توقيت القاهرة المحلي 14:45:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آبى أحمد يهرب للأمام

  مصر اليوم -

آبى أحمد يهرب للأمام

بقلم : عماد الدين حسين

يوم الجمعة الماضى أعلن الجيش الإثيوبى عن إحباطه لما أسماه محاولة عناصر متحالفين مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى، التسلل إلى المنطقة التى يقع فيها سد النهضة لتعطيل بنائه بمساعدة من السودان.
منسق العمليات فى المركز القيادى لمجموعة القوات المشتركة فى منطقة متكل العقيد سيفو اينغى، قال إن الجيش الإثيوبى أحبط هذا المخطط وقتل خلال العملية أكثر من ٥٠ مسلحا وأصاب ٧٠ آخرين، كانت بحوزتهم أسلحة خفيفة وثقيلة وألغام، وإن العناصر المتمردة انهزمت، وتوجه جزء كبير منها للالتحاق بـ«أعدائنا التاريخيين» لمحاولة تعطيل أعمال بناء سد النهضة».
هذه هى المعلومات الأساسية التى أعلنها الجيش الإثيوبى وهناك مجموعة من الملاحظات الأساسية بشأنها.
الملاحظة الأولى: أن بيان الجيش الإثيوبى شديد العمومية والغموض، ومن الواضح أن الهدف الواضح منه هو التشهير بما أسماهم البيان بـ«الأعداء التاريخيين»، أى مصر والسودان.
٢ ــ الملاحظة الثانية: أن البيان لم يحدد بالضبط هل تصديه للهجوم المزعوم كان قرب موقع سد النهضة، أم بعيدا عنه، أم على الحدود السودانية.
الملاحظة الثالثة: يعلم الجميع أن هناك مئات الآلاف التيجراى صاروا لاجئين فى الأراضى السودانية منذ الحرب التى شنها رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد على الإقليم فى ٤ نوفمبر الماضى، وبالتالى فهناك حركة دخول وخروج دائمة من هذه الحدود، وتعلم إثيوبيا أن السودان هو الأكثر تضررا من هذه الحرب، ثم تأتى إثيوبيا الآن لتزعم أن المسلحين انطلقوا من الأراضى السودانية، أو أن السودان ساعدهم.
الملاحظة الرابعة: أن السودان فضح المخطط الإثيوبى، ليس فقط، حينما نفى أى تدخل منه فى الشئون الإثيوبية، ولكن حينما طلب من أديس أبابا أن تبعده عن مشاكلها الداخلية.
الملاحظة الخامسة: بافتراض أن هناك هجوما حدث بالفعل، فهل يعقل أن الجيش الإثيوبى قتل ٥٠ مسلحا وأصاب ٧٠ آخرين فى حين لم يُصَبْ منه جندى واحد خلال الاشتباكات، علما بأن جبهة التيجراى تسجل نجاحات عسكرية متتالية منذ طردها لقوات آبى أحمد من الإقليم وعاصمته ميكيلى.
الملاحظة السادسة: هى أن الجيش الإثيوبى سجل إخفاقات كثيرة فى الشهور الأخيرة ليس فقط أمام جبهة التيجراى، ولكن ضد المتمردين ــ الأورومو، وبعض الجماعات المحلية فى إقليم بنى شنقول ــ جوميز الموجود فى نطاقه سد النهضة.
الملاحظة السابعة: أن البيان يعكس حقيقة مؤكدة، وهى أن الجيش الإثيوبى يواجه صعوبات كبيرة، وهو لم يلجأ إلى مقامرة الزج بالسودان فى هذا النزاع الداخلى، إلا حينما شعر باهتزاز الوضع العسكرى والمعنوى على الأرض.
الحكومة الإثيوبية تعانى اقتصاديا بشدة، وتعانى عسكريا أمام التيجراى، وأمام جماعات متمردة أخرى، وتعانى من إدانات دولية متتالية بسبب الجرائم التى ارتكبتها فى التيجراى وصلت إلى حد اتهامات بالإبادة العرقية.
وحينما يتم الزج بالسودان وإطلاق تعبير «الأعداء التاريخيين» فالمعنى الأساسى أن حكومة آبى أحمد أفلست تماما ولجأت إلى آخر ورقة، تعتقد أنها تلعب بها، وتحاول من خلالها استدرار عطف الإثيوبيين، الذين اكتشفوا أن حكومة آبى أحمد كشفت عن وجهها الحقيقى بشن الهجوم على إقليم التيجراى، والدخول فى صدامات مع العديد من العرقيات بما فيها الأورومو التى ينحدر منها آبى أحمد، وهم الذين ساعدوه فى الوصول للسلطة، لكنه انقلب عليهم، فقرروا الانقلاب عليه، والتحالف مع بقية العرقيات الأخرى ضده.
الملاحظة الثامنة: أنه مادامت حكومة آبى أحمد لجأت إلى الزج بما تسميه بـ«الأعداء التاريخيين»، فالمتوقع أن يتم التوسع فى هذا الادعاء، أولا لصرف الانتباه عن مشاكلها الداخلية، وثانيا لتعليق هذه المشكلات على مصر والسودان وليس على السبب الأساسى، وهو فشل سياسات حكومة آبى أحمد.
وبالتالى علينا فى مصر والسودان أن نكون يقظين طوال الوقت، للتصدى لكل المحاولات الإثيوبية الرامية إلى الهروب إلى الأمام، بتصدير مشاكلها الداخلية، وتعليقها على الخارج.
الملاحظة التاسعة: أنه مادامت الحكومة الإثيوبية بدأت هذا المسار فالمؤكد أنها تعيش واحدة من أصعب لحظاتها، ولا تريد أن تعترف بفشلها الداخل، وتحاول عبثا إعادة حشد الإثيوبيين، خلفها تحت حجة الاعداء التاريخية.
الملاحظة العاشرة والأخيرة: يبدو أن هذا السيناريو سوف يتكرر كثيرا لتبرير أى إخفاق فى تشغيل سد النهضة، أو تأخر عمليات الملء، بل سيتم لتبرير أى إخفاق داخلى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آبى أحمد يهرب للأمام آبى أحمد يهرب للأمام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon