توقيت القاهرة المحلي 18:52:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

140 دولارا للبترول... من يدفع الفاتورة؟

  مصر اليوم -

140 دولارا للبترول من يدفع الفاتورة

بقلم: عماد الدين حسين

يوم الأحد الماضى قفز سعر برميل النفط من خام برنت القياسى العالمى ليلامس مستوى ١٤٠ دولارا، ليقترب من أعلى مستوى له على الإطلاق وهو ١٤٧٫٥ دولار والمسجل فى أغسطس من عام ٢٠٠٨ وطوال الأسبوع فإن السعر ظل فوق حاجز
الـ110 دولارات.
ما الذى تعنيه هذه القفزات المستمرة فى سعر النفط بفعل عوامل كثيرة أهمها الصراع الروسى الغربى بعد دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا ابتداء من يوم ٢٤ فبراير الماضى؟
هذا السعر الكبير جدا لأسعار البترول يعنى ببساطة أن خزائن بعض الدول والشركات والأفراد، سوف تمتلئ عن آخرها، وخزائن بعض الدول والشركات والمواطنين سوف تفرغ تماما.
وبعبارة أخرى فإن الدول المنتجة للنفط والغاز هى الكاسب الأكبر من هذه القفزات المتتالية، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية المنتج الأكبر للنفط والغاز عالميا.
الخبر الأسوأ لمستوردى النفط والغاز وسائر أنواع الوقود هو وجود توقعات تقول بأن سعر برميل النفط قد يرتفع إلى أكثر من ١٨٥ دولارا خلال هذا العام، إذا استمرت الأزمة الأوكرانية، وإذا تعثر الوصول إلى اتفاق نووى جديد بين إيران وكل من الولايات المتحدة والغرب، فى المفاوضات الجارية حاليا فى فيينا.
هذه التوقعات على ذمة محللين فى «جيه. بى. مورجان» ونقلتها وكالة رويترز قبل ثلاثة أيام.
فى تقدير أمريتا سين الشريك المؤسس فى معهد أبحاث «إنرجى أسبكتس» فإن إيران كانت العامل الوحيد الداعم لنزول الأسعار، وإذا تأخر التوصل للاتفاق النووى، فالمحتمل أن يتم استهلاك المخزونات بسرعة أكبر، خصوصا إذا ظل النفط الروسى بعيدا عن الأسواق لفترة طويلة، علما أن روسيا تصدر ٧ ملايين برميل من النفط والمنتجات المكررة تعادل ٧٪ من الإمدادات العالمية إضافة إلى أن الصادرات من كازاخستان عبر الموانئ الروسية تواجه صعوبات. وحتى فى حالة التوصل لاتفاق بين طهران والغرب، فإن إيران تحتاج عدة أشهر قبل إمكانية استعادة التدفقات النفطية بالصورة الطبيعية. والملفت فى هذا الصدد هو أن موسكو نصحت طهران بأن تصر على الحصول على ضمانات أمريكية مكتوبة بألا تضر العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بالتعاون بين روسيا وإيران، كما أن الصين أثارت مطالب جديدة فى المحادثات من شأنها تعطيل التوصل لاتفاق.
فى اليوم التالى لهذا الصعود الجنونى للنفط، قفزت أسعار الغاز فى أوروبا بنسبة ٦٠٪ مسجلة رقما قياسيا تاريخيا حيث تجاوز كل ألف متر مكعب ٣٦٠٠ دولار فى بورصة لندن، كما سجّل سعر جالون الغاز فى أمريكا سعرا قياسيا.
ومما يعزز من المخاوف هو إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن وقف استيراد النفط والغاز من روسيا، ثم إعلان وزير خارجيته الأمريكى بلينكن بأن بلاده تناقش مع حلفائها فى الاتحاد الأوروبى بشكل جدى ومكثف إمكانية حظر واردات النفط الروسى، علما أن العقوبات الغربية استثنت حتى الآن قطاع الطاقة الروسى، من أجل الحفاظ على استقرار الأسواق العالمية والأوروبية، وردت موسكو بأن قرارا مثل هذا قد يرفع سعر البرميل إلى 300 دولار.
نعود للسؤال الذى بدأنا به وهو: كيف سيكون تأثير ذلك على العالم؟!
للأسف الشديد عدد كبير من بلدان العالم سوف يدفع ثمنا فادحا لهذا الصعود المتوالى فى سعر النفط، فى حين أن الدول المنتجة للنفط والغاز هى التى ستجنى مليارات الدولارات.
نتذكر أن الحكومة المصرية على سبيل المثال قد وضعت سعرا تقديريا لبرميل النفط فى موازنة ٢٠٢١ ــ ٢٠٢٢ هو ٦٨ دولارا. وهى قالت أكثر من مرة إن كل ارتفاع بمقدار دولار واحد فوق هذا السعر التقديرى يكلف الموازنة العامة للدولة نحو ٢.٣ مليار جنيه.
استمرار هذا الصعود القياسى يعنى اضطرار كل الدول المستوردة للنفط والغاز إلى رفع أسعار كل أو معظم أسعار الوقود، وبالتالى فإن الثمن سوف تتحمله الحكومات فى تأخير عمليات التنمية، ووقف أى مشروعات كبرى، ثم ثمن أكبر يتحمله المواطنون الذين سوف يدفعون الفاتورة النهائية لهذه الارتفاعات.
حينما يرتفع سعر الوقود فإن غالبية السلع سوف تشهد ارتفاعات مماثلة، علما أن سلعا كثيرة ارتفعت بالفعل فى أسواق العالم حتى قبل ارتفاع أسعار البترول بهذه الصورة. الفترة المقبلة شديدة الصعوبة على كل بلد يستورد نفطا أو حبوبا أو أية سلع أساسية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

140 دولارا للبترول من يدفع الفاتورة 140 دولارا للبترول من يدفع الفاتورة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon