توقيت القاهرة المحلي 08:39:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التعليم الأونلاين.. ليس الأفضل

  مصر اليوم -

التعليم الأونلاين ليس الأفضل

بقلم : عماد الدين حسين

من أفضل القرارات التى اتخذتها الحكومة هو بدء العام الدراسى من دون تأجيل، ومن دون الاستماع إلى بعض المطالبات بالتأجيل الشامل، أو حتى الجزئى، طالما أن مستوى الإصابات بفيروس كورونا ما يزال قليلا أو تحت السيطرة مقارنة بدول أخرى.
ثبت بالدليل القاطع أنه مهما كانت كفاءة التعليم عن بعد أو «الأونلاين»، فإنها أقل بكثير من التعليم المباشر والطبيعى، أى وجها لوجه بين المعلم والتلاميذ والطلاب.
التعليم الأونلاين كان أمرا اضطراريا، والحمد لله أنه كان لدينا بعض المقومات التى جعلت العملية التعليمية تتم على خير نسبيا فى العامين الماضيين إذا قارنا أنفسنا بالعديد من الدول التى تتشابه معنا، أو حتى تتقدم علينا اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا.
لكن رغم ذلك، فعلينا أن نكون واقعيين، وندرك أن أساس التعليم فى معظم بلدان العالم هو أن يكون الطلاب فى مدارسهم وجامعاتهم.
رئيس مجلس أمناء أهم جامعة غير حكومية فى مصر، وهو فى نفس الوقت عالم كبير فى مجاله، قال لى إنهم أنفقوا الكثير من المال والجهد، خلال عملية التعليم الأونلاين فى العامين الماضيين، وأنهم جهزوا قنوات تليفزيونية خاصة كثيرة. وكانت هناك آلية تسمح للطلاب بالتواصل مع أساتذتهم طوال الوقت، ولكن كل ذلك لا يغنى عن التعليم الطبيعى، خصوصا أن غالبية الأساتذة قد يكونون على مستوى علمى مرتفع، لكن مهاراتهم ضعيفة فى التواصل عن بعد.
هذه الإمكانيات لم تكن متوافرة فى الجامعات الحكومية، أى التواصل المستمر بين الطلاب والأساتذة عبر الأونلاين، لأنها تحتاج إمكانيات وموارد كثيرة لمئات الآلاف من الطلاب، وهو أمر كان من الصعب تحقيقه.
شخصيا عايشت تجربة لأولادى فى عملية التعليم الأونلاين.
اثنتان منهم فى مدرسة سمعتها جيدة جدا، وتحرص على أن تكون العملية التعليمية مكتملة قدر الإمكان، وحينما قررت وزارة التعليم إنهاء الموسم الدراسى فى نهاية مارس الماضى فإن المدرسة واصلت العملية التعليمية أونلاين أكثر من شهر ونصف، ويومها قالت لى مديرة المدرسة إنها تشعر بالذنب إذا لم يحصل الطلاب على حقهم فى التعليم الحقيقى وبالفعل أوفت المديرة والمدرسة بما وعدت وتعهدت به.
المدرسة بالفعل بذلت جهدا كبيرا، حتى يحصّل الطلاب عبر الأونلاين، وكان المعلمون يتعاملون مع التلاميذ وكأنهم فى المدرسة بالفعل، وعلى الرغم من هذا الجهد الكبير، فإنه لا يتساوى مع التعلم المباشر.
اثنان آخران من أولادى فى الجامعة، وكانا يحصلان على دروسهما خلال انتشار كورونا عبر الأونلاين، الأساتذة كانوا ينظمون محاضرات منتظمة عبر الأونلاين، ورغم ذلك، كانت هناك صعوبات كثيرة، ورئيس مجلس أمناء هذه الجامعة قال لى أكثر من مرة إنه لا يمكن بالمرة الترويج لمقولة إن الأونلاين يمكن أن يغنى عن التعليم المباشر، وهو أمر أدركه العالم كله، بما فيه الدول المتقدمة تعليميا.
سمعنا وقرأنا وتابعنا كثيرا عن الصعوبات المختلفة التى واجهت المعلمين والطلاب خلال دروس الأونلاين من أول المشاكل التقنية فى الشبكة نهاية بانقطاع الانترنت نفسه.
هذا الأمر ينطبق على بعض طلاب مدارس اللغات والجامعات الخاصة فقط، فى حين أن المدارس والجامعات الحكومية، لم يكن بها تعليم أونلاين فعلى، لغياب الموارد ونتذكر حكاية «الأبحاث المجمعة».
وهناك ما يشبه اليقين بأن المستوى التعليمى العام سوف يتأثر كثيرا بما حدث فى العامين الماضيين فى ظل كورونا؛ لأن المفارقة أننا قبل كورونا كنا نشكو كثيرا من المشاكل الكثيرة فى العملية التعليمية من نواحٍ متعددة، وجاءت كورونا لتزيد الطين بلة، وللأسف فإن من سيدفع الثمن هم الطلاب أنفسهم، ثم المجتمع بأكمله بعد سنوات ليست طويلة، لأن هؤلاء حينما يتخرجون وينخرطون فى الحياة العملية، ستكون مستوياتهم ضعيفة إلى حد كبير مقارنة بالآخرين الذين حصلوا على تعليم طبيعى.
والسؤال هل هناك إمكانية لتعويض هؤلاء تعليميا حتى يتخرجوا للمجتمع وقد حصلوا على الحد اللازم من التعليم. ناهيك عن المشاكل الأخرى التى ستواجههم نفسيا وسلوكيا واجتماعيا بسبب الانقطاع عن المدرسة؟!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعليم الأونلاين ليس الأفضل التعليم الأونلاين ليس الأفضل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon