توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يتعاطف بعض العرب مع روسيا؟

  مصر اليوم -

هل يتعاطف بعض العرب مع روسيا

بقلم: عماد الدين حسين

حينما قابلت السفير الألمانى الأسبوع الماضى، وخلال النقاش بشأن الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على المنطقة سألنى السفير: لاحظت بعض التعاطف فى الشارع المصرى مع الرؤية الروسية بشأن الأزمة الأوكرانية، فما هو تفسيركم لهذا التعاطف؟!
قلت للسفير إننى لا أعرف مدى دقة هذا الاستنتاج بوجود تعاطف مع الموقف الروسى من الأزمة الأوكرانية.
وإذا كان هناك تعاطف، فإننى أعتقد أن سببه الأساسى هو المعايير المزدوجة الموجودة فى أوروبا والولايات المتحدة بشأن العديد من الملفات خصوصا الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين، واستخدم ملف حقوق الإنسان والحريات كأسلحة ضد المنطقة إضافة إلى تزايد نشاط التيار اليمينى المتطرف ضد العرب والمسلمين فى فترات مختلفة.
السفير أوضح أن ألمانيا ومواطنيها يهتمون كثيرا بحقوق الإنسان. فهى بالنسبة لنا، ليست سلاحا، بل قيمة جوهرية. ونقيّم بشكل نقدى سجلنا فى مجال حقوق الإنسان. لكننا نتحدث أيضا بصراحة مع دول أخرى منها مصر حول هذا الأمر.
قلت للسفير إن بعض المواطنين العرب يقولون إن ما فعله الغرب خصوصا أوروبا لأوكرانيا فى بضعة أيام لم يفعلوه مع العرب والفلسطينيين طوال عقود كاملة خصوصا منذ ٥ يونيه ١٩٦٧.
وإذا كانت روسيا غزت أوكرانيا وهو أمر ضد القانون الدولى، فهناك دولة اسمها إسرائيل تحتل كامل فلسطين منذ عام ١٩٦٧، والجولان السورى، كما احتلت شبه جزيرة سيناء. ولم تخرج منها إلا بعد هزيمتها فى ١٩٧٣، وغزت لبنان عام ١٩٨٢، والآن هى تحاصر قطاع غزة وتنتهك حرمة المسجد الأقصى، وتهاجم سوريا ليل نهار.
كل هذه البلطجة الإسرائيلية لم تجد الإدانة الدولية الكافية، لكى تتوقف.
قلت للسفير الألمانى إنكم فرضتم أقسى وأقصى عقوبات عرفها التاريخ ضد روسيا، لكن بعض العرب يتساءلون ولماذا لم تطبقوا ولو واحد فى المائة فقط من هذه العقوبات على إسرائيل، وهى تسرق بلدا كاملة، ولماذا تستمر العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية معها، وكأنها دولة عادية فى حين أنها تضرب بالقانون الدولى عرض الحائط؟!
قلت للسفير كل ما سبق لا يعنى بأى صورة من الصور تأييد الغزو الروسى لأوكرانيا، لكن من حق الناس أن تتساءل وأين حقوق العرب والفلسطينيين؟!
السفير الألمانى استمع لكل كلامى بإنصات ثم قال إن بلاده تسعى بكل ما يمكنها من أجل البحث عن حل عادل وسلمى للصراع الإسرائيلى الفلسطينى، وإن بلاده ولظروف تاريخية معروفة منذ الحرب العالمية الثانية تقيم علاقات خاصة مع إسرائيل، ونؤيد أن نعيش بسلام مع جيرانها العرب، ونحن نؤيد دائما حل الدولتين.
وأن أول زيارة قامت بها وزيرة الخارجية الألمانى ــ خارج الأزمة الأوكرانية ــ كان لمنطقة الشرق الأوسط، حيث زارت مصر وإسرائيل والأردن، بناء على اقتراحه، وقد تم الاتفاق خلال الجولة على استئناف أعمال اللجنة الرباعية لإحياء المفاوضات.
السفير هارتمان، استعرض خلال حديثه التوتر الحادث فى الأرض الفلسطينية المحتلة، وضرورة وقف التصعيد حتى لا يتأزم الوضع أكثر. وهو يعتقد أن المجتمع الدولى بأكمله مطالب بحض الطرفين على حل الدولتين، وهو يقر أن مصر تعطى أولوية للقضية الفلسطينية.
وحينما سألت السفير ولماذا لا تضغط أوروبا على إسرائيل مثلما تضغط على روسيا بالعقوبات، كانت إجابته صريحة وصادمة: ولماذا لا تفعل ذلك الدول العربية، خصوصا أن هناك بعض الدول العربية تقيم علاقات مع إسرائيل؟!
هارتمان أكد أن ألمانيا لا تفرض أو تضغط على الدول الأخرى بشأن مدى قوة ردها على روسيا. لكن أكد أن «هذه الحرب فى جوارنا وتهدد استقرار العالم كله، على سبيل المثال بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية. لذلك، نرى ردود أفعالنا الخاصة فى إطار حقوقنا ونعتقد أن ذلك من مصلحة الدول الأخرى أيضا».
حينما انتهى كلام السفير قلت له إن عدم حل القضية الفلسطينية بصورة عادلة، يعطى المتطرفين من كل جانب الفرصة لاكتساب المصداقية.
إسرائيل حينما تسمح للمتطرفين اليهود بأن يكون صوتهم هو المسموع، وتسمح لهم بالممارسات التى نراها الآن فى المسجد الأقصى، فهى تشجع عمليا المتطرفين الذين يزعمون أنهم يتحدثون باسم الإسلام وبالتالى فإن إسرائيل بهذه السياسة هى أفضل داعم لداعش وأمثالها.
انتهى الحوار واعلم أن العالم تحكمه القوة والمصالح وليس المبادئ والقوانين، لكن أتمنى أن تكون الأزمة الأوكرانية فرصة سانحة لكى تقرأ أوروبا دروسها بعناية وتعيد النظر فى رؤيتها للقضية الفلسطينية وأن تطبّق المعايير على الجميع من دون تمييز.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يتعاطف بعض العرب مع روسيا هل يتعاطف بعض العرب مع روسيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon