توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إفلاس سريلانكا.. من التالي؟!

  مصر اليوم -

إفلاس سريلانكا من التالي

بقلم: عماد الدين حسين

صباح الثلاثاء الماضى أعلنت سريلانكا أنها لن تتمكن من سداد ديونها الخارجية البالغ قيمتها ٥١ مليار دولار، بسبب أزمتها الاقتصادية الخانقة.
وزارة المالية فى هذا البلد الذى يبلغ عدد سكانه ٢٢ مليون نسمة، قالت بأن الدائنين بإمكانهم رسملة وجدولة المدفوعات المستحقة اعتبارا من الآن، أو اختيار أن يحصلوا على أموالهم بالعملة المحلية وهى الروبية.
سريلانكا تعانى من أزمة اقتصادية لم تشهد لها مثيلا منذ استقلالها عام ١٩٤٨، والسبب الظاهر فى هذه الأزمة هو جائحة كورونا، لكن السبب الجوهرى طبقا للعديد من الخبراء والمحللين العالميين هو سلسلة متتالية من القرارات السياسية للحكومة.
مظاهر الأزمة هى نقص الغذاء والوقود وانقطاع التيار الكهربائى وتضخم متسارع، والأهم ديون هائلة بالمقارنة بعدد سكان قليل. وطبقا لوسائل الإعلام فإن الوقود نفد من معظم محطات الوقود فى الأيام الماضية مما اضطرها للإغلاق، والمحطات التى ظلت مفتوحة تشهد زحاما كبيرا.
قبل سريلانكا كان هناك لبنان الذى توقف عن سداد ديونه منذ مارس ٢٠٢٠ وهو ما يعنى إعلان الإفلاس فعليا، رغم أن الحكومة لم تعلنه بصورة فعلية.
وقبل أيام أعلن سعادة الشامى نائب رئيس الحكومة اللبنانية والمفاوض الرسمى مع صندوق النقد الدولى، أن لبنان ومصرفها المركزى فى حالة إفلاس فعلية، وأن إمكانيات الدولة والبنوك ضعيفة للتعامل مع هذه الأزمة، وهو ما يعنى أن المودعين سوف يتحملون الثمن الأكبر من هذا الإفلاس.
وإذا كانت هناك حكومات كثيرة يمكن أن تبرر سبب مشاكلها الاقتصادية، بفيروس كورونا أو حرب أوكرانيا، فإن الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة والمفسدة لا يمكنها أن تفعل ذلك. والسبب أن الأوضاع الصعبة هناك سابقة للأزمتين، وسبق للمواطنين اللبنانيين أن تظاهروا واحتجوا لأسابيع طويلة فى الشوارع، وكادوا يقتلعون هذه الطبقة فى أواخر عام ٢٠١٩، لولا ظهور فيروس كورونا الذى ضرب العالم كله وجعل الجميع ينشغل به.
وقبل أيام وجّه النائب العام اللبنانى اتهامات لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه بغسل الأموال واختلاس المال العام.
ونعرف جميعا أن الليرة اللبنانية وصلت إلى مستويات قياسية فبعد أن كان الدولار يساوى ١٥٠٠ ليرة حتى أسابيع قليلة مضت، وصل فى بعض اللحظات إلى ٢٥ ألف ليرة، كما بلغت الديون الخارجية أكثر من ٥٠ مليار دولار، وصارت نسبة فوائد هذه الديون تلتهم أكثر من ٦٠٪ من إجمالى إيرادات الدولة.
والمتوقع أن تسفر المفاوضات الجارية الآن مع صندوق النقد الدولى إلى برنامج شديد القسوة للإصلاح سوف يتحمله الفقراء والطبقة الوسطى، فى حين قد يفلت اللصوص بغنائمهم.
ومن سريلانكا ولبنان إلى تونس فإن بنك مورجان ستانلى حذر قبل أسبوعين من أن تونس ستواجه مخاطر التخلف عن سداد ديونها إذا لم يتمكن من الوصول لاتفاق مع صندوق النقد الدولى، وتوقع تقرير لـ«بلومبرج» أن تزيد الأزمة فى تونس فى العام المقبل، إذا لم تقدم على إجراء إصلاحات جوهرية. وتزايدت هذه المخاوف عقب خفض وكالة فيتش لتصنيف ديون تونس السيادية إلى «ــ B»، بعد أن بلغ الدين الحكومى ٩٠٪ من الناتج المحلى الإجمالى عام ٢٠٢١.
ولكى تلبى تونس طلبات الصندوق فالمتوقع أن ترتفع تكاليف الغذاء والطاقة وتزيد أسعار الوقود، إضافة لاشتراط إصلاح نظام الدعم خصوصا الخبز والطاقة والسكر، وهو ما يعنى أيضا ارتفاع أسعارها.
هل يقف الأمر عند هذه الدول السابقة فقط؟
للأسف الإجابة هى لا، ففى تقرير للبنك الدولى هناك ٣٩ دولة من بين ١٨٩ دولة عضو فى مجموعة البنك الدولى، تعيش أوضاعا اقتصادية هشة بشكل مقلق ما دفع بتضاعف عدد الأشخاص الذين يعيشون فى مناطق صراع بين عامى ٢٠٠٧ و٢٠٢٠. والمحزن أنه فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعيش واحد من بين كل خمسة أشخاص فى منطقة متأثرة بالصراع.
هؤلاء هم أول الضحايا للأزمة العالمية العاتية ونسأل مرة أخرى: هل هناك ضحايا محتملون آخرون؟!
نتمنى أن تكون الإجابة هى لا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إفلاس سريلانكا من التالي إفلاس سريلانكا من التالي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon