بقلم : عماد الدين حسين
فى الثالثة من فجر يوم الجمعة الماضى، وصلت إلى طشقند عاصمة أوزبكستان للمشاركة فى وفد دولى كبير لمراقبة الانتخابات الرئاسية التى جرت يوم الأحد الماضى ٢٤ أكتوبر، وانتهت بفوز ساحق للرئيس الحالى شوكت ميرضاييف بنسبة تجاوزت
الـ٨٠ ٪ وهى نفس نسبة المشاركة.
دخلنا حجراتنا فى الفندق فى الخامسة فجرا، أذان الظهر يحين فى الثانية عشرة و١٧ دقيقة حسب التوقيت المحلى.
ذهبت أنا والصديق محمود مسلم والنائب ورئيس لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب عبدالهادى القصبى إلى مسجد «حضرة الإمام» لأداء صلاة الجمعة، وكان معنا ثلاثة مرافقين وثلاثة سائقين وثلاثة مترجمين.
الملاحظة الملفتة للنظر أن الأحذية مرصوصة بنظام صارم، وكأنها أشكال هندسية أمام المسجد.
المسجد كبير جدا ومستطيل الشكل وتصميمه بديع ومزدحم جدا، خصوصا فى صفوفه الأولى المكتملة.
زخارف المسجد ونقوشه وعمارته مبهرة للغاية.
المرافقون أدخلونا من الباب الأمامى مشكورين، وأجلسونا فى الصفوف الأولى إكراما لنا كضيوف.
الخطبة كانت باللغة الأوزبكية فلم نفهم منها شيئا، لكن خمنت أنها عن المولد النبوى الشريف، لأن الخطيب كان يذكر اسم النبى محمد عليه الصلاة والسلام مقرونا بالمولد والشريف، إضافة إلى أن الاحتفال بالمولد النبوى لم يكن قد مر عليه إلا أيام قليلة، وعرفت فى النهاية أن تخمينى صحيح.
وسط هذه الخطبة كان الخطيب يقطعها بتلاوة ابتهالات وأناشيد ومدائح نبوية باللغة العربية، منها طلع البدر علينا.
وبعدها قرأ الخطيب سورة الإخلاص ثلاث مرات، ثم تلا العديد من الدعوات باللغة الأوزبكية، ثم دعوات باللغة العربية.
لفت نظرى أيضا أن صوت المؤذن جميل وكذلك عذوبة تلاوة الخطيب للقرآن تلاوة القرآن، وكأنه لسان عربى مبين، وليس لسانا أعجميا.
عقب كل ذلك، قمنا بأداء أربع ركعات سنة، جميعا، كنت أحسبها الصلاة الأساسية، لكن المترجم قال لى إنها سنة.
انتهينا من الركعات الأربع، وبعدها أذان شرعى آخر، أعقبه خطبة باللغة العربية، لم تستمر طويلا، ولم تكن خطبة بالمعنى المعروف لنا هنا فى مصر، بل مجرد مدائح وابتهالات، تشيد بفضل يوم الجمعة على سائر الأيام، بما فيها العيدان، ثم إشادة بالخلفاء الأربعة. وبعدها أقيمت الصلاة الفعلية أى ركعتى الجمعة.
كنت أظن أن الأمر انتهى عند هذا الحد، لكن كانت هناك أربع ركعات سنة أخرى أداها الجميع فرادى، وكأنها صلاة جماعية، وبعدها تم تلاوة آيات من القرآن ثم دعوات قصيرة باللغة العربية.
وهنا انتهت صلاة الجمعة التى بدأت فى الثانية عشرة و١٧ دقيقة، وانتهت فى الواحدة و٣٥ دقيقة أى أكثر من ساعة وثلث.
أتذكر أننى قبل أربع سنوات صليت الجمعة فى أحد مساجد مدينة باكو عاصمة أذربيجان على بحر قزوين، وكانت الصلاة جماعية وتضم سنة وشيعة ورجال ونساء.
خرجنا من المسجد وزرنا قسما مهما ملحقا به يسمى «حضرة الإمام»، وفيه ما قيل لنا إنها نسخة أصلية من القرآن الذى جمعه عثمان بن عفان رضى الله عنه، وفى اللوحة الموجودة فى المكان كتب الكلام الآتى: «أن هذه المخطوطة النادرة لمصحف عثمان، رضى الله عنه، المنسوخة فى القرن السابع عشر، قد أتى بها إلى سمرقند فى القرن الرابع عشر من قبل أمير تيمور». هذه اللوحة مكتوبة باللغات العربية والإنجليزية والأوزبكية، وممنوع التقاط الصور للنسخة المكتوبة بلغة عربية قديمة جدا، ومن دون نقاط وبخط كبير يصعب قراءته بسهولة.
هل هى نسخة أصلية أم لا؟ الله أعلم..
المهم أن حصيلة زيارة أوزبكستان، كشفت لى عن شعب طيب ومهذب ومتدين بصورة وسطية من دون تطرف أو تهاون.