توقيت القاهرة المحلي 21:08:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكومة والمواطن.. وقرارات الخميس

  مصر اليوم -

الحكومة والمواطن وقرارات الخميس

بقلم:عماد الدين حسين

على مدى أيام الأحد والإثنين والثلاثاء، انعقد المؤتمر الاقتصادى بحضور كل أركان الدولة تقريبا يتقدمهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويوم الأربعاء الماضى أعلنت الحكومة عن حزمة جديدة ومهمة من إجراءات الرعاية الاجتماعية لمساعدة المواطنين فى تخطى الظروف الصعبة، ويوم الخميس الماضى، أعلنت الحكومة التوصل مع خبراء صندوق النقد الدولى لاتفاق بشأن قرض جديد بقيمة إجمالية ٩ مليارات دولار، وفى اليوم نفسه قفز سعر الدولار فى البنوك إلى ما يقارب ٢٣ جنيها، بعد أن كان سعره ١٩٫٦٠ قرشا.
السؤال كيف نقرأ هذه التطورات وهل هى جيدة أم سيئة؟!
الإجابة تتوقف على المكان الذى يقف فيه كل منا وانحيازاته ومصالحه، ونوعية المعلومات أو الإشاعات التى يتعرض لها بصفة دائمة.
من وجهة نظر الحكومة فإن كل ما حدث لم يكن هناك مفر منه فتداعيات كورونا وأوكرانيا كانت عالية، وطالت مصر بصورة قاسية.
ومن وجهة نظر رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى، فإن الاتفاق مع الصندوق كان جزءا من توصيات المؤتمر الاقتصادى، الذى تناول ضرورة وجود سياسة مالية ونقدية واضحة. وأن الهدف هو تحقيق الاقتصاد المصرى الاستقرار والقدرة على الصمود فى الفترة المقبلة فى ظل الأزمة العالمية غير المسبوقة.
محافظ البنك المركزى حسن عبدالله يرى أن الاتفاق مع الصندوق سيعزز من الاستقرار الكلى والقدرة على مواجهة الصدمات الخارجية، وأن البنك بدأ فى تحسين وتعزيز كفاءة عمل السياسة النقدية، ورفع كفاءة سوق الصرف، والأهم إعادة بناء الاحتياطات الدولية على نحو تدريجى ومستدام خلال السنوات الأربع المقبلة، وكذلك خفض التضخم تدريجيا حتى يصل إلى حدود الرقم المستهدف وسيتم الإعلان عنه نهاية العام الحالى.
وزير المالية محمد معيط قال إن هدفنا تخفيض الدين الحكومى لأقل من ٨٠٪ من الناتج المحلى الإجمالى. فى حين أن د. هالة السعيد وزيرة التخطيط تقول إن الاتفاق مع الصندوق يدعم برنامج الدولة فى خطة الإصلاحات الهيكلية التى أطلقتها الحكومة لتحقيق نمو مستدام وتعزيز تنافسية وقدرة الاقتصاد المصرى وزيادة قدرته على التصدير وإفساح المجال للقطاع الخاص لدفع عجلة التنمية.
وجهة نظر الحكومة تقول أيضا إن أى تأخير فى تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى سيفاقم الأمور أكثر وأكثر.
فى المقابل فإن المواطن العادى الذى لا يفهم كثيرا فى المصطلحات الاقتصادية لن يتوقف عند «التضخم» و«العجز» و»الفائض الأولى» والكساد، والتضخم المستورد وكل ما يفهمه فى الاقتصاد، أو درجة حكمه على الأمور الاقتصادية هو مستوى معيشته، وهل ما يحصل عليه من دخل يلبى احتياجاته الأساسية. هذا المواطن سوف يحسب الأمر على النحو التالى: الحكومة أعلنت خطة إيجابية جدا حينما أطلقت حزمة إجراءات الحماية الاجتماعية يوم الأربعاء الماضى برفع الحد الأدنى للأجور إلى ثلاثة آلاف جنيه بدلا من ٢٧٠٠ جنيه، وصرف علاوة استثنائية قدرها ٣٠٠ جنيه للعاملين بالدولة وأصحاب المعاشات ورفع حد الإعفاء الضريبى إلى ٣٠ ألف جنيه سنويا وتثبيت أسعار الكهرباء للمنازل حتى نهاية يونية المقبل، وكذلك استمرار الدعم المالى للأسر على بطاقات التموين بشرائح تتراوح بين ١٠٠ ــ ٣٠٠ جنيه يستفيد منها عشرة ونصف مليون مواطن حتى نهاية يونية المقبل.
لكن هذا المواطن يعتقد أن ترك الجنيه للعرض والطلب خفّض من قيمته ١٧٪ أمام الدولار، وبالتالى فهو يخشى من ارتفاعات متتالية فى غالبية الأسعار خصوصا المستوردة من الخارج. هذا المواطن يقول إن قيمة الجنيه ما تزال تتراجع بوتيرة سريعة، فسعر الدولار قبل ٣ نوفمبر ٢٠١٦ كان نحو ثمانية جنيهات ونصف ارتفع بعدها إلى نحو ١٨ جنيها ثم استقر لفترة طويلة عن ١٥٫٦٠جنيه، ثم بدأ يتحرك منذ مارس الماضى حتى وصل صباح الخميس إلى ١٩٫٥ جنيه، ثم جاءت قفزته الأخيرة ليلامس حدود الـ ٢٣ جنيها. والنتيجة التى يخشى هذا المواطن حدوثها هى زيادات فى العديد من أسعار السلع.
تلك هى الصورة بشكل مبسط والحكومة تقول إنها تواجه ظروفا صعبة تتمثل فى ارتفاع أسعار السلع الأساسية المستوردة وكذلك البترول، والمواطن يقول إن المشكلة ليست فقط فى الظروف الخارجية لكن أيضا فى العديد من السلبيات الناتجة عن أخطاء حكومية.
هذه هى الصورة مبسطة، لكن السؤال المهم ما الذى سيحدث فى الفترة المقبلة وهل سترتفع الأسعار أم ستنخفض بعد قرارات الساعة الحادية عشرة من صباح الخميس الماضى؟!
سؤال أساسى سأحاول الإجابة عنه غدا إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة والمواطن وقرارات الخميس الحكومة والمواطن وقرارات الخميس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon