توقيت القاهرة المحلي 20:48:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطريق إلى استراتيجية حقوق الإنسان

  مصر اليوم -

الطريق إلى استراتيجية حقوق الإنسان

بقلم : عماد الدين حسين

ظهر يوم السبت الماضى شهدت مصر حدثا مهما جدا، وهو إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.

الطريق إلى إعلان هذه الاستراتيجية لم يكن مفاجئا، بل هو نتيجة جهد ومناقشات طويلة استمرت أكثر من عام ونصف تقريبا.
أقول ذلك لأننى تشرفت بأننى كنت جزءا ولو صغيرا جدا من هذا الجهد، وبالتالى أتيح لى أن أتابع المجهود الضخم جدا الذى بذلته وزارة الخارجية المصرية وإدارة حقوق الإنسان بها، على مدى شهور طويلة، حتى وصلنا إلى مرحلة الإعلان والاطلاق الرسمى يوم السبت الماضى.

قبل شهور طويلة تلقيت اتصالا هاتفيا من السفير المحترم أحمد إيهاب جمال الدين مندوب مصر الدائم فى جنيف، والذى أشرف على هذا الملف المهم فى الخارجية.
هذا السفير وبحكم منصبه فى جنيف ــ حيث المجلس العالمى لحقوق الإنسان ــ هو الأكثر إدراكا لإنجاز هذه الاستراتيحية، والتى نتمنى أن تساهم فى إصلاح صورة مصر دوليا فى هذا الملف شديد الأهمية.
بعد الاتصال عرفت أن وزارة الخارجية نظمت حوارات ونقاشات وجلسات مع معظم قوى المجتمع المصرى بشأن هذه الاستراتيجية.

وفى مايو الماضى شاركت فى نقاشات مطولة مع نخبة من العقول المصرية المتميزة، وكان السؤال: كيف نصل إلى أفضل صيغة ممكنة تساعد على وضع استراتيجية فعالة تحمى حقوق الإنسان.
الحوارات أدارها باقتدار السفير أحمد إيهاب وبعد ذلك السفير علاء رشدى، وأتذكر جلستين مهمتين بمشاركة الأساتذة والخبراء الأفاضل مع حفظ الألقاب مثل عبدالمنعم سعيد وعصام شيحة وماجد عثمان ونهى بكر وطارق سعدة ونهاد أبو القمصان ونجاد البرعى.

هذه المجموعة كانت جزءا من مناقشات أوسع أدارتها الخارجية المصرية مع كل المؤسسات والجهات والمصالح والهيئات والنقابات المصرية ذات الصلة بهذا الملف.
وعلى سبيل المثال فقد التقت اللجنة مع المجلس القومى لحقوق الإنسان ولجان حقوق الإنسان فى مجلس النواب والشيوخ والعديد من ممثلى المظمات الحقوقية المصرية.
فى هذا الاجتماع الأول الذى جرت وقائعه فى ٨ مايو الماضى، قال لنا السفير إيهاب جمال الدين إن المناقشات بشأن الاستراتيجية بدأت فى يناير ٢٠٢٠. وعرفنا أيضا يومها من السفير علاء رشدى أن هناك هيئة استشارية مستقلة وجلسات استماع فعلية وأخرى افتراضية بهدف بناء الزخم الايجابى الذى يسبق إطلاق الاستراتيجية.

أتذكر خلال المناقشات إسهامات واضحة للمشاركين ومنهم الدكتور عبدالمنعم سعيد الذى قال إنها خطوة مهمة لأن القضية تمثل لنا كثيرا من الألم والخسارة خصوصا لسياستنا الخارجية. واقترح عصام شيحة الإفراج عن عدد من المسجونين وفتح قنوات الاتصال أكثر وأكثر بين الدول والمجتمع المدنى.

فى هذا النقاش ركز كثيرون على ضرورة معالجة قضية الحبس الاحتياطى خصوصا نجاد البرعى الذى تحدث مطولا عن ضرورة تعديل التشريعات التى تقود إلى الحبس الاحتياطى معتبرا أن استمرار هذا الملف من دون علاج يشوش على إنجازات داخلية كثيرة. البرعى وآخرون، تحدثوا أيضا عن ضرورة إصلاح بعض الثغرات فى السجون خصوصا تلك الموجود بها المحبوسون احتياطيا.

كان هناك حديث إيجابى عن الحقوق التى حصلت عليها المرأة. وحديث آخر عن ضرورة إعادة العلاقات الطيبة بين الدولة ومنظمات المجتمع الدولى، بما فيها بعض المنظمات التى صارت تعمل من خارج مصر، أما «المنظمات الإخوانية والمتعاطفة معهم» فلا أمل يرجى منها، وحسب أحد المشاركين فإن «العوض على الله فيها».

ما حدث فى هذه النقاشات كان مهما ومفيدا وسأعود إليه مرة أخرى إن شاء الله، لأن الموضوع يستحق، والأهم بطبيعة الحال هو الاجابة عن السؤال الجوهرى: كيف يمكن ترجمة الكلام الجميل إلى واقع على الأرض يصل إلى الناس؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق إلى استراتيجية حقوق الإنسان الطريق إلى استراتيجية حقوق الإنسان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon