توقيت القاهرة المحلي 21:08:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاقتصاد الأردنى.. طموحات كبيرة وتحديات أكبر

  مصر اليوم -

الاقتصاد الأردنى طموحات كبيرة وتحديات أكبر

بقلم: عماد الدين حسين

الاقتصاد الأردنى يواجه غالبية التحديات التى يواجهها الاقتصاد المصرى مع فارق أن هناك ١٠٥ ملايين نسمة فى مصر و11.5 مليون فى الأردن.
أحد التحديات الأساسية التى تواجه الأردن أنها تستضيف أكثر من ٢ مليون فلسطينى و١٫٥ مليون سورى، إضافة إلى نحو ٣ ملايين آخرين غيرأردنيين، يضغطون بشدة على الاقتصاد الأردنى، خصوصا أن غالبية اللاجئين لا يعيشون فى مخيمات، بل هم مندمجون فى النسيج الأردنى وليسوا داخل مخيمات معزولة. وإضافة للمشكلات الاقتصادية فهناك المشكلات الاجتماعية خصوصا أن نصف اللاجئين السوريين مثلا فى الفئة العمرية تحت ١٥ سنة وكل هؤلاء يضغطون على البنية التحتية والموارد شديدة المحدودية.
المشكلة الأساسية أن الأردن يدفع دائما ثمنا كبيرا لكل مشكلات المنطقة، خصوصا أنه يقع فى منطقة اضطرابات شبه دائمة منذ عام ١٩٤٨، وبعدها ١٩٦٧، ثم الغزو العراقى للكويت عام ١٩٩٠، ثم حصار الغرب للعراق وبعدها غزوه عام ٢٠٠٣، ثم أزمات الربيع العربى وأخطرها الأزمة السورية، والآن جاءت كورونا ثم أوكرانيا لتزيد الأمور تفاقما.
وحسب ما قاله دولة رئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة لنا نحن الوفد الصحفى المصرى الذى زار الأردن الأسبوع الماضى، فإن فيروس كورونا أكل الأخضر فى المنطقة، وجاءت الأزمة الأوكرانية لتأكل اليابس!
لكن المشكلة أن الأردن يستورد ٩٦٪ من احتياجاته من البترول، وهو بلد بلا موارد طبيعية كبيرة، خصوصا المياه حيث يصنف باعتباره ثانى أفقر بلد فى العالم فى شح المياه. ورغم كل ذلك فإن الأردن قبل أزمة أوكرانيا كان لديه احتياطى سلعى يصل إلى ١٥ شهرا، ومع الأزمة انخفض الاحتياطى إلى ٦ شهور، وارتفعت البطالة إلى ما بين ٢٢ ــ ٢٥٪ والمشكلة الأخطر أن ٥٠٪ من العاطلين من فئة الشباب.
وطبقا لبيانات البنك المركزى الأردنى بشأن المؤشرات الكلية فإن معدل التضخم وصل فى الأيام الأخيرة إلى ٥٫٥٪، وانخفض معدل النمو إلى نحو ٢٫٢٪، بعد أن كان فوق الـ ٨٪ قبل كورونا وأوكرانيا، وكان قطاع العمالة غير المنظمة هو الذى دفع الثمن الأكبر بعد انخفاض النمو وتزايد البطالة. فى حين وصل عجز الموازنة إلى سالب 5.1% وعجز الحساب الجارى إلى 8.8%، وكذلك ارتفع حجم الديون الخارجية إلى أكثر من 41 مليار دولار خلال أول 5 أشهر من 2022، بنسبة 88.6 % من الناتج المحلى الإجمالى للمملكة، وهى نفس النسبة تقريبا لحجم الديون المصرية مقارنة بالناتج المحلى الإجمالى.
وحسب ما قاله لنا بشر الخصاونة فإن الأردن يحتاج إلى توفير ١٣٠ فرصة عمل سنويا، لكن القطاع الحكومى لا يستطيع أن يوفر أكثر من ١٥٪ من هذه النسبة، وبالتالى فالحل هو تشجيع القطاع الخاص ودعمه، وكذلك جذب الاستثمارات الأجنبية، إضافة لتصدير عمالة مؤهلة للأسواق العربية والإقليمية والدولية. والقضاء على عجز الموازنة الذى يبلغ ٢ مليار دينار سنويا.
فى تقدير وزير التخطيط الأردنى ناصر الشريدة فإن تداعيات الأزمة الأوكرانية ماتزال فى بدايتها وليس نهايتها، وهم يعذرون المواطنين الذين صار عدد كبير منهم غير قادر على تحمل آثار الأزمات الاقتصادية الخارجية، وبالتالى فإن الأردن يتحرك على أكثر من صعيد أولها استغلال العلاقات المتميزة للعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى دوليا، وثانيها عقد مؤتمر حضره ٥٠٠ شخصية اقتصادية لوضع رؤية اقتصادية تستمر حتى عام ٢٠٣٣، يكون هدفها الأساسى مضاعفة الناتج القومى، وخلق مليون فرصة عمل وجذب استثمارات لـ٤٢ مليار دينار خلال هذه الفترة. وبالتالى يمكن وقتها القول إن الأردن قد تخطى هذه الأزمة الاقتصادية التى لا تهدده هو فقط، بل تهدد عددا كبيرا من بلدان العالم خصوصا فى منطقتنا العربية.
كان الله فى عون الأردن، وكل من تأثر سلبا بتداعيات كورونا وإوكرانيا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد الأردنى طموحات كبيرة وتحديات أكبر الاقتصاد الأردنى طموحات كبيرة وتحديات أكبر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon