توقيت القاهرة المحلي 08:18:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطأ منع التصوير فى المدارس

  مصر اليوم -

خطأ منع التصوير فى المدارس

بقلم : عماد الدين حسين

القرار الذى أصدرته وزارة التربية والتعليم يوم الثلاثاء الماضى ١٢ أكتوبر، بمنع التصوير داخل المدارس، خاطئ تماما، وضرره أكثر من نفعه، ويسىء للتعليم وللوزارة والحكومة والنظام بأكمله، ولا يساهم فى تطوير التعليم الذى ننشده بل يفاقمه للأسوأ.
نص القرار يقول: «منع التصوير داخل المنشآت التعليمية، المدارس والإدارات والمديريات والهيئات والمراكز، إلا بعد التنسيق المسبق مع المستشار الإعلامى للوزارة، أو مدير المديرية أو الهيئة، أو المركز للحفاظ على هيبة المؤسسات التعليمية، واحترام العاملين بها، كما يحظر الإدلاء بأية تصريحات لوسائل الإعلام، بشأن السياسات العامة للوزارة دون الرجوع إلى الوزارة، ويقتصر التصريح للإعلام على مديرى المديريات والهيئات والمراكز التابعة، فى حدود الاختصاص دون تجاوز ذلك إلى اختصاصات الغير».
انتهى النص ومن الواضح أن سبب صدور هذا القرار الغريب هو الصورة التى تم التقاطها ونشرها لأحد تلاميذ مدرسة الخانكة الابتدائية بالقليوبية وهم جالسون على الأرض فى اليوم الأول للدراسة. مما كشف أن تصريحات المسئولين فى المحافظة عن اكتمال التجهيزات والاستعدادات للعام الجديد كانت مجرد كلام فى الهواء.
الصورة تم تداولها بكثيرة على مواقع التواصل الاجتماعى، والدكتور ياسر محمود وكيل وزارة التعليم بالمحافظة أحال مديرة المدرسة للتحقيق ونقلها إلى مدرسة أخرى، وخصم ٥ أيام من راتبها، بعد أن أثبتت التحقيقات إهمالها فى إكمال التجهيزات وعدم مراعاة الإجراءات الوقائية والاحترازية والتباعد الاجتماعى. كما تم توفير مقاعد للفصل بعد الحادثة بيوم واحد فقط.
ظنى أن الوزارة تصرفت بصورة صحيحة مع الواقعة، حيث حققت فيها وأصلحت الأمر، واعتذر الدكتور ياسر محمود للناس.
إلى هنا فإن ما فعلته الوزارة كان جيدا، لكن ما حدث بعد ذلك كان هو السير فى سلسلة متتالية من الأخطاء التى وصلت حد الخطيئة.
د. ياسر محمود وكما نقلت عنه «المصرى اليوم» برر الواقعة بأن المديرة قالت إن عدد التلاميذ، كان أكثر من المتوقع وفوق الكثافة ولذلك قررت المديرة استيعاب العدد الزائد فى فصل تحت الصيانة، من دون مقاعد.
وهذا كلام غريب جدا، لأنه لا يعقل أن تتفاجأ المدرسة ومسئولوها بعدد التلاميذ صبيحة يوم بدء الدراسة، لأن ذلك يفترض أن يكون معروفا لهم قبل الدراسة بأيام وربما أسابيع، والمفترض أن التجهيزات تكون قد تمت قبل فترة كافية من بدء الدراسة.
ظنى أن المشكلة موجودة بسبب الإهمال وضعف أو غياب الموارد، وما حدث كان خطأ من المديرة، ولو أن الوزارة اكتفت بما حدث أى التحقيق ومعاقبة المديرة بالخصم والنقل لكان الموضوع قد انتهى.
لأن خطأ مدير أو مديرة أو حتى مديرية كاملة لا يعيب وزارة التعليم، خصوصا أن الدكتور طارق شوقى يقر بأن الوزارة تعانى عجزا فى عدد الفصول يصل لأكثر من ٢٥٠ ألف فصل بتكلفة ١٢٥ مليار جنيه وتحتاج أيضا لأكثر من 260 ألف معلم فى مختلف التخصصات، بتكلفة ٩ مليارات جنيه.
قرار منع التصوير خطأ فادح، وتبريره بأنه للحفاظ على هيبة المؤسسات التعليمية واحترام العاملين بها هو خطأ أفدح، لأن هيبة المؤسسات لا تكون بإخفاء الأخطاء والقصور.
هذه النوعية من المسئولين الذين يقصرون فى أداء عملهم يفترض ألا تكون لهم هيبة بل يتم معاقبتهم وإبعادهم عن العملية التعليمية.
هيبة العملية التعليمية ومؤسساتها تكون باحترام التلاميذ وتوفير أفضل الوسائل والإمكانيات، وكذلك الحفاظ على هيبة المعلمين وتوفير كل الظروف الملائمة لهم وأولها ان يكون عددهم كافيا ومرتباتهم معقولة.
لكن منع التصوير سيعنى ببساطة إعطاء حصانة لكل الموظفين والمسئولين من المساءلة والمحاسبة.
منع التصوير هو رسالة لكل موظف صغير أو مسئول فاسد أن يستمر فى تقصيره وإهماله، لأن فساده لن يتم كشفه أو فضحه، بل حمايته من المساءلة.
مرة أخرى ليس عيبا أن يكون هناك تقصير فى أى مؤسسة أو وزارة، طالما أن هناك عدم تستر على هذا التقصير، لكن العيب الكبير أن يتم شرعنة هذا التقصير وحمايته، ولا أظن أن وزارة التربية والتعليم تريد ذلك.
ثم إن هذا القرار يأتى بعد قرارات من وزارة الصحة بعدم التصوير فى المستشفيات، وقبلها عدم التصوير فى المحاكم
وهى قرارات تصب فى غير صالح المجتمع بل تقود إلى ما هو أسوأ، وهو أمر يحتاج إلى نقاش لاحق إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطأ منع التصوير فى المدارس خطأ منع التصوير فى المدارس



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:01 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024
  مصر اليوم - ختام فعاليات أسبوع الموضة في الرياض 2024

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام
  مصر اليوم - البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 09:49 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل
  مصر اليوم - طرق العناية بالأجهزة الإلكترونية في المنزل

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon