توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطأ منع التصوير فى المدارس

  مصر اليوم -

خطأ منع التصوير فى المدارس

بقلم : عماد الدين حسين

القرار الذى أصدرته وزارة التربية والتعليم يوم الثلاثاء الماضى ١٢ أكتوبر، بمنع التصوير داخل المدارس، خاطئ تماما، وضرره أكثر من نفعه، ويسىء للتعليم وللوزارة والحكومة والنظام بأكمله، ولا يساهم فى تطوير التعليم الذى ننشده بل يفاقمه للأسوأ.
نص القرار يقول: «منع التصوير داخل المنشآت التعليمية، المدارس والإدارات والمديريات والهيئات والمراكز، إلا بعد التنسيق المسبق مع المستشار الإعلامى للوزارة، أو مدير المديرية أو الهيئة، أو المركز للحفاظ على هيبة المؤسسات التعليمية، واحترام العاملين بها، كما يحظر الإدلاء بأية تصريحات لوسائل الإعلام، بشأن السياسات العامة للوزارة دون الرجوع إلى الوزارة، ويقتصر التصريح للإعلام على مديرى المديريات والهيئات والمراكز التابعة، فى حدود الاختصاص دون تجاوز ذلك إلى اختصاصات الغير».
انتهى النص ومن الواضح أن سبب صدور هذا القرار الغريب هو الصورة التى تم التقاطها ونشرها لأحد تلاميذ مدرسة الخانكة الابتدائية بالقليوبية وهم جالسون على الأرض فى اليوم الأول للدراسة. مما كشف أن تصريحات المسئولين فى المحافظة عن اكتمال التجهيزات والاستعدادات للعام الجديد كانت مجرد كلام فى الهواء.
الصورة تم تداولها بكثيرة على مواقع التواصل الاجتماعى، والدكتور ياسر محمود وكيل وزارة التعليم بالمحافظة أحال مديرة المدرسة للتحقيق ونقلها إلى مدرسة أخرى، وخصم ٥ أيام من راتبها، بعد أن أثبتت التحقيقات إهمالها فى إكمال التجهيزات وعدم مراعاة الإجراءات الوقائية والاحترازية والتباعد الاجتماعى. كما تم توفير مقاعد للفصل بعد الحادثة بيوم واحد فقط.
ظنى أن الوزارة تصرفت بصورة صحيحة مع الواقعة، حيث حققت فيها وأصلحت الأمر، واعتذر الدكتور ياسر محمود للناس.
إلى هنا فإن ما فعلته الوزارة كان جيدا، لكن ما حدث بعد ذلك كان هو السير فى سلسلة متتالية من الأخطاء التى وصلت حد الخطيئة.
د. ياسر محمود وكما نقلت عنه «المصرى اليوم» برر الواقعة بأن المديرة قالت إن عدد التلاميذ، كان أكثر من المتوقع وفوق الكثافة ولذلك قررت المديرة استيعاب العدد الزائد فى فصل تحت الصيانة، من دون مقاعد.
وهذا كلام غريب جدا، لأنه لا يعقل أن تتفاجأ المدرسة ومسئولوها بعدد التلاميذ صبيحة يوم بدء الدراسة، لأن ذلك يفترض أن يكون معروفا لهم قبل الدراسة بأيام وربما أسابيع، والمفترض أن التجهيزات تكون قد تمت قبل فترة كافية من بدء الدراسة.
ظنى أن المشكلة موجودة بسبب الإهمال وضعف أو غياب الموارد، وما حدث كان خطأ من المديرة، ولو أن الوزارة اكتفت بما حدث أى التحقيق ومعاقبة المديرة بالخصم والنقل لكان الموضوع قد انتهى.
لأن خطأ مدير أو مديرة أو حتى مديرية كاملة لا يعيب وزارة التعليم، خصوصا أن الدكتور طارق شوقى يقر بأن الوزارة تعانى عجزا فى عدد الفصول يصل لأكثر من ٢٥٠ ألف فصل بتكلفة ١٢٥ مليار جنيه وتحتاج أيضا لأكثر من 260 ألف معلم فى مختلف التخصصات، بتكلفة ٩ مليارات جنيه.
قرار منع التصوير خطأ فادح، وتبريره بأنه للحفاظ على هيبة المؤسسات التعليمية واحترام العاملين بها هو خطأ أفدح، لأن هيبة المؤسسات لا تكون بإخفاء الأخطاء والقصور.
هذه النوعية من المسئولين الذين يقصرون فى أداء عملهم يفترض ألا تكون لهم هيبة بل يتم معاقبتهم وإبعادهم عن العملية التعليمية.
هيبة العملية التعليمية ومؤسساتها تكون باحترام التلاميذ وتوفير أفضل الوسائل والإمكانيات، وكذلك الحفاظ على هيبة المعلمين وتوفير كل الظروف الملائمة لهم وأولها ان يكون عددهم كافيا ومرتباتهم معقولة.
لكن منع التصوير سيعنى ببساطة إعطاء حصانة لكل الموظفين والمسئولين من المساءلة والمحاسبة.
منع التصوير هو رسالة لكل موظف صغير أو مسئول فاسد أن يستمر فى تقصيره وإهماله، لأن فساده لن يتم كشفه أو فضحه، بل حمايته من المساءلة.
مرة أخرى ليس عيبا أن يكون هناك تقصير فى أى مؤسسة أو وزارة، طالما أن هناك عدم تستر على هذا التقصير، لكن العيب الكبير أن يتم شرعنة هذا التقصير وحمايته، ولا أظن أن وزارة التربية والتعليم تريد ذلك.
ثم إن هذا القرار يأتى بعد قرارات من وزارة الصحة بعدم التصوير فى المستشفيات، وقبلها عدم التصوير فى المحاكم
وهى قرارات تصب فى غير صالح المجتمع بل تقود إلى ما هو أسوأ، وهو أمر يحتاج إلى نقاش لاحق إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطأ منع التصوير فى المدارس خطأ منع التصوير فى المدارس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon