توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطأ منع التصوير فى المدارس

  مصر اليوم -

خطأ منع التصوير فى المدارس

بقلم : عماد الدين حسين

القرار الذى أصدرته وزارة التربية والتعليم يوم الثلاثاء الماضى ١٢ أكتوبر، بمنع التصوير داخل المدارس، خاطئ تماما، وضرره أكثر من نفعه، ويسىء للتعليم وللوزارة والحكومة والنظام بأكمله، ولا يساهم فى تطوير التعليم الذى ننشده بل يفاقمه للأسوأ.
نص القرار يقول: «منع التصوير داخل المنشآت التعليمية، المدارس والإدارات والمديريات والهيئات والمراكز، إلا بعد التنسيق المسبق مع المستشار الإعلامى للوزارة، أو مدير المديرية أو الهيئة، أو المركز للحفاظ على هيبة المؤسسات التعليمية، واحترام العاملين بها، كما يحظر الإدلاء بأية تصريحات لوسائل الإعلام، بشأن السياسات العامة للوزارة دون الرجوع إلى الوزارة، ويقتصر التصريح للإعلام على مديرى المديريات والهيئات والمراكز التابعة، فى حدود الاختصاص دون تجاوز ذلك إلى اختصاصات الغير».
انتهى النص ومن الواضح أن سبب صدور هذا القرار الغريب هو الصورة التى تم التقاطها ونشرها لأحد تلاميذ مدرسة الخانكة الابتدائية بالقليوبية وهم جالسون على الأرض فى اليوم الأول للدراسة. مما كشف أن تصريحات المسئولين فى المحافظة عن اكتمال التجهيزات والاستعدادات للعام الجديد كانت مجرد كلام فى الهواء.
الصورة تم تداولها بكثيرة على مواقع التواصل الاجتماعى، والدكتور ياسر محمود وكيل وزارة التعليم بالمحافظة أحال مديرة المدرسة للتحقيق ونقلها إلى مدرسة أخرى، وخصم ٥ أيام من راتبها، بعد أن أثبتت التحقيقات إهمالها فى إكمال التجهيزات وعدم مراعاة الإجراءات الوقائية والاحترازية والتباعد الاجتماعى. كما تم توفير مقاعد للفصل بعد الحادثة بيوم واحد فقط.
ظنى أن الوزارة تصرفت بصورة صحيحة مع الواقعة، حيث حققت فيها وأصلحت الأمر، واعتذر الدكتور ياسر محمود للناس.
إلى هنا فإن ما فعلته الوزارة كان جيدا، لكن ما حدث بعد ذلك كان هو السير فى سلسلة متتالية من الأخطاء التى وصلت حد الخطيئة.
د. ياسر محمود وكما نقلت عنه «المصرى اليوم» برر الواقعة بأن المديرة قالت إن عدد التلاميذ، كان أكثر من المتوقع وفوق الكثافة ولذلك قررت المديرة استيعاب العدد الزائد فى فصل تحت الصيانة، من دون مقاعد.
وهذا كلام غريب جدا، لأنه لا يعقل أن تتفاجأ المدرسة ومسئولوها بعدد التلاميذ صبيحة يوم بدء الدراسة، لأن ذلك يفترض أن يكون معروفا لهم قبل الدراسة بأيام وربما أسابيع، والمفترض أن التجهيزات تكون قد تمت قبل فترة كافية من بدء الدراسة.
ظنى أن المشكلة موجودة بسبب الإهمال وضعف أو غياب الموارد، وما حدث كان خطأ من المديرة، ولو أن الوزارة اكتفت بما حدث أى التحقيق ومعاقبة المديرة بالخصم والنقل لكان الموضوع قد انتهى.
لأن خطأ مدير أو مديرة أو حتى مديرية كاملة لا يعيب وزارة التعليم، خصوصا أن الدكتور طارق شوقى يقر بأن الوزارة تعانى عجزا فى عدد الفصول يصل لأكثر من ٢٥٠ ألف فصل بتكلفة ١٢٥ مليار جنيه وتحتاج أيضا لأكثر من 260 ألف معلم فى مختلف التخصصات، بتكلفة ٩ مليارات جنيه.
قرار منع التصوير خطأ فادح، وتبريره بأنه للحفاظ على هيبة المؤسسات التعليمية واحترام العاملين بها هو خطأ أفدح، لأن هيبة المؤسسات لا تكون بإخفاء الأخطاء والقصور.
هذه النوعية من المسئولين الذين يقصرون فى أداء عملهم يفترض ألا تكون لهم هيبة بل يتم معاقبتهم وإبعادهم عن العملية التعليمية.
هيبة العملية التعليمية ومؤسساتها تكون باحترام التلاميذ وتوفير أفضل الوسائل والإمكانيات، وكذلك الحفاظ على هيبة المعلمين وتوفير كل الظروف الملائمة لهم وأولها ان يكون عددهم كافيا ومرتباتهم معقولة.
لكن منع التصوير سيعنى ببساطة إعطاء حصانة لكل الموظفين والمسئولين من المساءلة والمحاسبة.
منع التصوير هو رسالة لكل موظف صغير أو مسئول فاسد أن يستمر فى تقصيره وإهماله، لأن فساده لن يتم كشفه أو فضحه، بل حمايته من المساءلة.
مرة أخرى ليس عيبا أن يكون هناك تقصير فى أى مؤسسة أو وزارة، طالما أن هناك عدم تستر على هذا التقصير، لكن العيب الكبير أن يتم شرعنة هذا التقصير وحمايته، ولا أظن أن وزارة التربية والتعليم تريد ذلك.
ثم إن هذا القرار يأتى بعد قرارات من وزارة الصحة بعدم التصوير فى المستشفيات، وقبلها عدم التصوير فى المحاكم
وهى قرارات تصب فى غير صالح المجتمع بل تقود إلى ما هو أسوأ، وهو أمر يحتاج إلى نقاش لاحق إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطأ منع التصوير فى المدارس خطأ منع التصوير فى المدارس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon