توقيت القاهرة المحلي 22:02:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعنى الخطير لرسوب طلاب الطب

  مصر اليوم -

المعنى الخطير لرسوب طلاب الطب

بقلم: عماد الدين حسين

نسبة الرسوب المرتفعة فى بعض كليات الطب فى الصعيد ينبغى أن تدق جرس الإنذار فى كل مكان فى مصر، إذا كنا جادين فعلا فى إصلاح التعليم. وإذا استمرت الظاهرة من دون علاج فهو أمر شديد الخطر على المستقبل.

طبقا لما نشرته العديد من الصحف المصرية يوم الأربعاء قبل الماضى فإن نسبة الرسوب فى السنة الأولى من كلية الطب جامعة أسيوط بلغت ٦٠٪، ونسبة الرسوب فى أولى طب جنوب الوادى بلغت ٥٧٪ وفى طب أسنان بنفس الجامعة بلغت نسبة الرسوب ٨٠٪، وفى طب سوهاج بلغت النسبة ٣٤٪.
لماذا الأمر مقلق؟!
لأن نسبة النجاح الطبيعية والشائعة فى الفرقة الأولى بمعظم كليات الطب فى الجامعات المصرية تتراوح بين ٧٥ - ٩٠٪.
حينما فوجئنا جميعا بهذه الظاهرة منذ العام الماضى، كنا نظن أن هناك إجراءات حاسمة سيتم اتخاذها للعلاج، ولكن استمرارها يعنى أن أصل الداء لا يزال موجودا، وبالتالى فالخطر لا يزال مستمرا، بل ويتفاقم لأنه يعنى شيئا أساسيا وهو أن الطبيب الذى يفترض أن نأمنه على أنفسنا قد لا يكون تلقى التعليم الكامل والأساسى والكفء الذى يؤهله لعلاج المرضى.
ما هو سبب هذه الظاهرة؟.
لا نريد أن نتهم أحدا ولكن نعرض كل الاحتمالات:
أولا: لا يمكن لأحد أن يشكك فى صحة التصحيح لأنه صار إلكترونيا ولا يتدخل فيه البشر، ويمكن للطالب أن يعرف نتيجته قبل أن يغادر لجنة الامتحانات.
ثانيا: عدد كبير من الخبراء يتحدث عن أن السبب الأساسى لهذا التراجع الرهيب فى النتائج أن عددا كبيرا من الطلاب تمكن من الغش فى الثانوية العامة.
ثالثا: يتحدث البعض عن ظاهرة شهدناها فى السنوات الأخيرة وتتعلق بوجود لجان خاصة يمكن فيها للطلاب أن «يغشوا براحتهم»، هذا الأمر تم نفيه أكثر من مرة من قبل المسئولين لكن وزارة التعليم لم تقدم لنا قبل ذلك تفسيرا محددا عن سر هذه النتائج المتردية فى كليات طب بعينها فى أسيوط وسوهاج، خلافا لنسب نجاح مرتفعة فى بقية الكليات.
لا ألوم فقط أى مسئول فى وزارة التعليم سمح بالغش فى بعض اللجان، ولكن ألوم قبلهم الطلاب وأولياء الأمور الذين يستحلون الغش ويعتقدون أنه الطريق الصحيح للترقى والحراك الاجتماعى والتفوق.
أولياء الأمور يسهلون لأولادهم الغش، ويتحدثون فى نفس الوقت عن الفساد والتخلف، وهم لا يدركون أن ما يفعلونه هو قمة الفساد وأخطر أنواعه على الإطلاق.
الطالب الغشاش الذى يدخل كلية لا يدرى عنها شيئا هو أخطر على المجتمع من أسوأ أنواع الإرهابيين والجواسيس، فهو يعيش وسط المجتمع وينخر كالسوس فى جسده.
السؤال: ما هو دور الحكومة فى ذلك؟
الإجابة هى أنه حينما نسمح بدخول طلاب غير مؤهلين لكليات الطب والتحويل إليها من جامعات أجنبية لا نعرف عنها شيئا فهى جريمة مكتملة الأركان.
نعلم تماما أن هناك كليات طب عربية وقريبة منا، وكليات طب فى دول بعيدة عنا، خصوصا فى أوروبا الشرقية تقبل طلابا من مصر وغيرها، والمجموع الكبير ليس شرطا أساسيا طالما أنك ستدفع الرسوم بالدولار أو اليورو أو أى عملة أجنبية صعبة.
هذا الطالب الذى يأتى محولا من هذه الكليات لكليات طب مصرية فى أغلب الأحيان لا يكون مؤهلا، بل إن بعضهم لا يجيد الإنجليزية من الأساس.
نحتاج إلى قرارات حاسمة وجريئة بحيث لا نقبل أى طالب فى أى كلية إلا إذا كان مستوفيا قولا وعملا لكل الشروط الأساسية. هذا الأمر لا ينطبق فقط على من يدخل كلية الطب، بل على سائر أنواع الكليات خصوصا تلك التى تخرج المعلم الذى سيقوم بالتدريس للتلاميذ الصغار، هذا المعلم إذا لم يكن صالحا ومؤهلا فإنه لن يكون قادرا على تدريس التلاميذ بصورة صحيحة.
على وزارة التعليم أن تتشدد فى الرقابة على أى لجنة امتحان ثانوية، وأن توقف تماما كل ما يسمى باللجان الخاصة، وعلى أولياء الأمور أن يتقوا الله فى أولادهم وبلدهم، وعلى وزارة التعليم العالى أن تتخذ إجراءات حاسمة فيما يتعلق بالتحويل من الجامعات الأجنبية المشبوهة وغير المستوفية للشروط.
الموضوع من أخطر ما يكون ويحتاج لتحركات عاجلة لأنه يضرب فى صميم المستقبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعنى الخطير لرسوب طلاب الطب المعنى الخطير لرسوب طلاب الطب



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon