توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلغاء الطوارئ.. خطوة مهمة جدًّا

  مصر اليوم -

إلغاء الطوارئ خطوة مهمة جدًّا

بقلم : عماد الدين حسين

أى سياسى واقعى ينبغى عليه أن يرحب بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بإلغاء فرض حالة الطوارئ، مساء يوم الإثنين الماضى.
أقول ذلك لأن هناك بعض الناس تفكر بطريقة ساذجة جدا، وتريد لكل المشاكل أن يتم حلها الآن وفورا، من دون تقدير ونظر للظروف والبيئة والتشابكات المختلفة محليا وإقليميا ودوليا.
قبل يومين قابلت زميلا صحفيا متقاعدا، قال لى إن القرار الأخير عادى جدا، وأنه سيؤيده حينما يتم الإفراج عن كل المسجونين، خصوصا مسجونى الرأى.
قلت للزميل: إنك طوال الوقت كنت تشكو وتقول إنه لا يمكن الحديث عن أى تقدم وتطور من دون إلغاء حالة الطوارئ. ولذلك حينما يتم اتخاذ هذا القرار، فإن الحكمة السياسية تتطلب الترحيب بمثل هذا القرار المهم جدا والبناء عليه، ثم النظر للخطوة التالية.
لكن هناك مشكلة لدى البعض الذين يفكرون بطريقة غير واقعية، وخلاصتها أنه لابد من حل كل المشاكل مرة واحدة، وإلا فإن كل ما يتم اتخاذه من خطوات لا قيمة لها.
السياسة لا تعرف هذا النوع المتطرف فى المثالية أو بالأصح السذاجة، بل هى تعرف فقط منطق الخطوة خطوة والتراكم أى البناء على ما تم إنجازه وتطويره.
أن يتم حل كل المشاكل مرة واحدة، هو أمر يحدث فى مرات قليلة فقط فى حياة الشعوب.
لا أحد عاقل يؤيد فرض قوانين وحالات الطوارئ أو استمرارها، لكن يمكن للمرء أن يتفهم ويتقبل فرضها فى الحالات الاستثنائية، حينما تتهدد البلاد أخطارا محدقة يمكن أن تعصف بها وباستقرارها.
كثيرون تفهموا فرض حالة الطوارئ بسبب الأعمال الإرهابية واسعة النطاق، التى نفذها المتطرفون والتكفيريون بعد ٣ يوليو ٢٠١٣، ووصلت ليس فقط لقتل رجال الجيش والشرطة والقضاة بل لتدمير أبراج ومحولات الكهرباء، والحمد لله أن رجال الأمن تمكنوا طوال السنوات الماضية وبتضحيات كثيرة من توجيه ضربات قوية للقوى والتنظيمات الإرهابية وكسر شوكتها، وبالتالى أمكن الوصول للحظة التى أعلن فيها الرئيس السيسى عدم تمديد حالة الطوارئ.
هذا قرار مهم جدا، ونتمنى أن تتبعه قرارات أخرى فى اتجاهات متعددة بما يعيد الأمور إلى طبيعتها العادية ويوسع المجال العام، ويفتحه أمام الآراء المتعددة، فى إطار القانون والدستور، مع الحفاظ فى نفس الوقت على الأمن القومى للبلاد.
ما حدث تطور مهم جدا بالنظر إلى كل الظروف التى مرت بها مصر وكذلك المنطقة، وبعضها ما يزال على صفيح ساخن، لكن المعنى الرئيسى الذى يمكن ملاحظته من إلغاء الطوارئ، هو أن مصر تمكنت فعليا من توجيه ضربات موجعة للإرهاب والإرهابيين، وتمكنت من تجفيف منابع تمويلهم، والقبض على معظم عناصرها وتحييد بعض الدول التى ترعاهم وتمولهم.
بالطبع لا يعنى ذلك أن الإرهاب اختفى، بل الأصح أنه سيحاول طوال الوقت الإيحاء بأنه موجود.
هناك قوى فى المنطقة والعالم لن تكون سعيدة باستقرار مصر وعودة كل الأمور إلى طبيعتها ولذلك لن يكون مفاجئا أن تحاول هذه القوى دفع بعض واجهاتها وأدواتها لافتعال أى مشاكل للإيحاء بأن الخطر ما يزال موجودا.
السؤال: ما الذى ينبغى على القوى السياسية أن تفعله فى المرحلة المقبلة لكى تستفيد من انتهاء حالة الطوارئ، خصوصا أن الحياة السياسية الطبيعية هى أفضل دواء لمواجهة التطرف والإرهاب الذى ينشأ فى حالات الفراغ المختلفة؟!!
هذا هو التحدى الذى يفترض أن تفكر فيه كل القوى السياسية المصرية فى الفترة المقبلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلغاء الطوارئ خطوة مهمة جدًّا إلغاء الطوارئ خطوة مهمة جدًّا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon