توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطريق إلى استراتيجية حقوق الإنسان

  مصر اليوم -

الطريق إلى استراتيجية حقوق الإنسان

بقلم : عماد الدين حسين

ظهر يوم السبت الماضى شهدت مصر حدثا مهما جدا، وهو إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.

الطريق إلى إعلان هذه الاستراتيجية لم يكن مفاجئا، بل هو نتيجة جهد ومناقشات طويلة استمرت أكثر من عام ونصف تقريبا.
أقول ذلك لأننى تشرفت بأننى كنت جزءا ولو صغيرا جدا من هذا الجهد، وبالتالى أتيح لى أن أتابع المجهود الضخم جدا الذى بذلته وزارة الخارجية المصرية وإدارة حقوق الإنسان بها، على مدى شهور طويلة، حتى وصلنا إلى مرحلة الإعلان والاطلاق الرسمى يوم السبت الماضى.

قبل شهور طويلة تلقيت اتصالا هاتفيا من السفير المحترم أحمد إيهاب جمال الدين مندوب مصر الدائم فى جنيف، والذى أشرف على هذا الملف المهم فى الخارجية.
هذا السفير وبحكم منصبه فى جنيف ــ حيث المجلس العالمى لحقوق الإنسان ــ هو الأكثر إدراكا لإنجاز هذه الاستراتيحية، والتى نتمنى أن تساهم فى إصلاح صورة مصر دوليا فى هذا الملف شديد الأهمية.
بعد الاتصال عرفت أن وزارة الخارجية نظمت حوارات ونقاشات وجلسات مع معظم قوى المجتمع المصرى بشأن هذه الاستراتيجية.

وفى مايو الماضى شاركت فى نقاشات مطولة مع نخبة من العقول المصرية المتميزة، وكان السؤال: كيف نصل إلى أفضل صيغة ممكنة تساعد على وضع استراتيجية فعالة تحمى حقوق الإنسان.
الحوارات أدارها باقتدار السفير أحمد إيهاب وبعد ذلك السفير علاء رشدى، وأتذكر جلستين مهمتين بمشاركة الأساتذة والخبراء الأفاضل مع حفظ الألقاب مثل عبدالمنعم سعيد وعصام شيحة وماجد عثمان ونهى بكر وطارق سعدة ونهاد أبو القمصان ونجاد البرعى.

هذه المجموعة كانت جزءا من مناقشات أوسع أدارتها الخارجية المصرية مع كل المؤسسات والجهات والمصالح والهيئات والنقابات المصرية ذات الصلة بهذا الملف.
وعلى سبيل المثال فقد التقت اللجنة مع المجلس القومى لحقوق الإنسان ولجان حقوق الإنسان فى مجلس النواب والشيوخ والعديد من ممثلى المظمات الحقوقية المصرية.
فى هذا الاجتماع الأول الذى جرت وقائعه فى ٨ مايو الماضى، قال لنا السفير إيهاب جمال الدين إن المناقشات بشأن الاستراتيجية بدأت فى يناير ٢٠٢٠. وعرفنا أيضا يومها من السفير علاء رشدى أن هناك هيئة استشارية مستقلة وجلسات استماع فعلية وأخرى افتراضية بهدف بناء الزخم الايجابى الذى يسبق إطلاق الاستراتيجية.

أتذكر خلال المناقشات إسهامات واضحة للمشاركين ومنهم الدكتور عبدالمنعم سعيد الذى قال إنها خطوة مهمة لأن القضية تمثل لنا كثيرا من الألم والخسارة خصوصا لسياستنا الخارجية. واقترح عصام شيحة الإفراج عن عدد من المسجونين وفتح قنوات الاتصال أكثر وأكثر بين الدول والمجتمع المدنى.

فى هذا النقاش ركز كثيرون على ضرورة معالجة قضية الحبس الاحتياطى خصوصا نجاد البرعى الذى تحدث مطولا عن ضرورة تعديل التشريعات التى تقود إلى الحبس الاحتياطى معتبرا أن استمرار هذا الملف من دون علاج يشوش على إنجازات داخلية كثيرة. البرعى وآخرون، تحدثوا أيضا عن ضرورة إصلاح بعض الثغرات فى السجون خصوصا تلك الموجود بها المحبوسون احتياطيا.

كان هناك حديث إيجابى عن الحقوق التى حصلت عليها المرأة. وحديث آخر عن ضرورة إعادة العلاقات الطيبة بين الدولة ومنظمات المجتمع الدولى، بما فيها بعض المنظمات التى صارت تعمل من خارج مصر، أما «المنظمات الإخوانية والمتعاطفة معهم» فلا أمل يرجى منها، وحسب أحد المشاركين فإن «العوض على الله فيها».

ما حدث فى هذه النقاشات كان مهما ومفيدا وسأعود إليه مرة أخرى إن شاء الله، لأن الموضوع يستحق، والأهم بطبيعة الحال هو الاجابة عن السؤال الجوهرى: كيف يمكن ترجمة الكلام الجميل إلى واقع على الأرض يصل إلى الناس؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق إلى استراتيجية حقوق الإنسان الطريق إلى استراتيجية حقوق الإنسان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon