لا يصلح للحياة لوقت طويل، استدارت إلى جنوب لبنان وبدأت فى الاستهداف الممنهج لكبار قيادات حزب الله، وكانت بداية التغير النوعى تنفيذ «عملية البيجر» فى منتصف سبتمبر الماضى، وأصابت خلاله حوالى 2800 من قيادات وكوادر الحزب، ووصلت الذروة باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله فى 27 سبتمبر الماضى، والعديد من كبار قيادات الحزب» كما تأكد أن هاشم صفى الدين خليفة حسن نصرالله قد تم اغتياله أيضا.

الآن بدأت إسرائيل تنفيذ نفس سيناريو قطاع غزة فى جنوب لبنان بل وبيروت نفسها والعديد من المدن اللبنانية، وحولت أكثر من مليون لبنانى إلى نازحين.

إسرائيل فى بداية عدوانها كان أقصى مطالبها هو  وقف إطلاق النار وفصل جبهة لبنان عن غزة. الآن تغير كل شىء، وسمعنا وقرأنا يوم الإثنين  قبل الماضى تقريرا على موقع «أكسيوس» الأمريكى مفاده أن إسرائيل قدمت للولايات المتحدة وثيقة مبادئ تتضمن شروطها لوقف العدوان على لبنان.

أهم هذه الشروط السماح لسلاح الجو الإسرائيلى بحرية العمل فى المجال الجوى اللبنانى للتأكد من أن حزب الله لن يعيد تسليح نفسه. والتنفيذ الكامل للقرار رقم 1701 خصوصا انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطانى أى بعيدا عن الحدود الإسرائيلية بـ30 كيلو مترا، وانتشار الجيش اللبنانى فى الجنوب بعد انسحاب حزب الله.

وبالطبع سمعنا أيضا عن رغبة إسرائيلية بضرورة إخراج حزب الله من المعادلة السياسية اللبنانية وانتخاب رئيس لبنانى جديد يكون معتدلا.

 وسمعنا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يتحدث بعد اغتيال حسن نصر الله عن أن إسرائيل تريد إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد.

إذن إسرائيل غيرت من شروط وقف العدوان من مجرد توقف حزب الله عن قصف شمال إسرائيل، إلى نزع سلاحه والانسحاب إلى ما وراء نهر الليطانى.

ومن يدرى فربما إذا تمكنت إسرائيل من توجيه ضربة موجعة لإيران، ردا على الرد الإيرانى على اغتيال إسماعيل هنية، فربما تتمكن فعلا من ترجمة حديثها إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد.

طبقا لمراقبين كثيرين فإن إسرائيل لن تكون قادرة على رسم المنطقة من جديد، حتى لو وقفت أمريكا معها. هى قد تكون نجحت فى توجيه ضربات تكتيكية موجعة إلى خصومها، لكن رسم خريطة المنطقة أمر شبه مستحيل، بالنظر إلى أن هناك دولا وحكومات ما تزال تعارض ذلك، والأهم أن أغلب شعوب المنطقة، ستقاوم ذلك.

لكن نعود إلى ما بدأنا به وهو أن تكتيك التفاوض الإسرائيلى يتغير ويتطور حسب الموقف، فمن مجرد وقف إطلاق النار على مستعمرات الشمال حتى يعود المهجرون الإسرائيليون إلى بيوتهم، إلى إعادة رسم المشهد السياسى فى لبنان، وكل المشهد فى المنطقة.

لماذا نثير هذا الموضوع الآن؟!

ببساطة لأن هذا هو جوهر المشروع الإسرائيلى. وهذا المشروع يريد قضم المنطقة بأكملها قطعة قطعة، ولن ينجو أحد، ما لم تكن هناك خطط بديلة لمواجهة هذا المخطط.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نفهم طريقة التفاوض الإسرائيلية كيف نفهم طريقة التفاوض الإسرائيلية



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon