توقيت القاهرة المحلي 19:45:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التعليم الأونلاين.. ليس الأفضل

  مصر اليوم -

التعليم الأونلاين ليس الأفضل

بقلم : عماد الدين حسين

من أفضل القرارات التى اتخذتها الحكومة هو بدء العام الدراسى من دون تأجيل، ومن دون الاستماع إلى بعض المطالبات بالتأجيل الشامل، أو حتى الجزئى، طالما أن مستوى الإصابات بفيروس كورونا ما يزال قليلا أو تحت السيطرة مقارنة بدول أخرى.
ثبت بالدليل القاطع أنه مهما كانت كفاءة التعليم عن بعد أو «الأونلاين»، فإنها أقل بكثير من التعليم المباشر والطبيعى، أى وجها لوجه بين المعلم والتلاميذ والطلاب.
التعليم الأونلاين كان أمرا اضطراريا، والحمد لله أنه كان لدينا بعض المقومات التى جعلت العملية التعليمية تتم على خير نسبيا فى العامين الماضيين إذا قارنا أنفسنا بالعديد من الدول التى تتشابه معنا، أو حتى تتقدم علينا اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا.
لكن رغم ذلك، فعلينا أن نكون واقعيين، وندرك أن أساس التعليم فى معظم بلدان العالم هو أن يكون الطلاب فى مدارسهم وجامعاتهم.
رئيس مجلس أمناء أهم جامعة غير حكومية فى مصر، وهو فى نفس الوقت عالم كبير فى مجاله، قال لى إنهم أنفقوا الكثير من المال والجهد، خلال عملية التعليم الأونلاين فى العامين الماضيين، وأنهم جهزوا قنوات تليفزيونية خاصة كثيرة. وكانت هناك آلية تسمح للطلاب بالتواصل مع أساتذتهم طوال الوقت، ولكن كل ذلك لا يغنى عن التعليم الطبيعى، خصوصا أن غالبية الأساتذة قد يكونون على مستوى علمى مرتفع، لكن مهاراتهم ضعيفة فى التواصل عن بعد.
هذه الإمكانيات لم تكن متوافرة فى الجامعات الحكومية، أى التواصل المستمر بين الطلاب والأساتذة عبر الأونلاين، لأنها تحتاج إمكانيات وموارد كثيرة لمئات الآلاف من الطلاب، وهو أمر كان من الصعب تحقيقه.
شخصيا عايشت تجربة لأولادى فى عملية التعليم الأونلاين.
اثنتان منهم فى مدرسة سمعتها جيدة جدا، وتحرص على أن تكون العملية التعليمية مكتملة قدر الإمكان، وحينما قررت وزارة التعليم إنهاء الموسم الدراسى فى نهاية مارس الماضى فإن المدرسة واصلت العملية التعليمية أونلاين أكثر من شهر ونصف، ويومها قالت لى مديرة المدرسة إنها تشعر بالذنب إذا لم يحصل الطلاب على حقهم فى التعليم الحقيقى وبالفعل أوفت المديرة والمدرسة بما وعدت وتعهدت به.
المدرسة بالفعل بذلت جهدا كبيرا، حتى يحصّل الطلاب عبر الأونلاين، وكان المعلمون يتعاملون مع التلاميذ وكأنهم فى المدرسة بالفعل، وعلى الرغم من هذا الجهد الكبير، فإنه لا يتساوى مع التعلم المباشر.
اثنان آخران من أولادى فى الجامعة، وكانا يحصلان على دروسهما خلال انتشار كورونا عبر الأونلاين، الأساتذة كانوا ينظمون محاضرات منتظمة عبر الأونلاين، ورغم ذلك، كانت هناك صعوبات كثيرة، ورئيس مجلس أمناء هذه الجامعة قال لى أكثر من مرة إنه لا يمكن بالمرة الترويج لمقولة إن الأونلاين يمكن أن يغنى عن التعليم المباشر، وهو أمر أدركه العالم كله، بما فيه الدول المتقدمة تعليميا.
سمعنا وقرأنا وتابعنا كثيرا عن الصعوبات المختلفة التى واجهت المعلمين والطلاب خلال دروس الأونلاين من أول المشاكل التقنية فى الشبكة نهاية بانقطاع الانترنت نفسه.
هذا الأمر ينطبق على بعض طلاب مدارس اللغات والجامعات الخاصة فقط، فى حين أن المدارس والجامعات الحكومية، لم يكن بها تعليم أونلاين فعلى، لغياب الموارد ونتذكر حكاية «الأبحاث المجمعة».
وهناك ما يشبه اليقين بأن المستوى التعليمى العام سوف يتأثر كثيرا بما حدث فى العامين الماضيين فى ظل كورونا؛ لأن المفارقة أننا قبل كورونا كنا نشكو كثيرا من المشاكل الكثيرة فى العملية التعليمية من نواحٍ متعددة، وجاءت كورونا لتزيد الطين بلة، وللأسف فإن من سيدفع الثمن هم الطلاب أنفسهم، ثم المجتمع بأكمله بعد سنوات ليست طويلة، لأن هؤلاء حينما يتخرجون وينخرطون فى الحياة العملية، ستكون مستوياتهم ضعيفة إلى حد كبير مقارنة بالآخرين الذين حصلوا على تعليم طبيعى.
والسؤال هل هناك إمكانية لتعويض هؤلاء تعليميا حتى يتخرجوا للمجتمع وقد حصلوا على الحد اللازم من التعليم. ناهيك عن المشاكل الأخرى التى ستواجههم نفسيا وسلوكيا واجتماعيا بسبب الانقطاع عن المدرسة؟!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعليم الأونلاين ليس الأفضل التعليم الأونلاين ليس الأفضل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon